فيسبوك

التقطت صوت مذيع تونسي اللكنة في اذاعة سودانية فلما استفسرت اخبروني انه سوداني من اولاد (الكلاكلة) فاستغفرت ربي !

في اثير الإذاعات والفضائيات رؤية شناف
إعتدت منذ وقت باكر على صداقة (الراديو) ؛ واشهد له بفضل عظيم في كل عابر ثناء مسني اذ اعتقد أن الإذاعة كانت معلمي ؛ ومرشدي ضمن كثيرين أدين لهم بالوفاء والود بشرا ومؤسسات ؛ وقد ظلت عادة إقتناء مذياع تلازمني ؛ حتى في أسفاري الخارجية اول ما استفسر عنه موجات الإذاعات في البلد المضيف ؛ لا اتقيد في ذلك بغرابة لغة او لهجات ولو كانت محلية ؛ لازمني الاستراق حتى في المطارات ومتعتي المعتادة كلما اغشى (نيروبي) التبسم مع دوي عبارة (جااامبو) التي حرت هل تعني (انتبه) ام (سادتي) ! في السودان الزم وبشكل مرهق الالتقاط ؛ سماعا مباشرا او عبر الانترنت ؛ حتى صرت يوميا ارصد طرائف وهفوات فاجعة كذلك ؛ إذاعة متلهفة للحاق بمعاطف الوسيط الاثيوبي وبعد ان قرظت المذيع الوسيط درير تبرعت بأغنية اثيوبية حسب زعمها مشيدة بان الرجل من مملكة إسلامية ثم غذت على قفاه مقطع من (مزمور) كنسي بعد ان انتهى تغزلت في الغناء للحب رغم ان ما بث كان ترانيم تعميد للصغار ! مذيع اخر لا اعرف مشكلته مع الترحال كان يصر ان الاغنية المقبلة (وجه القمر سافر) اي مكشوف لكنه اركب محبوبته غصاب الحبابيب ؛ قطر نيالا او قطر الابيض حيث عوض الكريم القرشي ! التقطت مرة ضمن نقل لاحد المباريات صوت مذيع تونسي اللكنة والعبارات فحرت من اين جلبوه فلما استفسرت عظيم بتلك الإذاعة اخبرني انه سوداني من اولاد (الكلاكلة) فاستغفرت ربي ! وهذا مع اقراري بان هناك مواد عالية التثقيف لكن ملاحظتي ان اغلب هذا النوع من التسجيلات القديمة ؛ او من ضيوف ورواة معاصرة قديمة لحدث او سيرة ؛ يمتعني اي تسجيل او إستضافة للبروفسير على شمو ؛ حتى اني اجلب مفكرة وقلم لحفظ بعض النقاط ؛ يدهشني الدكتور امير النور باحث مجد مجتهد نظيف الحنجرة ميداني المباحث عن تاريخ الغناء والموسيقى من ابناء ولاية النيل الازرق يكاد يعرف قصة كل اغنية وملابسات التلحين واول يوم للغناء ، بالمقابل اوجعتني كثيرة ملاحظات الصياغات الركيكة للاخبار واللغة التقليدية واظن انهم في بعض المحطات ينقلون للمذيع مباشرة من وارد مكاتبات العلاقات العامة ! وملاحظتي فوق هذا ان الإذاعات لم تعد تخصص او تكلف من يرصد جلطات المذيعيين فصار بامكان كل صاحب حنجرة ان يمد حلقومة فوق (المايك) ! ومع هذه كله افتقد صوت المذيع وحضور المذيعة ذات الاثر بالثقافة والعلم المديد ؛ فعلى كثرة المذيعات لم اتوقف عند واحدة حتى اني لا اعرف بعضهن الا في شجارات مجموعات التواصل الإجتماعي ؛ والصور القليلة التي طالعتها لهن _ابغض ما ابغض ثقل نون النسوة في الكتابة_ بدت صورا مضخمة كأنها حمضت بذاك العقار الذي ينفخ الاوداج وطوحال العجرفة ! ظللت الى يوم الله افتقد صوت (ليلى المغربي) وبحر مفرداتها الزاهر الزاخر ؛ وان كنت كلما ربطت (محاسن سيف الدين) في ثواني بين فقرة واخرى صفقت واستبشرت خيرا ؛ ثواني تجعلك فاغر الفاه من حسن التقدمة لما سيلي فيطمئن قلبي واذكر لمياء متوكل وحواراتها المجيدة فيهدا روعي الذي كلما اعود لقناة (الحدث) واشهد (شفقة) تسابيح خاطر لصب الماء الساخن والاسئلة العرجاء على ضيوفها اغتم ؛ واوقن ان المذيع /المذيعة احاطة والمام بالتفاصيل والكواليس قبل ان يكون قارئ (بخرة) يحررها معد او صحفي من سالقي البيض (تحت الهواء) ..ساعود ببوست منفصل عن الراحلة ليلى المغربي فهي تستحق ان تذكر في سفر خاص بها تكون فيه سيدة النص والبيان.

محمد حامد جمعة

تعليق واحد