رأي ومقالات

ظهرت أصوات تدعو علانية إلي حروب بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في شوارع الخرطوم.. من هم ولماذا؟


تمّر أيام الشهر المبارك مسرعة من بين أيدينا، نسأل الله فيها أن يوفقنا إلي الصيام والقيام، وأن يتقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال، ويعتقنا من النيران برحمته التي وسعت كل شئ.

– كنت قبل مدّة قد تحدثت عن أن إستهداف قوات الدعم السريع هو تمهيد لإستهداف القوات المسلحة، وقلنا أن الشائعات ستكثر وستختلق الأكاذيب والتهم، ومحاولات ضرب العلاقة بين القوات المسلحة والدعم السريع.

– فإستهداف قائد قوات الدعم السريع، نائب رئيس المجلس العسكري، الفريق أول /محمد حمدان دقلو، ومحاولات التبخيس وكلمات التجريح، والشتم، علي مثال “الرعي والتجارة”، وغيرها من الشتائم، ولا يعرف الشاتم أنه يوجّه شتمه لأغلب أهل السودان الذين يمتهنون الرعي والتجارة، وهي العقلية البائسة التي تسير خلف “لجان” بعض الأحزاب، والتي تحاول أن تسيير خلفها أكبر كمية من الآراء بإدعاء الأكاذيب والشائعات وغيرها.

– وهنا نقول – ومع إن المقارنة منتفية – أن المدعو مالك عقار (فريق)، والدكتور جبريل إبراهيم (فريق) و(مناوي) له رتبة عسكرية، وكذا المدعو عبد الواحد محمد نور، وغيرهم عشرات بمن فيهم أعضاء في تجمع قوى الحرية والتغيير وأحدهم وأصغرهم رتبة المدعو مبارك أردول، ولم تنطق اللجان ومن خلفها ببنت شِفة، مع أن كل تلك الميليشيات ليست نظامية ولا تنتمي لأي قوات، إنما مجرد تمرد خارج عن سلطان الدولة، هزمته وسحقته قوات الدعم السريع النظامية التي ما دخلت معركة ضد كل تلك الميليشيات إلا ودمرتها وسحقتها تماماً، لذلك اللجان ومن خلفها لا يريدون أي وجود لقوات الدعم السريع، لأنها تقاتل بنفس أسلوب تلك الميليشيات التي لا تستطيع الصمود أمام قوات الدعم السريع ولو “نصف ساعة فقط”.

– هي خطّة كبيرة جداً أعدت من دول خارجية تعاونها معاول هدم داخلية، أعدت لتصفية القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، مستغلين أحداث الثورة الحالية، وقدّ أعدّت كشوفات التصفية فعلياً، فهناك أحزاب وقوي لا تريد القوات المسلحة بشكلها الحالي نسبة لأن تلك الأحزاب هي الظهير السياسي لحركات التمرد، فهي تريد إستبدال القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بميليشيات التمرد وقادتها، فهي خطّة تندرج تحت إسم فضفاض كبير يسمّي “هيكلة القوات النظامية”.

– إن إدعاءات أن قوات الدعم السريع يقف خلفها دول إقليمية أو دولية، فهي الإدعاءات التي لا تستند علي سيقان الحقيقة، وهي إدعاءات كذوب تعودنا عليها منذ أيام عمليات الصيف الحاسم، فأي إنتصار علي أرض الميدان يولد صراخاً عالياً في الأسافير والقنوات والمنظمات المعادية للسودان، تقودها لجان إلكترونية مدربة تماماً تريد أن تعبث بأمن السودان من خلال نشر هذه الشائعات والفتن، وقد ظهرت أصوات علانية تدعو إلي حروب مفتوحة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، وهؤلاء لم يخبروا بعد أن قوات الدعم السريع هي فكرة عسكرية بحتة للقوات المسلحة، وهي تتبع للقوات المسلحة بصورة رسمية.

– إذن، نقول أن علي الشعب السوداني تفويت هذه الفرصة التي تحاول أن تخلف فتن وحروب داخل شوارع الخرطوم، ونفس الأصوات التي “مجّدت” قائد قوات الدعم السريع يوماً من الأيام عندما ظنت أنها “ذكية” وتستطيع التلاعب به، هي نفسها التي تشنّ عليه الحملة الإعلامية هذه، وذلك يعكس وبوضوح تام أن هذه الأبواق تسعي للخراب والدمار، ولا يهمها أمن وإستقرار البلاد، فهي تسعي “للكرسي” ولو كان عبر شلالات الدم في شوارع الخرطوم.

– ختاماً، إن القوات المسلحة وقوات الدعم السريع قوة واحدة، تعمل بتنسيق وعمل مشترك، وقوات الدعم السريع جزء أصيل من القوات المسلحة السودانية، قدمت الشهداء والجرحي في مسارح العمليات المختلفة، وأنجزت أي واجب أو مهمة أوكلت لها، ويعرفها جميع الشعب السوداني في البوادي والصحاري والمدن والقري، وليست في حاجة لوسام شكر أو إنجاز – وإن كانت تستحقه – ولن تهزمها أو تكسرها هذه الحملات المفضوحة والمكشوفة التي لا تسعي إلا للخراب والدمار ولكن هيهات.

أسد البراري
فيسبوك