قصتي مع الاقصاء والاقصائيين !!
* أخذوا بعد سقوط المخلوع وظهور بوادر الاتفاق المبدئي بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانقلابى، يذرفون الدموع ويشتكون من الاقصاء رغم انهم اقصوا الشعب من كل شيء، وسيطروا وما زالوا يسيطرون على كل شيء، الأمن والجيش والخدمة المدنية والاقتصاد والمال والاعلام والخارجية ..إلخ.
* لم يتغير شيء في المشهد سوى اختفاء البشير وثلة قليلة من اذياله وضعوا في الجناح الخاص الذى أنشئ خصيصا لهم بسجن (كوبر) الذى تحول الى فندق خمسة نجوم بعد وصولهم، وأُبلغوا أن وجودهم فيه حماية لهم، وليس اعتقالا، رغم أنهم ارتكبوا آلاف الجرائم التي تكفى واحدة منها لتعليقهم في المشانق أو إيداعهم السجون مدى الحياة، بينما ظلت البقية خارج السجون تتمتع بحقوقها كاملة وتدير كل شيء.
* أنظروا فقط لأجهزة الاعلام والصحف، ستجدون نفس الشخوص والشخصيات التي كانت تتولى كل شيء، هي التي تدير كل شيء الآن. لم يتبدل ولم يتغير شيء. المؤسف أن يظل الشعب ينفق عليها وعليهم، ورغم ذلك يبكون ويشتكون من الإقصاء والظلم الذى يقع عليهم !!
* تساءلت قبل يومين على صفحتي بالفيس بوك: (الى متى تصدر صحف الكيزان وتلفزيون الدفاع الشعبي من مال الشعب؟) .. لم أسأل: (لماذا تظل صحف الكيزان تصدر) .. ولكن (لماذا تظل تصدر من مال الشعب؟)؟ كنت أعرف بحكم عملي الصحفي ومعرفتي بالكثير من الخفايا والاسرار أن النظام البائد كان يلجأ لممارسة الكثير من الأنشطة والاعمال في كل المجالات التي يمولها من مال الشعب، ومن بينها العمل الإعلامي والصحفي، باسم أفراد وشركات وتسجيل كل شيء بأسمائهم في الأوراق الرسمية، ولا يزال هذا الوضع سائدا حتى اليوم، فتوجهت بسؤالي آنف الذكر للفت النظر الى ما يحدث، ولم يعجب ذلك البعض فخرج يلومني على النهج الاقصائى، ويتهمني بالتحريض على انتهاك الحريات !!
* أتاحت لي الاتهامات فرصة الحديث عن الأقصاء الذى تعرضتُ له، لسبيين: أولهما توضيح من هو الذى يمارس الإقصاء، والثاني بغرض للتوثيق فقط، وليس لمظهرية وادعاء بطولات، فلطالما غاب التوثيق عن حياتنا، وربما كان الغياب أحد أسباب وقوعنا في نفس الأخطاء مرات ومرات، وعدم الاستفادة منها للسير في الطريق الصحيح، وإذ أفعل ذلك أدعو كل صاحب تجربة لتوثيقها، لعلنا نخرج بكتاب مفيد نتركه للأجيال القادمة لعلها تستفيد من أخطائنا وتجاربنا المؤلمة وتتفادى الوقوع فيها، خاصة أننا مقدمون على حقبة جديدة، لا شك انها تحتاج لكل التجارب حتى تمضى في الطريق الصحيح !!
* باختصار شديد، وبدون الدخول في التفاصيل: انا اتفصلت من شغلى بعد وقت قصير من استيلاء الكيزان على السلطة، ثم اوقفوا تمويل دراستى للماجستير، وطلبوا من جامعة الخرطوم أن تفصلني من الدراسة، الا ان بروفيسور (صديق احمد اسماعيل) الذى كان عميد الدراسات العليا آنذاك رفض، وقال لهم انه لا شان له بالسياسة، ولمن خلصت الدراسة واشتغلت بجامعة علوم التقانة محاضرا طلبوا من د. (معتز البرير) ان يفصلني، ولكنه تجاهل الطلب، وظلوا يلاحقونه ولكنه امتنع ولم يستطيعوا تنفيذ ارادتهم.
* حاولت اعمل مركز تدريب ولم يصدقوه لي. لمن اشتغلت في صحيفة (الرآى الاخر) عند صدور الصحف المستقلة، اغلقوها بسبب مقال كتبته تحت عنوان (متحرك الاولمبياد). حاولوا خطفي من امام محكمة الخرطوم الجزئية، ولولا وجود بعض المحامين بالصدفة آنذاك منهم (كمال الجزولى) لخطفوني، ولم يكن احد يدرى مصيري. امروا ادريس حسن بفصلي من (الرأي العام) فنفذ الطلب، واعتذر لي لاحقا عن ذلك، وذكر أن السبب لم يكن هو الخلاف الذى كان بيني وبينه حول (نادى الصحافة) كما راج في ذلك الوقت. حاولوا كذلك مع أستاذنا محجوب محمد صالح رئيس تحرير (الأيام) بعد نشرى لعدة مقالات تحت عنوان (اسرار جهاز الأمن)، ولكنهم اصطدموا بصخرة عصية على الكسر.
* استدعوني واعتقلوني عشرات المرات في جهاز الأمن ونيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة، وعذبوني في احدى المرات حتى كاد يقضى على بسبب علة في القلب. حبسوني في زنزانة انفرادية بسجن (كوبر) بدون جريرة سوى مقال انتقدت فيه المخلوع. أوقفوني من الكتابة تسع مرات لمدد تتراوح بين اسبوعين الى سنتين ونصف وحرموني من الرزق. عندما سقط المخلوع كنت موقوفا أكثر من سنتين.
* حاولوا حرمان شقيقتي من العمل بشركة (كنار) بدعوى انها يمكن ان تسرب اسرار الشركة لي، ولكن المدير الذى كان مُعيناً من طرف الشركاء الاماراتيين رفض لأنها مؤهلة، وشركته لا علاقة لها بالسياسة، واخبرني هو شخصيا بهذه القصة بعد سنوات من حدوثها.
* تقدمت لاتحاد الصحفيين للحصول على ابسط المنافع من حقي كعضو الحصول عليها، ولم احصل على شيء حتى هذه اللحظة، رغم ان كثيرين اقل منى خبرة بسنوات طويلة حصلوا عليها مثل العربة والسكن المتواضع. حرموني من اصدار صحيفة بمشاركة احد رجال العمال. فرضوا على (محجوب عروة) الذى كنت شريكه في صحيفة (السوداني) ان ابيع اسهمي المتواضعة، والا فلن يشتروا حصته في الصحيفة وسيدخل السجن.
* هددوني بالقتل بعد حادثة قتل الشهيد محمد طه محمد احمد. عاش أوﻻدى وأمى وابى المريض في حالة رعب دائم فاضطررت الى الهجرة الى كندا، ولكننى ظللت أكتب على المواقع، وعلى الصفحة التي أتاحتها لى (الجريدة) حتى لحظة سقوط المخلوع.
* هم يفعلون كل شيء الآن، وفى أي مكان وزمان .. ويقولوا ليك انتو اقصائيين. ده كله عشان حاجة واحدة بس، انو ما حيشاركوا في مجلس الوزراء .. رغم انهم مسيطرين بالكامل على المجلس العسكري، وجاريين ورا حقهم فى التشريعى عشان كده اخروا قيامه، وهم حرموا الناس من كل حاجة حتى الرزق !!
* حقى عافيو لله والرسول، لكن حق البلد ما حقى ولا حق زول، عشان أعفيهو ليهم !
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة
كلام نصو مويه كما يقال .. كلام متناقض كيل بمكاييل قديمة لاتناسب المرحلة والعهد الجديد.. فصلوني وهددوني وصحف الكيزان وكلام فارغ .. يا اخي خليكم قدر المسؤولية وقدر الكتابة المفيدة ..
لو كنت شخص محترم يا شاطر ما كان حدس ما (حدس) لو كنت ما تدعي صحيح مش كذب ذي كذبك كالعادة و إدعا البطولة القادينا بيها كل مره.
للاسف كلام فارغ …………..