لماذا تريدون السلطة؟!
* لا اجد سببا لتمسك المجلس العسكرى بالسلطة الا لتحقيق مصلحة ذاتية ضيقة او محاولة حماية انفسهم او بعضهم من شئ يخافون منه، لا فرق في ذلك بينهم وبين المخلوع الذى ظل متشبثا بالكرسى ليحمى نفسه من الحساب على الجرائم الكثيرة التى ارتكبها الى ان يحل أجله ويفارق الدنيا وهو على كرسى الحكم، ولكن خاب فأله وتبدد أمله، وصار مخلوعا محبوسا وراء القضبان تلاحقه اللعنات، منتظرا المصير الذى ظل يهر ب منه، لم ينفعه مال أو عسس أو أجهزة أمن، ولا حتى الذين منحهم الرتب والمناصب الرفيعة والكنوز والاموال الطائلة وخرق من اجلهم كل القوانين والاعراف، وكان يتغزل فيهم ليل نهار، فكانوا أول من إنقلب عليه، فهل يظن اعضاء المجلس العسكرى أنهم سيكونون افضل حظا منه، فيأتيهم الموت وهم على كراسى الحكم، أم أنهم يعلمون الغيب؟!
* أما إذا كان السبب هو تحقيق مصلحة ذاتية لهم أو لغيرهم، كأى شخص انتهازى أو لص، فهم لا يستحقون النظر إليهم دعك من التفاوض معهم، إن لم يكن الرمى بهم في مزبلة التاريخ!!
* لا ينكر احد انهم إنحازوا الى الشعب، ورفضوا تنفيذ تعليمات المجرم المخلوع بقتل المتظاهرين السلميين، ولكن هل يعنى ذلك أن يُكافئوا على القيام بواجبهم بكراسى الحكم، وإلا فإن كل من شارك في الثورة، أو خرج في مظاهرة أو أدى واجبه، أن يكافأ على فعله بكرسى حكم، فلا يكون في بلدنا شئ سوى كراسى الحكم !!
* اننى استغرب عندما يقول لك البعض إن العساكر (المجلس العسكرى) لم يقتلوا الشعب وإنحازوا إليه لتبرير تمسكهم بالشراكة في السلطة، بينما الذى فعلوه هو الواجب، فمن الطبيعى أن يحمى الجيش والشرطة والدعم السريع وكل القوات النظامية الأخرى الشعب. هذا واجبهم الذى أدوا القسم للقيام به، والذين يأخذون عليه رواتبهم، ويجب أن يحاسبوا على التقاعس عنه مثلهم مثل أى موظف عمومى آخر، بل أى مواطن آخر في الدولة، الطبيب، المهندس، سائق العربة وغيرهم .. فلا يمكن أن يطلب الطبيب مكافأة على علاج مريض، غير ما يأخذه من راتب، لان هذا عمله وواجبه، وكذلك المهندس وسائق العربة ..إلخ.
* واجب القوات النظامية أن تحمى الوطن والشعب، وإذا كان فيها من يرى (او يرى غيره) أنه يستحق أن يكون مواطنا متميزا عن الآخرين او حاكما مكافأةً له على هذا القيام بهذا الواجب، فإن رؤيته خاطئة يجب عليه أن يصححها، فهو لم يفعل شيئا غير الواجب كأى شخص آخر، ولا ينتقص هذا من المحبة والتقدير والتقديس للجندى الذى يضحى بنفسه وروحه فداءً للوطن والشعب، ولكن أن نجعله الحاكم علينا لانه لم يقتلنا، فهو فكر مختل، وفهم خاطئ، وربما ضرب من الجنون!!
* كما استغرب ان يدعو البعض لوجود المجلس العسكرى ضمن معادلة السلطة في الفترة الانتقالية من اجل حماية الثورة والدفاع عنها ضد المتربصين، وهى دعوة خاطئة وفهم مختل أيضاً، فالجندى أو اى شخص آخر يجب أن يحمى الثورة، وألا يمنعه من ذلك ان يكون داخل أو خارج السلطة، فالواجب يحتم عليه ان يحميها وهو في اى موقع من المواقع، وإلا كان ذلك خيانة للأمانة وإمتناع عن القيام بالواجب يعاقب عليه القانون .. يجب على حميدتى والبرهان وكل اعضاء المجلس العسكرى وكل جندى وكل مواطن حماية الثورة، لأن هذا واجبهم الذى يمليهم عليهم القانون والضمير والاخلاق، وليس الموقع الوظيفى أو كرسى السلطة!!
* إذا كان البرهان وحميدتى وبقية أعضاء المجلس ينظرون الى الامور بتجرد ويقدمون المصلحة العامة على كل شئ آخر، فلا يجب أن يفرق معهم أن يكونوا في السلطة أو خارج السلطة، تكون الرئاسة لهم او للمدنيين، لديهم الأغلبية أو الأقلية، لانهم ليسوا مجرد شركاء كما يقول البعض، وليسوا جيشا لشعب آخر، وإنما جيش لهذا الشعب، وجزء من هذا الشعب، وأبناء هذا الشعب، مثلهم مثل اطباء الشعب، ومهندسى الشعب، ومزارعى الشعب، وعمال الشعب!!
* أما إذا كانوا ينظرون بنظرة أخرى، ويحسون بأن لهم فضلا علينا لأنهم إنحازوا لنا ولم يقتلونا، او يطمعون في السلطة لتحقيق مصالح ذاتية، او فرض اجندة معينة إرضاءً لآخرين، فليفعلوا ما يريدون ويذهبوا الى آخر الطريق للتمسك بالسلطة ويدافعوا عنها بالقتل والرصاص، كما فعل المخلوع، ولكن عليهم ان يدركوا اننا سنكون لهم بالمرصاد وسنعاديهم، وسنخلعهم يوما ما كما خلعنا المخلوع ليواجهوا مصيرهم المحتوم، وسيتمنون حينها لو لم يفعلوا، فلم يوجد ولا يوجد ولن يوجد من ينتصر على شعبه، مهما بلغت قوته وجبروته!!
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة
المجلس العسكري مما مسك بصرح بقول ما عندو مانع يسلم السلطة لمدنيين … هسع اللولوة دي لزومها شنو
البحصل شنو لو البرهان وحميدتي والكباشي إستقالوا من الجيش وأصبحوا على رئاسة المجلس كمدنيين بموافقة قوى الحرية والتغيير … حلا للمشكلة .. وبي كده يكون غالبية ورئاسة المجلس من المدنيين
ثانيا الفترة إنتقالية ليه ما الناس يتساهلوا في مسألة المجلس الرئاسي دا ما دام صلاحياتوا محدودة ومعروفة … يعني هسي اللت والعجن دا والدولة الماشة “أم فكو” دي كلوا بسبب السطلة والمتفاوضين ديل ما هدفهم الوطن
وليه تجمع المهنيين متمسك بالسلطة رغم كل التنازلات التي قدمها المجلس العسكري
نفس السؤال وجهه إلى (قحت) قوى الحرية والتغيير والمهنيين.
المجلس لما يقول خلو لي 5% من الحكومة الإنتقالية لأنه ضامن لها وحاميها كلامو وجيه ومنطقي ومقبول ……………….الما مفهوم هو حرص المدنيين على التكويش على كل شيء ورفض الانتخابات ورفض ان تكون الفترة الانتقالية قصيرة
هل الحريه والتغيير تمثل كل السودان؟
يناقش أستاذ سراج العديد من النقاط لقيام المجلس العسكري بالعديدة من التناقضات منها التمسك ما بين الواجب وحماية الثورة من المتربصين بها وتحقيق المصلحة الذاتية ويحاول أستاذ زهير تفسير تمسك المجلس العسكري بالسلطة وعدم تقدم تنازلات لصالح الثوار من عدة زوايا ويرى أن ما قام به من أدوار ليست إلا واجبات طبيعية وليست أدواراً خارقة.
الشاهد في الأمر أن ما قام به المجلس كانت نصف هذه الأدوار. فهو لا يريد للمدنيين أن يستأثروا بكل وظائف الحكم علما بان الدور الذي لعبه المجلس كان كبيرا في التحول الديمقراطي وكان من الممكن أن يحدث العكس بمعنى سيطرة المجل العسكري في لمح البصر فرض هيمنته على معظم الوزارات.
وعلى الجانب الأخر ما زال المدنيون يشككون في المجلس وتوجهاته العسكرية ورغبته في التوجه المدني للسودان ناسيا أو متناسيا الدور الحاسم الذي لعبه وزير الدفاع السوداني السابق.
تقديم حل لهذه المعضلة هو التشبع بثقافة التنازلات وقبول الطرف الأخر . سيظل السودان يدور في حلقة مفرغة تثبتها قوة محلية مدعومة إقليمياً أو دوليا ونندم على إنجازات الشعب.
دعونا نسأل أولاً ماهي الحكومة المدنية ؟ أليست الحقائب الوزارية التي يترأسها مجلس الوزراء ؟؟؟ سؤال آخر .. ألم يمنح المجلس العسكري (كارت بلانش) للحرية والتغيير لتشكيل الحكومة المدنية بمعرفتهم ؟ ألا يعتبر ذلك بادرة طيبة من المجلس العسكري؟ ومن فوّض الحرية والتغيير على التكويش على كل شي .؟ ثم أليس المجلس العسكري شريك في هذا التغيير بل ويعتبر الطرف القوي؟ فكيف للطرف الضعيف أن يطلب في مفاوضات هزلية تسليمه كل شي وبل ويطلب من الطرف القوي الذهاب خالي الوفاض إلى ثكناته؟ إن التعنت الذي أبدته قوى الحرية والتغيير سترتد عليهم إما بالخروج من المولد بلا حمص ، أو بالخروج بأقل بكثير من المكاسب التي كان من الممكن لها تحقيقها في البداية.