إنما العاجز من ( لا يصلح )
:: أن يأتي العقل أخيراً خير من أن يبقى الجنون مدى الحياة.. بعد عقد ونيف من التخريب، يجتمع المجلس التشريعي لولاية الخرطوم، ليطالب السلطات التنفيذية بإعادة النظر في ( الزي المدرسي) و ( عطلة السبت) ..هكذا الخبر ..( الزي المدرسي)، لطلاب مدارس البلد، ( زي عسكري)..و نواب الخرطوم إكتشفوا بأن هذا الزي العسكري (غير صحي)، ويُسبب حالات الحساسية للطلاب، ولذلك يجب تغييره ب ( زي صحي )، ولا يسبب الحساسية للطلاب..هذا السبب مُضحك، ويأتي إلى الخاطر باحدى حكم شيخ العرب ( أب سن)..إستاء الأهل بالبطانة من المدير الإنجليزي لأسباب واضحة و(كمان معيبة)، ولكن أب سن بحكمته تعمد عدم ذكر الأسباب عندما طالب الحاكم العام بتغيير المدير، و إختصر كل الأسباب وغطاها ب ( عشان طوَل)..!!
:: ونواب الخرطوم أيضاً، كما شيخ الخرطوم، غضوا الطرف عن عيوب الزي المدرسي، وإختصروا العيوب وغطوها بانه ( زي غير صحي)..نوع الملابس – قطنياً كان أو صوفياً- هو ما يمكن تصنيفه إلى ( صحي ) و (غير صحي)، وليس (شكل الملابس)..والرفض الشعبي الواسع للزي المدرسي، وكذلك رفض خبراء التربية، لايرفض ( النوع أو الخامة) ، بل يرفض (الشكل والمظهر)..ولذلك، كان على نواب الخرطوم أن يكونوا أعمق توضيحاً للسبب وأكثر جرأة بحيث يكون سبب طلبهم لإعادة النظر في الزي المدرسي الراهن بأنه ( غير تربوي)، و ليس ( غير صحي).. نعم، ليست من التربية السوية تحويل المدارس إلى ما تشبه ( الثكنات العسكرية)، وكذلك ليست من التربية السليمة تربية الأطفال ب (روح الحرب)..!!
:: واليوم لو زار وزير التربية والتعليم مدارس البلد، لن يجد من المدارس ما يرتدي تلاميذها الزي العسكري غير ( المدارس الحكومية).. فالمدارس الخاصة لم تلتزم بالزي العسكري المسمى بالمدرسي، ومن أرغمتها سنوات الهوس والتطرف على الإلتزام به (تخلت عنه)..لماذا لم يسأل ولاة أمر التربية والتعليم أنفسهم عن أسباب رفض المدارس الخاصة للزي العسكري لتلاميذها؟..فالأسباب تربوية (ليس إلا)، وأساتذة المدارس الخاصة من أهل مكة الذين يعرفون (شعابها التربوية)، ولذلك رفضوا لتلاميذهم هذا الزي الداعي والمحرّض إلى ( الحرب والعنف)..وطوبى لتلاميذ المدارس الحكومية، إذ لم يجدوا في دهاليز وزارتهم تربوياً وجيعاً يرفض تربيتهم بالزي الداعي الى (الحرب والعنف)، ولذلك إرتدوه وهم – و أولياء أمورهم – مكرهين ..!!
:: والمؤسف، ليس في تجربة تربية التمليذ على الحرب فحسب، بل حتى في تجربة عطلة السبت، وكذلك في تجربة بكور عصام الصديق وكارثة (جر الساعة)، فالمؤسف في كل هذه التجارب التي حولت مجتمعنا وتلاميذه إلى (حقل تجارب)، إنها لم تُخضع (للدراسة والتقييم).. نعم، لم تُخضع هذه التجارب الفاشلة للدراسة والتقييم من قبل الخبراء، لا قبل تطبيقها بحيث تعرف الأجهزة آثارها السالبة وتتجنب التطبيق، ولا بعد تطبيقها بحيث تتراجع الأجهزة عن تطبيقها بعد معرفة آثارها السالبة..وليس من العقل التمادي في فرض التجارب الفاشلة وأفكار الحمقى على المجتمع رغم تراكم آثارها السالبة على الناس والبلد..والأدهى والأمر، سنوياً تتلقى وزارة التربية والتعليم تقارير الأساتذة والخبراء حول ( تجربة البكور) و (عطلة السبت) و ( الزي العسكري)، ومع ذلك هي عاجزة عن إصلاح هذه الكوارث بإتخاذ القرار ( التربوي والتعليمي)..نعم، فالوزير التربوي عاجز عن الإصلاح و الأساتذة الذين حوله يخافون غضبة الحزب، فلمن يرفع نواب الخرطوم طلبهم..؟؟
[/JUSTIFY]
الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]
م ديل اصلا ماكانو بفكروا تفكير جمعى
كل واحد كان بقرر لحالو الى ان وصل بنا الحال الى مانحن عليه
وبدأوا يتفرقون فرادى وكل سيذهب منفيا منسيا وتبقى اخطاؤهم فى احشائنا نموت بها
المؤسف انهم جيشوا الناس لحرب الحنوب وذهب الجنوب لحاله وبقى الزى العسكرى فى مدارسنا
لماذا؟