التستر على المجرمين !!
* إستئناف التفاوض بين قوى اعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكرى خطوة في الطريق الصحيح، وعلى الطرفين أن يتحليا بالصبر والحكمة في معالجة نقاط الاختلاف حتى يتمخض التفاوض عن نتائج إيجابية تحقق مطالب الجماهير وتضع حدا لحالة الشد والجذب وعدم الإستقرار التى تشهدها البلاد، حتى تبدا مسيرة الحرية والديمقراطية والعدالة وتصفية الدولة الكيزانية الخبيثة وتقديم المجرمين والمخربين الى العدالة لينالوا العقاب الذى يستحقون، والشروع في إعادة البناء الذى يحتاج الى مجهود خارق وتكاتف الجميع من الذين لم تتلطخ أياديهم بالدماء والتخريب والفساد وانتهاك الحريات والحقوق!!
* مرة أخرى ومرات أطالب المجلس العسكرى وكل من بيده السلطة الآن وكل من ستأتيه السلطة لاحقا، في أى موقع من المواقع، بالوضوح والشفافية والتجرد في التعامل مع الشعب الذى قدم أغلى التضحيات عبرة مسيرة طويلة إمتدت ثلاثين عاما، وليس شهورا قليلة، إستشهد فيها من استشهد، وتعرض للأذى من تعرض، وفقد فيها حريته وحقوقه ورزقه من فقد، وفارق البلاد مضطرا من فارق تاركا وراءه الاسرة والأهل والأحباب وكل شئ، فى قلبه حسرة وفى عينه دمعة وفى كل جزء من جسمه جرح لا يتوقف عن النزيف، فيهم من مات وحيدا، وعاش وحيدا يسمع كل حين بموت أم او أب او أخ أو أخت أو صديق أو جار أو حبيب، ولا يجد من يعزيه ويشاطره الحزن ويخفف عنه، ولا يستطيع العودة ليتلقى العزاء فيغرق وحيدا في الألم والدموع .. وهنالك من طاردته قوى الشر ولم ترحمه حتى في غربته الموحشة، وأعادته الى البلاد مكبلا بالقيود ليُلقى في غياهب السجون والمعتقلات متعرضا لأسوا انواع التعذيب وانتهاك الآدمية وهتك الشرف !!
* لم يترك النظام الفاسق رجلا أو إمراة ، كهلا أو طفلا إلا وغرس فيه أنيابه المسمومة وأذاقه الذل والهوان .. ضريبة ضخمة (تعز عن الوصف) دفعها السودانيون في الداخل والخارج، طيلة الثلاثين عاما التى جثم فيها النظام الفاسق على صدر الشعب، وانتهك كرامته، واهان الوطن ونهب كل شئ .. حتى الدم السودانى هان عليه فأخذ يتسول به على بلاط السلاطين!!
* هذه التضحيات الجسيمة تفرض على المجلس العسكرى أن يطلعنا بدون اية مواربة أو تحفظ أو أى اعتبارات اخرى أين هم الذين ارتكبوا هذه الجرائم الفادحة، ويكشف لنا اسماءهم والإجراءات التى إتخذها ضدهم بما في ذلك التحفظ على الأموال والممتلكات التى نهبوها من الشعب وكل شئ يتعلق بهم، حتى نطمئن الى جديته ورغبته في محاسبة المجرمين، وإنصاف المظلومين وإزالة الغبن عن النفوس!!
* العدالة هى بداية الطريق الصحيح، ولا بد ان تتحقق ويراها الناس تتحقق، ومن ابسط مبادئ العدالة (سواء للمتهمين او المظلومين) الكشف عن اسماء المعتقلين، كل المعتقلين، وليس التستر عليهم وإخفاء أسمائهم .. وعندما يُطلَق سراح احد يجب ان يعرف الجميع لماذا حدث ذلك وما هى التحقيقات التى ادت لذلك ومن أجرى التحقيقات واين ومتى .. ولكن أن يخرج علينا المجلس العسكرى في احد الايام بأنه إعتقل بعض رموز النظام، ثم يخرج علينا في يوم آخر أنه أطلق سراح بعض المعتقلين .. هكذا بلا حيثيات او معلومات، فهى استهانة بالشعب والثورة وارواح الشهداء والدماء التى اُريقت والتضحيات الجسيمة التى بُذلت .. وهو أمر لا نقبله، ولن نسمح به، كما انه لا يساعد على ردم هوة الثقة التى حفرها المجلس بينا وبينه بتصرفاته المريبة ومراوغته في الاستجابة لمطالب الشعب، وإصراره على الإحتفاظ بسلطته ربما لحماية المجرمين والفاسدين من الحساب !!
* كما أننا لا يمكن أن نرى الذين ارتكبوا الجرائم والانتهاكات والمفاسد، سواء في جهاز الأمن أو أجهزة الدولة الأخرى وعلى رأسها الإذاعة والتلفزيون (اللذين لم تزرهما الثورة حتى الآن) والمؤسسات الاقتصادية ووكالات الوزارات، بالإضافة الى النقابات والاتحادات، جالسين على مقاعدهم الوثيرة حتى الآن يمدون ألسنتهم ساخرين من الثورة، وربما يخططون ويتآمرون للإنقلاب عليها .. وإذا كان المجلس العسكرى جادا في انحيازه للثورة، يجب عليه ان يتحرك فورا لازاحتهم من مناصبهم واعتقال المشتبه بهم، وعلى الذين يفاوضونه باسم الشعب ان يضغطوا من اجل ذلك، وليس فقط للاتفاق على مؤسسات الحكم الإنتقالى، وإلا فإن التاريخ لن يرحم والشعب لن يرحم !!
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة
تركيز يساري كبير على الإذاعة والتلفزيون رغم أنها وسائل إعلامية تجاوزها الزمن ولا تحظى بأي نسبة استماع أو مشاهدة ولا ترقى لمستوى أقل تطبيق..
أصحوا يا ناس زمن عبود.
هو حوار وليس تفاوض.