رأي ومقالات

مقاطعة اللحوم تعني الحرب على صغار المنتجين !!!

في العام ٢٠١٥ و عند بداية الانهيار الاقتصادي و انهيار قيمة الجنيه في جنوب السودان ، كان قيمة الدولار يرتفع يوميا بما لا يقل عن ٢٠% ، و كذلك قيمة المواد الاستهلاكية … كان التجار يعانون معاناة شديدة في تحديد قيمة السلع يوميا مع ارتفاع الدولار ، يمكن للدولار وقتها أن يكون له ثلاثة أسعار مختلفة في اليوم الواحد ، مما احدث ربكة غير عادية للكثيرين ، و أدى إلى خروج البعض من السوق تماما …
كنا نعاني في تحديد قيمة البضائع التي نصنعها في كمبالا و نبيعها في جوبا ، نوزع البضائع بسعر و عندما نستلم قيمتها تكون أقل من قيمة التصنيع، اختار الكثير من التجار التوقف ، و بعضهم خرج من السوق اضطرارا و ليس رغبة ، نتيجة الخسائر التي منيت بها تجارتهم ….

الكثير من التجار الذين واصلوا العمل دون توقف كانو يستبقون ارتفاع سعر الدولار فيضعون قيمة الارتفاع المتوقعة على سعر السلعة فتتضاعف الأسعار كل اسبوع طبقا لتضاعف سعر الدولار ، توقفنا من العمل و خرجنا من السوق لأننا كنا نرى أن الزيادات التي نزيدها في أسعار منتجاتنا هي زيادات غير أخلاقية ، فخسرنا السوق و الزبائن الذين جمعناهم كما يجمع النمل حبات الذرة . و واصل من يرى أن الأمر عبارة أن تجارة و يجب أن ترفع اسعار منتجك كلما ارتفعت تكاليف الإنتاج ، واصلوا فكسبوا أرضية أكبر و لم يهتموا بالصغائر التي اهتممنا بها و هي عدم أخلاقية الزيادات اليومية .

وقتها كان المواطنون يلعنون التجار ليل نهار ظنا منهم بأن التجار هم سبب هذا الغلاء الفاحش الذي أصبح يتضاعف يوميا دون توقف .

بعد فترة طويلة عرف المواطنون أن هذه السلع مرتبطة بأسعار الدولار ، و كل ارتفاع أو انخفاض في قيمته يعني ارتفاعا أو انخفاضا في قيمة السلع ، فعندما يشتري سلعة و يجد أن سعرها انخفض يقول للتاجر اليوم قد انخفض سعر الدولار لذا خفضتم الأسعار؟؟ … اختفت اللعنات على التجار فتوجهت نحو الدولار الذي ينخفض و يرتفع دون وازع اخلاقي منه ?

هذه الأيام تزدحم صفحات الأصدقاء بحملة مقاطعة المنتجات المحلية مثل اللحوم بأنواعها الحمراء منها و البيضاء و منتجات الدواجن الأخرى ، و الغرض من هذه الحملات حسب ما هو معلن هو محاربة جشع التجار لتخفيض الأسعار بتقليل الطلب
و هذه الحملة في نظري مضرة بالاقتصاد و بالمنتجين ضرر كبير يفوق العائد من انخفاض الأسعار لمدة أسبوع أو اثنين … لان المنتج يعاني هو أيضا كما يعاني كافة المواطنيين ، فهذه المقاطعة يتضرر منها المنتج أكثر من التجار، لأن التاجر هو من يحدد سعر السلعة حسب العرض و الطلب ، فكلما قل الطلب زاد المعروض و انخفضت الأسعار، بالتالي يتسبب الانخفاض إلى خسائر فادحة لصغار المنتجين الذي يكافحون في منافسة الشركات الكبيرة ذوات رؤس الأموال الكبيرة و التي لن تتضرر كثيرا ، لأنها تسترجع خسارتها إلى فوائد كبيرةبمجرد انتهاء فترة المقاطعة ، و خروج ; صغار المنتجين من دائرة الإنتاج، وذلك برفع أسعار السلع بمجرد أن يعود الطلب و انحسار انتاج صغار المنتجين ….

محاربة ارتفاع الأسعار لا يكون إلا بالعلاج الكلي للاقتصاد ، وليس بمحاربة المنتج ، في الفترة المقبلة نحن نحتاج إلى رفع انتاجنا و صادراتنا ليغطي تكاليف استيرادنا و استهلاكنا….

; نظرة مقاطعة سلعة محلية هي نظرة سطحية و مفهوم ضيق لاقتصاد السوق الحر ، و اثارها ضارة بالاقتصاد الكلي للبلاد ، فيجب على الجهة التي اطلقتها مراجعتها و دراسة اثارها; سترجع الأسعار كما كانت بمجرد أن يتم امد المقاطعة ، لكن من يقيل عثرة صغار المنتجين الذين يخرجون من سوق الإنتاج فينزحوا من ولاياتهم ليبيعوا الماء في السوق العربي

سالم الأمين بشير / كمبالا

‫6 تعليقات

  1. ايوواااااا مقاطعة تحت شعار (الغالى متروك) الكاتب أنت تتكلم عن المنتج الصغير ينافس الشركات الكبرى يعني الموضوع منافسة ضحيتها المواطن الداير يأكل!!إنت تاجر صاح؟؟؟؟ يا جماهير شعبنا الوفى: في ظل الابتزاز واستقلال الظروف الصعبة للمواطنين فى عيشهم وحياتهم والارتفاع الفاحش والغير مبرر للمنتجات المحلية ندعوكم لمقاطعة اللحوم بأنواعها حتى يصل العرض الأرض!!! ولا يصل الطلب مكان!!! وتعالوا نضحد النظرية التى وضعها التجار وهى : المنتج = الشركة القابضة على روح المواطن × التاجر التمساح ÷ المواطن = أرباح مبالغ فيها

  2. يا اخي بتكلم في منو.. ده شعب غير منتج و قحت علموه الان ان كل شي يتم بالهتاف و المليونيات و المقاطعة.

    1. (محمد حسين ) هذا الشعب الغير منتج حصاد حكومة الفساد ( حكومة الكيزان)
      و بسذاجة تريد تحميل قحت فشل السياسات الغبية والرعناء لحكومتك
      لماذا لم تساهم أنت في رفع الانتاج ؟!

      المقاطعة هي الحل و كنت سأتفق معك لو كان هناك مايبرر الزيادة , أما أن ترمي فشلك على المواطن ليقتات منها ويغتني سمسار عند ست شاي في السوق المركزي فهذه هي البلاهة

  3. كاتب هذا المقال دخل الامور الاقتصادية وتاثر سياسة السوق الحر اول مطلب الغاء سياسة التحرير الاقتصادي لانها اخرجت الدولة ووضعت المواطن تحت ضرس فئة محددة من التجار الكيزان الذين سيطروا علي مفاصل الاقتصاد واحتكروا السلع لذلك نكرر نطالب بي ألغاء سياسة التحرير الاقتصادي لمحاربة جشع التجار والتخلص من الاحتكارية التي تتم من قبلهم وعلي الدولة ان تتحمل مسؤليتها اتجاة المواطن الفقير نطالب بعودة الجمعيات التعاونية بالاحياء

  4. والله يا سوداني و بس سذاجتك و بساطتك انت تحير.. يعني فهمك قال ليك نقبل على سلعة واحدة و نخسر المنتجين و الرعاة و ننسى اسعار الدولار و الجازولين و السكر و الرغيف و.. و.. و.. حقو يعينوك وزير اقتصاد قحت لانك فعلا الحل عندك زي فهم قحت.. مظاهرات و نأدب التجار و تنحل المشكلة..

  5. يا أخي سلاح المقاطعة سلاح مجرب والغالي متروك ، فلا تتحجج بصغار التجار فالكل اصبح بلا ضمير وكل واحد عايز يربح في السلعة 100% لو ما 200% وعايز يغتني بين يوم وليلة ، فبكل الحسابات المنطقية لايمكن ان يصل سعر رطل اللبن 25 جنيهاً وطبق البيض 200 جنيه وهنالك بعض صغار التجار الذين تتحدث عنهم يبيعونه بــ 100 على قارعة الطريق فأين المنطق في فرق 100 جنيه كاملة ، سنقاطع وندعوا الجميع للمقاطعة حتى يرعوي اصحاب النفوس الضعيفة ويتقوا الله في خلقه ولا يعلقوا كل شئ على سعر الدولار وهو قصة ثانية من اصحاب عديمي الضمير المضاربين الذين يسعون للحصول على الغنائم بدون تعب وبدون انتاج يفيد البلد ، الاقتصاد ينبغي ان يعالج بخطط استراتيجية مستدامة ولكن يجب ان يتحلى الناس ببعض الضمير حتى نصل للغاية المرجوة ، ارجو الا تثبط الناس ودعهم يفعلون ما هو صحيح فالهتافات التي تستخف بها اسقطط آخر نظام ديكتاتوري في القارة الافريقية وابشعها لاستخدامه الدين وسيلة لنهب البلد وقوت شعبها ، ندعوا الله على كل تجار الدين ان يجدوا من الله ما يستحقون .