ما أحلى أننى سودانى !!
* حان الوقت لكى ترتاح أرواح الشهداء في عليائها، وأن يتقبل الشعب العزاء، وأن يغشى شئ من الفرح قلوب الاسر المكلومة، على أمل أن تتحقق الفرحة الكبرى عند اكتمال النصر باكتمال الاتفاق وانتقال السلطة كاملة الى الشعب، وإرتفاع رايات الدولة المدنية الديمقراطية عالية في سماء بلادنا.
* تحية للشهداء الذين قدموا اغلى التضحيات. تحية للثوار. تحية لوفد التفاوض. تحية لقوى الحرية والتغيير بكل كياناتها ومكوناتها. تحية للجماهير الوفية التى ساندتها وايدتها واعطتها الدعم الكامل متى ما احتاجت إليه وفى كل الأوقات بدون أن تطلبه.
* تحية للشعب المناضل الصابر المعلم المهندس الجبار الذى علمنا العزة والكرامة والصمود، مفجر الثورات وصانع الامجاد، الذى أبهر العالم بروحه الثورية العالية وسلميته التى تهز الجبال، ورقيه وكماله وتحضره الذى يأسر الوجدان.
* الشعب الذى ظن الخاسرون أنه استكان ونام على وسادة الخنوع والمذلة، ولم يعد يقوى على النضال والنزال والنصر على الأنذال .. ولكن هيهات، فلقد اثبت لهم وللجميع أنه لا يعرف الخنوع ولا يقبل الهوان، وثار وانتصر بدماء شهدائه. بشموخ نسائه وكبرياء رجاله، وفتوة بناته وأولاده. بنات من نار، وأولاد من حمم البركان يذيبون الفولاذ، يهزمون الرصاص، ويقتلون الموت .. برجولة لا تعرف الإستسلام ، و”كندكة” لا تعرف سوى النصر .. صهرت ماضى الأمجاد فى شموخ الحاضر، لتصنع مستقبل الحرية والسلام والعدالة في “صبة” ابهرت الإنسانية !!
* لا اريد ان اردد كلاما يعرفه وشهده وشارك فيه الكل، وسيأتى اليوم الذى يُسجل فيه التاريخ ما حدث لحظة بلحظة، مَن ناضل، ومَن تقاعس .. ومن خان، من بداية القصة في 30 يونيو، 1989 والى ديسمبر وابريل ويونيو والى اليوم وما بعد اليوم، فالثورة لم تكتمل بعد وإن انتصرت.
* الإنتصار الكامل لا يكون إلا بكنس وإزالة كل آثار النظام البائد بكل تفاصيله ودولته العميقة البغيضة. بكل قوانينه وتشريعاته، بكل سياساته التى رسخت الظلم والفساد والفشل. بكل دماره الذى لم يترك شيئا جميلا. بكل أفكاره ونظرياته البائسة. بكل شخوصه المعروفين والمجهولين. بكل مليشياته وكتائب ظله. بكل اعلامه ومرتزقته الذين يطلقون على أنفسهم صحفيين واعلاميين، وما هم إلا مرتزقة يقتاتون من النفاق والكذب والتضليل لكل من يجلس على الكرسى. لم يحر بهم الدليل بعد سقوط المخلوع ونظامه البائد، فوجدوا ضالتهم في مجلس عسكرى انقلابى بغيض يطبلون له ويصورون له عناده وتشبثه بمعاداة الجماهير بأنه حق، وأن الدولة المدنية الديمقراطية التى ثار من اجلها الشعب وقدم الشهداء وأغلى التضحيات هى الباطل، ويأخذون منه المقابل مالا كان أم إستمرارا في ممارسة تسويد الصحائف وتلويث الاثير بغث الكلام وخفافيش الظلام والإساءة للشهداء والثوار .. وهو ساكت صامت كالبومة التى عندما تتحدث لا تجيد سوى النعيق على نفسها وحظها العاثر .. ولقد حان وقت النعيق!!
* حان وقت نعيق الخفافيش ونعيق البوم ونعيق الفلول ونعيق الأذيال والأذناب على حظهم العاثر الذى أوقعهم في شعب صامد صابر مناضل معلم لا يستسلم ولا يعرف اليأس طريقا الى نفسه مهما طال ليل الظلم، لانه يعرف أنه سيأتى يوم يتذوق فيه طعم النصر وحلاوة الانتصار، بإرادته ونضاله وتضحياته ورجاله ونسائه وشبابه وكنداكاته وثواره وثورته التى تزلزل الظلم وتبدد الظلام .
* الطريق لا يزال طويلا وشاقا ومليئا بالعقبات .. ولكننا قادرون على الوصول الى نهايته. إنتهينا من السهل وبقى الصعب. خلعنا المخلوع، وبقى خلع الفلول، وتطهير السودان منهم ومن أذيالهم، ومن دنثهم وقمامتهم وسنواتهم العجاف، وإرجاع السودان لأبنائه وبناته المخلصين، و إعادة البناء واستعادة الأمجاد، وترسيخ قواعد الدولة المدنية الديمقراطية التى تصبح وطنا للحرية والسلام والعدالة، وموطنا للعزة والكرامة والعيش الكريم .. ومفخرة للشعب الحر الابى الكريم الذى يثبت في كل يوم وكل كسوف وشروق انه معلم الشعوب.
* ما أسعدنى بأنى سودانى، أنتمى لشعب رجاله ثوار ونسائه كنداكات .. وشهداؤه ملائكة، ستظل ذكراهم وتضحياتهم باقية في ضميرنا الى الابد.
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة
مافي تحية لحميدتي؟!