عبد اللطيف البوني

جزرة يا أمريكا

(1 )
دعونا نبدأ من الآخر فيما يتعلق بالعلاقات الأمريكية/ السودانية فآخر خبر يقول إن الولايات المتحدة رحبت بالمتغيرات السياسية في السودان وهذا يعني أن ما حدث فيه تلبية لآخر مطلب من مطالب أمريكا من السودان وهي تسليم الحكم لحكومة مدنية (مدنياوووا) أها يا أمريكا ماذا بعد رضائك عن السودان؟ هل سترفعين اسمه من لائحة الدول الداعمة للإرهاب؟ الإجابة الواضحة للعيان (طبعاً لا, وأبداً لا, شفناه شفناه) كما غنى المغني السوداني. لماذا يا أمريكا يا ويكا كما قال السعدني رحمه الله؟ لدينا باقة مطالب متبقية أولها السلام إذ لا بد من الوصول لاتفاق مع الذين يحملون السلاح. هل يمكن أن تساعدينا بالضغط عليهم ليقبلوا للوصول معهم لاتفاق سلام ؟ دا شغلكم براكم,, يلا اتصرفوا. هذه هي قصة العلاقة الأمريكية \ السودانية إذ كلما اقترب السودان من المرمى تقوم أمريكا بإرجاع خشبات المرمى للخلف لينطبق عليها قول المغني (كلما أقول قربت ليك تلقاني بادي من الألف).

 

 

(2 )
من أكبر(الخوازيق) التي ركبها النظام السابق في علاقات السودان الخارجية هو إدخاله للبلاد في قائمة الدول الداعمة للإرهاب الأمريكية في 1997 إذ كان يمكنه تفاديها في ذلك الوقت بكل سهولة كما فعلت الباكستان التي وجه لها الإنذار في ذات الوقت مع السودان فأخذت الموضوع مأخذ الجد ونفدت من القائمة اللعينة ولكن (ناس أولى سياسة) استخفوا بالأمر (فحدث ما حدث) بلغة هذه الأيام ولكن بالمقابل بالغت أمريكا في استخدام (عكاكيز) هذه اللائحة ضد السودان فخنقته اقتصادياً وعزلته دولياً ومزقته داخلياً ليس أمريكا وحدها بل هناك دول أخرى ابتزت السودان باسم هذه اللائحة والانكا من كل هذا أن السودانيين أنفسهم استخدموا هذه اللائحة ضد بلدهم فجون قرنق رفض رفع اسم السودان من هذه اللائحة بحجة أنها من وسائل ضغطه ضد شركائه الجدد وعلى منوال جون قرنق سار آخرون من جنوب السودان الجديد وغرب السودان ووسطه لابل مركزه , أها شفت كيف أن هذه اللائحة سرطنت الجسد السوداني. من المؤكد أن هناك عوامل أخرى كثيرة تضافرت على تأزيم الأوضاع في السودان ولكن يظل لهذه اللائحة مفعولها الواضح.

 

 

(3 )
أمريكا متأكدة أن السودان لم يعد داعماً للإرهاب لا بل قدم لها خدمات جليلة لمكافحة الإرهاب. لقد تغيرت مطلوبات أمريكا من السودان وليس آخرها ذهاب نظام البشير لأنه بعد ذهابه ليس من المنظور أن ترفع أمريكا اسم السودان من لائحتها قريباً لأن ما تريده أمريكا من السودان دوماً في حالة تغيير فالمحير في الأمر لماذا تظل أمريكا ترفع العصا دوما في وجه السودان دون أي جزرة ؟ أمريكا اليوم تلعب دوراً يكاد يكون حاسماً حتى في سياسة السودان الداخلية وما قصة قوش ببعيدة كل هذا دون أن توعد السودان بأي حافز. ولن نبعد النجعة إذا قلنا إنه سيكون لأمريكا دور كبير في مستقبل التجربة الديمقراطية الرابعة التي بدأت منذ يوم السبت الماضي فكل الذي نتمناه أن (تحن) شوية على أساس أنها راعية الديمقراطية في العالم وتبدل عصا من عصيها الكثيرة إلى جزرة هذه المرة ومن أجل عيون الديمقراطية إن لم يكن من أجل عيون السودان .. ونهديها أغنية البلابل مع شيء من التصرف (جزرة صغيرة كفاية علينا …)

 

 

حاطب ليل ||د.عبداللطيف البوني

 

 

السوداني

 

 

تعليق واحد

  1. لغه العالم الاول تختلف عن العالم الثالث رفع السودان من اللوحه السوداء ممكن جزئ يعني سياسيا رفع الحرج دي مساله عاديه لاغبار عليه.هل تعلم ان الحظر الاقتصادي دي المعضله كيف؟ السودان وصل الحد الاقصي لدوله من العالم الثالث من حيث الديون!! وفق اتفاقيه مشياكوس مع الجنوب الحكومه المنتنه وافقت على حلها في نادي باريس بقياده الانجليز.هل حمدوك يعلم ذلك؟عندك خطين اما ان تتفاهم مع العرب وفق شروطهم لمرحله العبور وفي نفس الوقت تنشيط العلاقه مع الانجليز بشكل عميق جدا لموضوع الديون في نادي باريس ومن ثما الحظر الاقتصادي ينفك اما الطريق التاني اذا لم تتحركو بسرعه معناه فوضي وسقوط معناه بند سابع اخر روشته خاصه بكم