رأي ومقالات

المهدي (المنتظر)

أولا نترحم على شهداء الثورة ودمائهم الطاهرة التي سالت من أجل الوطن ونواسي زويهم واحبابهم وعاجل الشفاء للجرحي والحرية لكل معتقل.

كان يفترض أن يكون هذا المقال عن السيد الفريق أول محمد حمدان دقلو بعد أن طلب مني بعض الأصدقاء الكتابة عن دور الرجل او بعض قواته في فض الاعتصام بالقوة والأرواح التي ذهبت ضحية هذا التدخل والدماء التي سالت ومازال الفاعل مجهولا او لم يتم تقديمهم للمحاكمة بعد . وقد كنت كتبت مقالا من قبل مادحا الرجل وقواته ووقوفه مع الثورة والثوار حتي انتصرت….

ولكن آثرت أن يكون المقال دعما للسلام والوحدة والإستقرار وجمع الصف ولتحقيق الأمن وهم الأولي في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد حيث كثر دعاة الفتنة وداقي طبول الحرب في إنتظار الرقص على أشلاء الموتي.
فقفز الي ذهني الكتابة عن أحد حكماء الأمة الرجل الذي يمكن أن يكون حمامة السلام.
السيد الإمام الصادق المهدي نظيف اليد عفيف اللسان.
الرجل الذي يملك أكبر رصيد من العلاقات الداخلية والخارجية.
رجلا يكاد يكون مقبولا عند الجميع بدءا من المجلس العسكرى وقوي الحرية والتغيير وتجمع المهنيين والحركات المسلحة وحتي بعض أحزاب الفكة وجماعات المجلس العسكرى المتكونة حديثا وكذلك يحتفظ الرجل بعلاقات جيدة مع دول الجوار والكثير من دول العالم المؤثرة في الشأن السوداني.
اي ان السيد الصادق المهدي يمكن أن يكون وسيطا مقبولا لجميع الأطراف.
فالسيد الصادق المهدي لم يهادن المجلس العسكري حتي الآن وظل يطالبهم بتسليم السلطة للمدنيين وبمحاسبة المسؤلين عن مجزرة فض الإعتصام وتحدث بصراحتة وشجاعته المعهودتين في العديد من القنوات الفضائية ذاما المجلس العسكري طالبا منه تحمل مسؤولية في فض الإعتصام رغم أن البعض حاول أن يجعل حزب الأمه شريكا في عملية فض الإعتصام للنيل من حزب الامه وللتشكيك مكانة الرجل والنيل من شخصه وذلك بحكم العداوة التاريخية بين حزب الامه وبعض الأحزاب اليسارية.
المطلوب من السيد الصادق المهدي الآن ان يخلع عبائته الأنصارية ويرتدي جلابيه قوميه يطوف بها بين الفرقاء جميعا بدأ من المجلس العسكري مرورا بقوي الحرية والتغيير وتجمع المهنيين وصولا للحركات المسلحة . ويجب أن لا ينسي ان يحط رحله عند الإدارات الأهلية وزعماء القبائل والعشائر ورجالات الطرق الصوفية ورياضيين وشباب الثورة بكل تجمعاتهم وعليه أيضا أن يتذكر أحزاب الفكة والمجموعات الجديده وكل من يجده في طريقه تحقيقا للوحده والسلام والاستقرار والأمن حتي يتفق الجميع للوصول إلى حكومة مدنية تقود البلاد حتي قيام إنتخابات ديمقراطية حرة ومستقلة.
هذه المهمة المستحيلة Mision Imposible وهي المهمة الأصعب والأهم في تاريخ السودان الحديث ليس من شخص مؤهل لها وقادر على تحقيقها أكثر من السيد الصادق المهدي . فالفرصة الآن متاحة للرجل ليقوم بالدور الذي قام به جده الإمام محمد احمد المهدي في القرن قبل الماضي في توحيد السودانيين …
فهل يكون هو المهدي المنتظر !!!

أللهم جنب البلاد الفتن ما
ظهر منها وما بطن

أللهم ولي أمورنا خيارنا ولا تولي أمورنا شرارنا.

الثلاثاء 25.06.2019
عثمان إبراهيم آدم
فرانكفورت
ألمانيا

عثمان ادم
عثمان ابراهيم آدم