الفاتح جبرا

سيناريو محتمل !


كانت المحكمة مليئة بالذين جاؤُوا لمتابعة محاكمة الرئيس المخلوع، انتشر بعض أفراد القوات النظامية هنا وهناك بينما وقف المصورون خلف كاميراتهم ينقلون الحدث ، في ذات الوقت الذي وقف فيه المتهم داخل القفص بجلابيته البيضاء مكوية وعمته التوتال الأصلي … رفع القاضي رأسه عن الأوراق الكثيرة التي أمامه معلنا مواصلة إستجواب المتهم عن مصادر (المبالغ) التي وجدت بحوذته بمحل إقامته … ثم خاطب المتهم
• أها والتلاتين مليون دولار دي جبتها من وين؟ الأداك ليها منو؟
• والله يا مولانا قصة القروش دي حصلت ليا وحكاها ليا واحد
• طيب أحكيها لينا
• مرة مشينا مؤتمر للقمة الأفريقية في (غانا) أها بعد الجلسة الأولى انتهت كان في إستراحة ، مشيت الحمام لا مؤاخذة ولمن رجعتا دخلتا القاعة لقيت ليك كم رئيس كده قاعدين يتونسوا .. طوالي فكرتا أطلع ليا منهم بي قرشين !
• لأنو الأيام ديك كنتا مفلس فلسة صاح ، والأفارقة ديل عارفهم تعبانين وما فيهم (عضة) لكن قلتا أحاول أطلع ليا بي حاجة .. أها أول ما قعدتا وسلمتا عليهم طوالي ضحكتا وقلتا ليهم :
• (عاملين كيف مع سخانة الجيوب دي)!
لقيتهم كووولهم بعاينوا ليا مستغربين ! نسيت إنهم ما بعرفو عربي.. قمتا ضربتا ليهم جيوبي وقلتا ليهم فلس فلس (يو نو فلس).. بتاع الصومال طبعن بيعرف عربي ضحك وقال ليا : (والله فلس موبااالغة) لكن بتاع (غينيا بيساو) قال ليا بي عربي مكسر .. الحمدلله مرتبات مكفيات.. قلتا ليهو (انتا الظاهر ما عندك زوجات زينا كتيرات).. ضحك وقال ليا (عندي تمنية زوجات).. بي قلبي قلتا ليهو (والله عندي مرا بي مية من نسوانك ديل طلباتا ما بتقيف)
• المهم جريت الكرسي عليهم وقلتا ليهم (شوفو يا معالي الرؤساء) أنا عارف إنو المخصصات دي ما مكفياكم والنسوان نازلين فيكم طلبات .. العايزة ليها فيلا في (شاطئ النخيل) والعايزة تمشي منتجعات (جميرا) والعايزة ليها (دهب من دبي) والطلبات اليومية ذاااتا ما هينة (حنانة داخلا وحنانة طالعا) وتسوق وين ومناسبات وين ..وطوااالي (فرقعتا ليهم القنبلة) :

• أها رايكم شنووو نعمل لينا (ختة)؟
• الجماعة كووولهم قالوا ليا بي صوت واااحد :
• (وات إز) ختة معالي الرئيس ؟
• المهم شرحتا ليهم الفكرة … ووريتهم إن (الختة) دي أنو كل زول يدفع كل شهر (مبلغ معلوم) نجمعو ونديهو لي زول.. قاموا إنبسطوا من الفكرة خالص لحدت ما بتاع (أنغولا) قال ليا (يا ريس إنتا خطييير) ..وهم مساكين ما عارفين الخطورة وين؟
• المهم جينا في حتت (سهم كل رئيس كم) .. قام إقترحو (النفر) خمسة ألف دولار ….. قلتا ليهم :
• إنتو رؤساء وللا (مغتربين) .. على بالطلاق النفر ما ينقص من خمسة مليون وكل واحد فيكم يتصرف .. يبيع ليهو واطة لي مستثمرين .. يشتريها سوق أسود .. يستعين بي صديق ! المهم يوم واحد في الشهر يرسلا … وأوعا واحد فيكم يحولا على بنك .. تشوفو ليكم (مناديب) يسلموها (كاش) أنا غايتو (برسل ليكم ) يا حاتم يا طارق !!
الجماعة الفكرة راقت ليهم وعجبتهم قام بتاع (جزر القمر) قال خلاس يا جماعة تنتهي الجلسة نعمل قرعة نشوف الأولى ح تقع لمنو؟ قلتا ليهو إنتا بتهظر وللا شنووووو؟ قال ليا كيف ؟ قلتا ليهو شي معروف البعمل الصندوق بشيل الصرفة الأولى ..
• (القاضي) : وبعدين؟
• وحدس ما حدس !
• (القاضي) : يعني أدوك الصرفة؟
• أيوا يا مولانا .. تلاتين مليون دولار ! لكن والله جزء كبير منها (إتبعزق) محل مشى ما عارفو وين !
• ورجعتا للناس دي قروشا؟
• أرجع ليهم شنو؟ كنتا عاوز أرجع ليهم من قروش (ود سلمان) دي لكن إنتو أديتونا فرصة؟
• (أصوات) أنصار الرئيس المخلوع داخل القاعة … الله أكبر .. الله أكبر ..
• (المخلوع) من داخل اقفص (30 سنة حصل أنا يوم كضبتا عليكم) ؟
• (أصوات أنصار الرئيس المخلوع داخل القاعة) : … لا ما حصل ..
• الرئيس (المخلوع) من داخل القفص : (حصل يوم وريتكم إنى داخل في صندوق)؟
• (الأنصار من الحضور) : لا ما حصل !!
القاضي يدق بالمطرقة على المنضدة معلنا إنتهاء الجلسة على أمل إنعقادها بعد أسبوع بعد أن طلب الإتهام بإدراج (عزيزة ختة) للمثول أمام المحكمة في الجلسة القادمة كشاهد دفاع وخبير في شئون الصناديق !!!

كسرة :
لا تعتقد بأن هذا السيناريو لا يمكن حدوثه …يمكن ونص وخمسة .. ما بقينا (ملطشة) !

كسرة ثابتة :
– أخبار ملف هيثرو شنووووو؟ فليستعد اللصوص
– أخبار محاكمة قتلة الأستاذ الشهيد أحمد خير شنووو؟

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة


‫4 تعليقات

  1. على الثوار التظاهر سلمياً خارج مقر محاكمة المخلوع وخارج سجن كوبر ورفع شعار ولافتة موحدة بالعربي والانجليزي:
    ……. “البشير وهارون الى الجنائية الدولية” …..
    لازم نضغط على الحكومة المدنية الجاية لترحيلهم الى لاهاي
    عشان يوفروا على البلد تكاليف المحاكمة من تأمين وحراسة وغيرو
    بالمرة المخلوع يمشي يجرب سجون لاهاي كان ما نفعت معاهو يقدّم طلب يرجعوهو كوبر ….
    ما نشاهده الآن من محاكمات هو مهزلة في الغالب يخرج منها البشير كالشعرة من العجين بينما ستتم ادانة أفراد الأمن والشرطة قتلة الأستاذ بغرض اسكات المطالبين بالقصاص لشهداء الثورة وإظهار القضاء السوداني المخترق من الكيزان بمظهر العادل الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم
    الموقف دة بيذكرنا الحديث الشريف: لعن الله قوماً إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد
    اللهم لا تجعلنا من الملعونين
    آمين