تحقيقات وتقارير

تعطل قرابة الشهرين العام الدراسي .. المصير المجهول

هذا العام يبدو أنه سيكون الأكثر رسوخاً في تاريخ المسيرة التعليمية بالسودان، فقد تعطلت فيه الدراسة لأكثر من أربع مرات لدواعٍِ أمنية بحسب قرار المجلس العسكري الأخير الخاص بإيقاف الدراسة بجميع ولايات السودان إلى حين إشعار آخر في أعقاب الأحداث التي شهدتها مدينة الأبيض وراح ضحيتها تلاميذ في التاسع والعشرين من يوليو الماضي، منذ ذلك التاريخ لم تُصدر الجهات المعنية قراراً بعودة الدراسة ما خلق حالة من الربكة وسط الأسر ومصير مستقبل أبنائهم هذا العام خاصة مع علو أصوات تنادي بتجميد هذا العام بالكامل وترحيله للعام المقبل، فهل ذلك ممكن وما قول وزارة التربية فيما يحدث..

” موقف الوزارة ”
يبدو أن وزارة التربية والتعليم الاتحادية ليست الجهة التي تقرر متى يبدأ العام الدراسي ولكنها للمفارقة تحدد متى ينتهي وذلك بوضع مدى زمني للولايات للالتزام به مهما كانت الظروف.
وكيل وزارة التربية والتعليم د. الطاهر حسن الطاهر وضح في حديثه لـ( السوداني) موقف وزارة التربية من إيقاف الدراسة وقال: وزارة التربية الاتحادية معنية أولاً بوضع التقويم الدراسي، وتحديد أيام الدراسة بحيث لا يتجاوز العام الدراسي ( 180) يوماً بجميع ولايات السودان، وكذلك على الوزارة تحديد موعد امتحانات الشهادة الثانوية. ويلفت الطاهر إلى أن الأيام المحددة للدراسة يرجع لظروف كل ولاية وحسب وضعها فالولاية هي التي تحدد الوقت المناسب لبداية الدراسة وكيف يمكن أن تضع برنامجاً زمنياً يتناسب مع ما حددته الوزارة الاتحادية – 180 يوماً – ، وعلى الوزارات الولائية أيضاً تحديد موعد إجازة منتصف العام وكذلك موعد امتحانات شهادة الأساس.

ظروف أمنية
وأشار الطاهر في حديثه لـ(السوداني) إلى أن وزارته تطالب الوزارات الولائية بضرورة الالتزام بالأيام المحددة، لكن متى تبدأ هذا شأن خاص لا تتدخل فيه الوزارة الاتحادية مع الأخذ في الاعتبار موعد امتحانات الشهادة الثانوية.
في سياق آخر أكد وكيل وزارة التربية أن المجلس العسكري عندما قرر إيقاف الدراسة كان ذلك لظروف واعتبارات أمنية، وبمجرد أن تزول الأسباب سيتقرر استئناف الدراسة مرة أخرى، وأضاف: ” لو كان بودنا أن لا تتوقف الدراسة لأنها حق من حقوق الإنسان مثل الأكل والشراب، لكن يبدو أن الوضع كان خطراً”.

التجميد
الإيقاف الكثير ليس مدعاة للتجميد بأي حال من الأحوال..فكل ما ضاع من أيام هذا العام يمكن أن يُعوض بأيام عطلة السبت والإجاز تتأخر شهراً مثلاً بدلاً من شهر فبراير تبدأ من إبريل، ويؤكد الطاهر على أنه من ناحية فنية يمكن التُعوض ولا يوجد ما يستدعي التجميد إلا إذا استجدت أمور ودواعي سياسية . واستطرد لكن أستبعد ذلك في الوضع الراهن.

سياسات جديدة
كشفت لجنة المعلمين عن سقوط عدد من المدارس بسبب السيول والفيضانات التي ضربت عدداً من ولايات السودان مؤخراً، لافتة إلى أن منطقة شمال بحري شهدت مدارسها أضراراً كبيرة والتي لم تتأثر منها أصبحت مأوى للأسر المتضررة، في وقت طالبت رئيس اللجنة بالإنابة قمرية عمر بضرورة وضع حلول عاجلة للمدارس التي تأثرت بخريف هذا العام، وتوقعت قمرية استئناف العام الدراسي في الأول من سبتمبر المُقبل مؤكدة على أن لجنتها دفعت بهذا المقترح للجهات المعنية، لافتة إلى أنه بمجرد تعيين الوزراء لا يوجد ما يستدعي التأجيل، ونوهت اللجنة إلى وضع سياسات جديدة لوزارة التربية في الفترة المقبلة تتضمن تغيير التقويم الدراسي لتفادي فصل الخريف على أن تبدأ الدراسة في سبتمبر من كل عام.

رئيس الوزراء
في آخر قرار يتعلق بقضية المدارس وجه المجلس السيادي أمس الأول بإحالة قرار فتح المدارس إلى رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك ولم يتم البت في الأمر بعد، وكان المجلس قد ناقش في اجتماعه بالقصر الجمهوري “الثلاثاء”، قرار فتح المدارس والجامعات على ضوء الانفراج الذي تشهده أزمتا الخبز والمواصلات، وأكد المجلس، أهمية النظر في فتح المدارس مع مراعاة تأمين الطلاب وترحيلهم وواقع الولايات، ووجه “السيادي” بإحالة الأمر إلى رئيس الوزراء.

عطلة السبت
من جانبه استبعد أ. علاء الدين الزين أن تكون امتحانات الشهادة في موعدها سواء للأساس أو الثانوي مؤكداً على أن العام الدراسي نقص قرابة الشهرين ولاتزال المدارس مغلقة والسيول ستتسبب في مزيد من التعطيل، وأشار الزين المعلم بمدرسة شرق النيل النموذجية في حديثه لـ( السوداني) أشار إلى أن المقررات كثيرة والفترة المحددة لإنجاز المقررات مضت منها أيام مقدرة والعمل في عطلة السبت يُشكل ضغطاً كبيراً على المعلمين والأسر وقد لا يكون خياراً مناسباً.

الخرطوم: تسنيم عبد السيد
صحيفة السوداني

تعليق واحد

  1. لو فشلت الحكومة المدنية في استئناف العام الدراسي فسيكون هذا فشل كبير لها ولن يكونة اخر فشل.