الإنتحار السياسى !!
* اصدر المكتب السياسى للحزب الشيوعى السودانى بيانا رفض فيه مقترح تشكيل مجلس مستقل للدفاع والامن القومى في موازاة المجلس السيادى الذى تقدمت به لجنة الوساطة، بالإضافة الى رفضه وجود أى تمثيل عسكرى في مجلس السيادة، والتمسك بأربعة سنوات للفترة الإنتقالية، واقتصار عضوية المجلس التشريعى على قوى اعلان الحرية والتغيير فقط!!
* أبتدر تعليقى على البيان بالترحم على روح المرحوم (محمد ابراهيم نقد) السكرتير السياسى السابق للحزب الشيوعى والسياسى الحصيف الذى كنا في حاجة حقيقية الى حكمته وحصافته في هذه الايام العصيبة، ولكن شاءت ارادة الله ان يفارقنا الى عالم الخلود، ويترك وراءه فراغا كبيرا، يجعلنا نردد مع الشاعر :(وفى الليلة الظلماء يفتقد البدر) !!
* مع إحترامى وتقديرى لرأى الحزب، وحريته في إتخاذ المواقف التى تناسبه، إلا أننى مستغرب كيف يصدر بيان مثل هذا من حزب له خبرة واسعة وإلمام واسع مثل الحزب الشيوعى يجب ان يكون ملما بالتعقيدات الامنية والاقتصادية الكبيرة والمتشعبة فى السودان والتى تتطلب فى هذه المرحلة التوافق على الحد الادنى لتفادى التداعيات التى يمكن ان تنشا عن الخلاف او الصراع بين العساكر والمدنيين، خاصة مع وجود قوى مضادة ولها مليشيات مسلحة تنتظر الفرصة للهجوم على الثورة واحداث الفوضى التى ظلت تتحدث عنها وتحلم بها، مما يستدعى التراضى بين العسكريين والمدنيين باسرع وقت وبصيغة معقولة تحظى بتأييد الشعب والمجتمع الدولى. صحيح أن الوضع المثالى هو أن يعود العسكريون الى ثكناتهم وأن يتولى المدنيون إدارة الحكم، ولكن ما نراه مثاليا في كثير من الاحيان قد يكون على النقيض تماما بسبب ظروف معينة مثل التى نعيشها الآن وتتطلب تغييرا في المفاهيم والنظرة الى الأمور الى حين !!
* أمر آخر في غاية الأهمية هو أن تنظيم المؤتمر الوطنى ــ أو كما يطلق عليه الناس (الدولة المدنية العميقة) ــ يسيطر على كافة مفاصل الدولة، ويمكنه تعطيل مسيرة الجياة وتحويل حياة الناس الى جحيم، اذا لم يتوافق العساكر وقوى التغيير على معادلة سياسية معقولة تجعل من الممكن سحب البساط وتفكيك الدولة العميقة بشكل متدرج ومنظم وهادئ، بدون حدوث فوضى أو فراغ.
* كما أن الحديث عن إحتكار قوى الحرية والتغيير للمجلس التشريعى (أى الحكم)، ولمدة أربع سنوات كاملة أمر لا يبدو منطقيا، لسببينن الأول هو أن قوى الحرية والتغيير ليست هى كل الشعب، والحديث الذى يردده كثيرون في هذا الامر صحيح ولا غبار عليه حتى لو كان فهمهم له او هدفهم من ورائه مختلفا، السبب الثانى هو أن هذه الفترة الطويلة ــ عكس ما يفهم الذين اقترحوها ــ ستعيق وضع التشريعات الدستورية اللازمة لإحداث التغيير المنشود وكلما طالت كلما تأخرت عملية التغيير المنشود فالبرلمان غير المنتخب لا يستطيع، لا من ناحية النظرية ولا من الناحية العملية، سن تشريعات تحتاج الى تفويض وسند شعبى تحقق التغيير، وهو ما لا يملكه البرلمان المعين، مما سيجعله للمعار ضة والاعتراض والتشويش إذا حاول القيام بذلك، وبالتالى فإن من الأفضل والأنسب أن تكون الفترة الإنتقالية أقصر لتحقيق التغيير المنشود بأسرع ما يمكن، وليس العكس!!
* شئ أخير لا ادرى كيف غاب عن أذهان الكثيرين ــ ومنهم الحزب الشيوعى ــ هو إن إدارة الحكم في الفترة القادمة بشكل منفرد أو حتى في وجود شركاء، إنتحار سياسى مؤكد، فحجم الأزمات والمشاكل الموجودة أكبر من قدرة أى شخص، مهما بلغت مقدراته أن يحلها، ومن الأفضل أن ينأى بنفسه عن الحكم لا أن يسعى إليه، الى أن تتحسن الصورة وإلا كان انتحاره مؤكدا!!
* نحتاج فى هذه المرحلة الحساسة الى الحكمة والدهاء والتريث، وليس التطرف والعجلة والمطالب المستحيلة!!
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة
هم لا يفكرون فى ادارة السودان من الاساس بل يفكرون فى الانتقام لذلك لا يفهمون ان أدارة السودان فى الفترة الانتقالية بمثابة انتحار ..
الحزب الشيوعي لن يترك هذه الفرصة تفلت من بين يديه بسهولة، فإنه كغيره متعطش للحكم والإنتقام، وممارسة الإقصاء مثله مثل جميع الأحزاب العقائدية (إخوان – بعث – شيوعي – ناصري) والكثير منهم، نسأل الله أن يصرف عن هذا الشعب المغلوب على أمره كيد كل السياسيين الفشلة العاطلين، ويبدلنا خيراً منهم عاجلاً غير آجل.
الفترة الإنتقالية يجب أن لا تزيد عن عامين ويحكومتها يجب أن تكون تكنوقراط، ليس لأي حزب سلطة عليها، ولا ينتمي أي أحد من عناصرها لأي حزب سياسي، الأحزاب السياسية يجب أن تحكم بعد الإنتخابات بتفويض الشعب…
من قال سوف يحكمنا شيوعي..
لن يحصل أبدا .
لا بقوة ثورية ولا بانتخابات. ولا غيرو. لن يحصل.
أمر آخر في غاية الأهمية هو أن تنظيم المؤتمر الوطنى ــ أو كما يطلق عليه الناس (الدولة المدنية العميقة) ــ يسيطر على كافة مفاصل الدولة، ويمكنه تعطيل مسيرة الجياة وتحويل حياة الناس الى جحيم، اذا لم يتوافق العساكر وقوى التغيير على معادلة سياسية معقولة ….
والله الحمد لله إنو ناس المؤتمر الوطني الفي مفاصل الدولة الحساسة عندهم ضمير لكن لو عاوزين يعطلو مسيرة الحياة ، الموضوع ما فايت ليهو توقيف لمصفاة الخرطوم وإخفاء قطعة غيار صغيييييييرة ممكن شهر كامل المصفاة ما يطلع منها جالون على الطرمبات … لكن الناس بتخاف الله والشعب كفاية عليهو الفيهو مكفيهو لكن والله الكيزان كان عاوزين يجوطوها أسهل مما تتصور لكن الجولة حقت باقى الأحزاب النشوف شطارتهم