منوعات

هرباً من نبش قبور الماضي العاطفي… لماذا تقطع الفتاة علاقاتها مع صديقاتها بعد الزواج.؟


أزاحت أطراف (طرحة الزفاف) من على وجهها بسعادة، قبل أن تطلق ابتسامتها وسط الحضور في ذلك النادي، الذى يشهد على يوم تاريخي بالنسبة لها، وهو يوم زواجها، ألقت نظرة جانبية على زوجها الذي كان في تلك اللحظة يقوم باستقبال التهاني من أصدقائه، أغمضت عينيها بسعادة غامرة، وهي تحلم بتفاصيل حياة سعيدة بعيداً عن المشاكل و….فجأة…استفاقت من أحلام يقظتها على صوت صديقتها وهي تقول لها بفرحة عارمة:(مبروك…ما قلت ليك أنا حيجيك الحيعوضك عن سنين العذاب الشفتيها مع …)، وقبل أن تكمل صديقتها العبارة كانت هي تسرع لتضع يدها على فمها بحركة لفتت انتباه بعض المعازيم، بينما لم يبدى زوجها اهتماماً بالأمر باعتبار أنه (ونسة صاحبات).

(1)
وقضية الماضي العاطفي للزوجة لا تزال حتى كتابة هذه الأسطر من القضايا المدفونة داخل أرض النسيان، إلى جانب التحفظ الكبير على الإدلاء بإفادات فيها باعتبار أن الموضوع برمته (حساس)، وربما يسهم في إضعاف العلاقات الاجتماعية في السودان تحديداً، والذي اشتهر بترابط نسيجه المجتمعي الداخلي…لكن السؤال الذي يجب أن نجد إجابة له يدور في فلك واحد وهو لماذا تقطع الفتاة علاقتها بصديقاتها حال دخولها القفص الذهبي…؟ هل هو خوف من نبث ذكريات قد تسهم في (خراب البيوت)، أم هي مجرد تقديرات لمرحلة انتهت ولاداعي لاصطحابها في حياة جديدة تطأها قدما الفتاة..؟

(2)
د.آمنة حمد تحكي بدهشة عن فقدانها لأعز صديقة لها بعد عقد قرانها مباشرة، وتقول آمنة: (لم أتوقع أن يكون زواجها ميقاتاً لنهاية علاقتنا التى امتدت لأكثر من عشر سنوات…لم أفهم لماذا قطعت علاقتها بي فجأة، ولا أعتقد أن معرفتي لأسرار ماضيها يمكن أن تكون السبب، وحتى هذه اللحظة أنا في حيرة من أمري).
(3)
أما امتنان محمد، فتعتقد أن السبب الرئيسي الذي يجعل الفتاة تترك صديقاتها حال زواجها هو الخوف و(الغيرة) من أن تخطف إحداهن زوجها، خصوصاً إن تزوجت الفتاة (بعد معاناة)، وتضيف امتنان: (شخصياً لن أقطع علاقتي بصديقاتي..لا يوجد سبب مبرر لفعل ذلك).
(4)
ولنسرين محمود رأي مختلف تماماً فهي تقر أن خوف الفتاة من ماضيها هو سبب رئيسي لهجرتها لصديقاتها، وتحديداً إن كن يمتلكن الكثير من الأسرار. وتشير نسرين إلى أنها شهدت على قصة مثل هذي، عندما انهت إحدى الفتيات العلاقة مع شقيقتها بسبب أنها تعرف الكثير عن ماضيها وعلاقاتها العاطفية السابقة. وأضافت نسرين: (بعض الفتيات يعملن بنظرية الخواف ربى عيالو)، ومعظمهن تدمن سماع أغنية (جاي تفتش الماضي).!

السودانى