زاهر بخيت الفكي

لسه بدري على الخلاف يا (قحت)..!!


ثبت وبما لا يدع مجالاً للشك أنّ علة هذه البلاد الممكونة تكمُن في ساستها ..
لم يُقصِر الشعب السوداني والذي لولاه لما قامت في بلادنا ثورة أبدا ، أراد أن يُزيح الفريق عبود ويأت بالديمقراطية فكان له ما أراد وسلمها طائعاً إلى الساسة المدنيين الذين فشلوا في إدارتها بما يُرضي طُموحاته ، فما لبث أن قفّز نُميري إلى سُدة الحُكم وحكَم البلاد سنواتٍ عُدة ، ثُم أجمعوا أمرهم وقرروا إزاحته لم يُعجزهم الأمر ولم تُخيفهم قوة نظامه ولا هيبة سُلطانه فأزاحوه بسهولة ويُسر وجاءوا بديمقراطية أخرى كانت أسوأ من سابقتها لم تفعل شئ وتجتهد فيه سوى كنس آثار مايو ، ضيّعوا سنواتها في خلافاتٍ على السُلطة لم تنته إلّا بحلول الإنقاذ..

عاد الشعب مرة أخرى يتوق للمدنية بعد أن جثمت الإنقاذ على صدره بمشروعها (الحضاري) سنواتِ طوال وظنّ أهلها أن حصونهم مانعتهم من أن يختطفها منهم الشعب ، وقد فعلها عندما (أراد) ، أزاح من ظنّوا أنهم أقوى من شعبٍ امتلكوا أرضه نهبوا خيراتها، ودمّروا بنياتها ،وسخّروا مواردها الهائلة لمنفعتهم وليذهب السودان وأهله إلى جحيم الفقر ونيران الأزمات ..

استطاع الشباب أن يُفجّر ثورته وخرج إلى الطُرقات يهتُف بإسقاط النظام ، فتحوا صدورهم لزخات الرصاص القاتلة المُفزعة وظهورهم لسياط المُلثمين المُوجعة ، لم تُعيدهم أدخنة البمبان المؤذية إلى دورهم حتى انتصروا ، هزموا الطُغاة ودحروا ألتهم العسكرية ، حققوا حُلم المدنية وأشرعوا أبوابها طمعاً في أن تكون مدنية بحق وحقيقة ينأى أهلها بأنفسهم عن الخلافات المُقيتة حتى تعبر إلى سواحل الرفاه ولكن يبدو أنّ البعض ترك الأبواب مواربة لتنفُذ منها الخلافات..

ولسه بدري على الخلاف يا قحت حتى لا نعود إلى مربعات الفشل..
لم يستطع رئيس الوزراء حمدوك من إعلان حكومته وعزا البعض التأخير لرفض حمدوك للكثير من الأسماء التي رشحتها قوى الحرية والتغيير وأخضعها لمعايير يراها هو لم تُعجِب من جاءوا به ، بدأت الخلافات قبل أن تتشكّل الحكومة وقبل أن تبدأ الفترة الانتقالية ، خرجت خلافات (قحت) والسيد حمدوك إلى العلن ودولة المدنية في مهدها ما زالت تحبو ولم تتجاوّز بعد عتبة طفولتها الأولى..

الصحفية الأستاذة سعاد الخضر جاءتنا بما توقعناه بأنّ الصراع حول المناصب رُبما يُعرقل الوصول لدولة المدنية ويُصبح سبباً في إلحاقها بمصير ما سبقها من أنظمة شغلتها الخلافات حول المقاعد عن العمل الجاد (أقرّ القيادي بقوى الحرية والتغيير عادل خلف الله بوجود خلافات بينهم ورئيس مجلس الوزراء د عبد الله حمدوك حول تشكيل الحكومة وصفها بالكبيرة، وكشف عن رفضهم أربعة مرشحين دفع بهم حمدوك من جملة خمسة وقال خلف الله توافقنا على مرشح حمدوك لوزارة البنى التحتية فقط ورفضنا الأربعة مرشحين الآخرين) ..
وكان الله في عون البلاد والعباد..

بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة


تعليق واحد