زهير السراج

يمكن يقراها عسكرى !!

* أمس الساعة 3:30 صباحا، قدام المستشفى، ست شاي مقابله النار وراجعة في الكرسى ونايمة. المعاي قال لي نايمة. لما وصلنا صحت بحركتنا. طلبنا قهوة وقعدنا. بتهبب في النارغلبها تفتح عينها ونامت. المهم تاني صحت وجابت لينا القهوة. في عمرها خمسينية كده. وقت الحساب كانت عاوزه تتفضل علينا ب5 جنيه، وقالت ما مشكلة .المهم قعدت اتونس معاها.

* قالت لي أنا بجي من امبدة الساعة 11 بالليل(المستشفى في الخرطوم )، بشتغل لحدي صلاة الصبح في المكان ده، بعد الصبح بتحول رأس الشارع بشتغل شاي الصباح لحدي 8 كده، بقفل قبل ناس المحلية وبمشي بيتنا .حامدة ربي وشاكراه، اتنازلت عن النوم عشان اشتغل. أنا خالتك دي ما بقدر انافس البنات اللابسات كيف كيف ديل، وابيع معاهن .ما في زول بشتري مني إلا قدام المستشفى دي، لأنو أصلا بتكون جابتو الظروف.

* أنا ما شاء الله عندي عشرة من بت لولد .وزوجي عميان. اتنين من بناتي زوجتهن، الأولاد جوا في الآخر ولدتهم بعد البنات. أولادي في المدارس وفي 2 طلعوا بيشتغلوا بنيان وما مقصرين، لكن دخلهم أصلا ضعيف .

* منعونا نشتغل هنا وأنا مصرة أجي، لأنو ما عندي حل. يوم جوا بالليل وكشوني ومشيت الحراسة، واتناقشت معاهم، حكيت ليهم ظرفي، وقلت ليهم لو في اي مسؤول كبير دخلوني عليهو عشان اوريهو قصتي. أنا ما سرقت ولا عملت غلط، وربنا قال (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور)، اخلي بناتي يتحرفن؟
أولادي ديل لو اتعلموا وبقوا كويسين بنفعوا نفسهم بس وللا بنفعوا السودان كله ؟
)فهم بعيد طبعا). أنا ما شحدتكم ولا مشيت لديوان الزكاة.. بس خلوني اشتغل.

* عشان اتناقشت معاهم في ضابط قال ما يفكوها وإلا يجي ضامن ..
نحنا عادي بكشونا نسوان كتار مع بعض وبغرمونا ويفكونا ..دي اول مرة اضطر اضرب لاولادي عشان يجوا يضمنوني ..اول مرة أولادي يعرفوا إنو أنا بدخل الحراسة وبتهان ..(هنا المرة بكت) ..قالت لي، يضربوا ليهم يقولوا ليهم أمكم في الحراسة ممكن نفسياتهم تتعب، أمنا دي عملت شنو وبتشتغل شنو .. (وتبكي).

* من اليوم داك ولدي قال لي يمه أعفي لينا وتانى ما تشتغلى، وكل يوم هسي يااا الله حتى امرق منهم، بتكلموا معاي وقالوا لي بنخلي المدارس، بس ما تمشي تتهاني وتتذلي..!!

* بتقول أولادها شاطرين وما حتخليهم يسيبوا المدارس، والبت جابت 247. قالت لي مفروض قبل ما يكوشوني يعملوا دراسة جدوى أنا ليه قعدت هنا ؟ ( فهم وزيرة).

* الزول المعاي عاينت ليهو يبكي ساي وطلع مناديله، أنا هنا خفت على نفسي .
زمان كنت زيو .القعاد في البلد دي والمآسي البشوفها يومي قربت تقتل قلبى.

* قالت إنها باتت في انتظار الضامن وحولوها لى قسم كبير مع مجرمين “وأنا ما عملت حاجة، المهم صليت الصبح وأنا ببكي ما خليت بكا .. وقعدت أبكى اسبوع كامل بعد ما طلعت، ولى هسة كل ما تذكر اليوم داك اقعد ابكى .. ابكى الظلم في السودان”

* يقول صاحب القصة الطبيب محمد هاشم: طبعا القصة دي ما جديدة وزيها عشرات …بس قلت المتاح في يدي إنو اعكس قضيتها، يمكن يقراها عسكري من البنفذوا الأوامر ويكشوا الناس ومن اليوم ده يغير معاملته ويكشها باحترام زي أمه.. يمكن يقراها ضابط، ممكن تصل لبتاعين المحلية .. إنت قايل كونك بتنفذ الأوامر وتجي تشوت الكانون وتهين ليك واحدة ضعيفة، قايل يوم القيامة رئيسك بنفعك، نفذ قانونك بس ما تهين زول ولا تنتقص إنسانيته.. وانتو البتختو القوانين وبتخططوا وتحكموا .. إن شاء الله بس عندكم الحجج البتنجيكم قدام ربنا ؟!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريد

تعليق واحد