الحزب الشيوعي شر البلية ما يضحك
ليلة الخميس البارحة وفي نشرة الأخبار في قناة الحدث و في تمام الساعة الثامنة إستضافت مذيعة النشرة (نجوى ) ممثل الحزب الشيوعي وعضو اللجنة المركزية له محمود صالح أو صالح محمود لا أدري لسببين الأول أنني أول مرة أراه وأسمعه و الثاني للجدل الذي أثاره معها حين أخطأت في ترتيب الإسم فقدمت إسم الوالد على إسمه مما جعله يحتج ولذا سارعت بتقديم أسفها العميق لهذا الخطأ غير المقصود و إجتهدت أن تثبت ذلك بعد أن راعها كمية الغضب الذي ظهر على وجهه مما كلفه تلك الإجابات المضطربة التي تفضل بها طوال الحلقة وأظهر قدرا كبيرا من الإرتباك و الإضطراب في ردوده على أسئلتها مما إنعكس حتى على لغة الجسد.
حوار لو شاهده أي منتج درامي لتمكن بأقل جهد لتحويله لعمل كوميدي و إضافته للمسرحيات العبثية التي تسخر من تناقضات الساسة وعدم تركيزهم والإتيان بإجابات لا يمكن أن تصدر من طفل ناهيك عن محترف سياسة، من ذلك سألته المذيعة نجوى عن إعتراضهم عن الوسيط الأفريقي قال لها (ده ما وسيط ده مشرف ) أي والله مما إضطرها لتذكره بأنه وسيط فإستدرك خيبته و رجع عن إجابته وقال لها(أي لكن تجاوز تفويضه ).
و بالطبع مساحة هذا المقال لا تحتمل تصوير صراع الكلمات بينهما في هذه النقطة فيكفي أن أشير أنها أخذت أكثر من خمسة دقائق و هو زمان طويل لمن يفهمون في مثل هذه الإستضافات، أيضا سألته عن ما يودون فعله فبدلا من الإجابة المباشرة على السؤال المباشر أخذ يصرخ (ويلف ويدور) بالدرجة التي خلقت بداخلي إنطباعا وصورته لي كمن أخذ على حين غرة أو أنه لم يكن يتوقع هذا السؤال فحاول أن يستعيض عن دفء الأسئلة و موضوعيتها بتشتيت الكرة بعيدا عن مرمى الإجابات الرشيقة التي تضاهي ذاك الدفء الأول.
بصراحة كنت أبحث بعمق عن إجابة لسؤال ظل محور إنشغالاتي هو أين تكمن معضلة هذا الحزب العجوز الذي فشل في إستثمار سانحة تاريخية أتيحت له لحكم السودان منفردا ؟ بكوادره التي الآن توزعت (كقواصات ) في الأحزاب الأخرى والواجهات التي تشكل الآن قوى الحرية والعدالة ؟
ما الذي يجعل حزبا منح نسبة ٩٥ في المئة من المقاعد في السلطة التشريعية و٦٧في المئة من مجلس الوزراء فرفضها(بعوارة ) وهو الآن يبحث عن مقعد و مقعدين؟ ما الذي يجعل هذا الحزب يكرر نفس أخطائه التاريخية التي جعلته ملفوظا منبوذا مطرودا من كل القوى السياسية في السودان ؟
لكن بعد هذه الحلقة حالي أصبح مثل حال ارخميدس وهو يصيح بعد إكتشاف قانون طفوئه والذي جعله يخرج للملأ عاريا كيوم ولدته أمه وهو يصيح وجدتها وجدتها، فأنا الآن أزعم أنني وجدت الإجابة على سؤال معضلة الحزب الشيوعي والتي يمكن تلخيصها بكل بساطة في قيادته العاجزة عن الإنفتاح و الإستفادة من الفرص والسوانح.
وهو وضع ليس بمستغرب إن كان مثل محمود صالح أو صالح محمود لا أذكر هو عضو لجنة مركزية، هذا المنصب الذي كان لا يصل له إلا بجهد مضن و إلتزام عظيم و إمتحان مر. أكاد أجزم بأن حزبا لم يحتمل مثل أحمد سليمان المحامي وعمر مصطفي المكي والشفيع خضر لن يتطور و لن يتمكن من فرز المواقف و معرفة مايسره وما يضره.
وحسبك عزيزي القارئ أن تدرك أن الهم الأوحد والشغل الشاغل لقياداته هو تصفية حساباتها مع الآخرين والثأر ولن لم تكن ضمن أجندته في أي وقت هموم و مشاكل الوطن والمواطنين ومن يريد التأكد فليتدبر إغلاق الجامعات ووضع المتاريس وإطالة أمد المفاوضات، أما من أراد أن يضحك فعليه أن يشاهد هذه الحلقة وأعده أنه سيضحك حتي تبين نواجذه وشر البلية ما يضحك.
د/ عمر كابو
أخيرة المستقلة
هم لكن الشوعيين ديل عندهم زمن لقضاية الوطن ومواطن زمنهم كلوا في الفساد بس نساء وخمر ومخدرات والغريبة انهم رجال ونساء علي وزن فاعل
الله يكفينا شرهم