زهير السراج

صحفي واتساب !!


* إذا كان الهدف من (بدعة) الاجابة على الاسئلة بالكوم التي نشاهدها في مؤتمراتنا الصحفية هو توفير الوقت كما يظن البعض، فهو فهم مغلوط وخاطئ تماما، فهي تضيع الزمن وليس العكس، لسبب بسيط هو أن الإجابة عن سؤال واحد يمكن أن تغنى الآخرين عن السؤال إذا وجدوا فيها ما يجيب على الأسئلة التي تراود اذهانهم، وهو عكس ما يحدث إذا فُتح الباب للأسئلة قبل الاستماع للإجابات، فيرفع الكل يده ليسأل.

* أما إذا كان الهدف إتاحة الفرصة للجميع، فهو أمر غير موضوعي وغير مطلوب، فمن الطبيعي جدا في أي مؤتمر صحفي في أي مكان في العالم ان يجد البعض فرصة السؤال، وتفلت الفرصة من الآخرين، وليس مطلوبا ان يجامل المسؤول كل الحاضرين ويتيح لهم فرصة السؤال ثم يجيب عليهم بطريقة الكوتة التي لا تحترم السؤال أو السائل أو الرأي العام الذى يتوق لسماع الاجابة وذلك بعدم إعطاء السؤال وزنه وقيمته والاجابة عليه بوضوح، بالإضافة الى استغلالها في الهروب من الاجابة على الاسئلة التي لا تعجب المسؤول، لذلك ابتدعها النظام البائد وظلت هي الطريقة المفضلة لديه في المؤتمرات الصحفية حتى يتهرب من الاجابة على الاسئلة، وظللنا نتعامل بها بغباء شديد، ظناً منا أنها توفر الوقت وتعطى الفرصة لأكبر عدد من السائلين، بينما هي عكس ذلك !!

* كما ان هنالك وسائل أخرى غير المؤتمرات الصحفية للحصول على الإجابات والمعلومات من المسؤولين، أهمها وأكثرها شيوعا بين الصحفيين في كل دول العالم هو (البريد الإلكتروني) الذى يُسهّل التواصل ويختصر المسافة، ويوفر الزمن والجهد والمال خاصة في بلد منكوب ماليا مثل بلدنا، بالإضافة الى وظيفته المهمة كوسيلة توثيق، وعلى الحكومة أن تسعى لتمليك كل مسؤول بريد إلكتروني حكومي محصن ضد الاختراق للاستخدامات الرسمية والاجابة على اسئلة الصحافة والمواطنين. لا يعنى ذلك إلغاء المؤتمر الصحفي كوسيلة جذابة وحيوية لتوصيل المعلومة، بالإضافة الى ميزته في إتاحة فرصة المتابعة المباشرة للجمهور، ولكن يجب ان يكون له نظام وضوابط، وليس مجرد جلسة (ونسه) أو مناسبة للظهور!!

* بالإضافة الى طريقة الاسئلة بالكوتة، هنالك مظاهر سالبة أخرى نراها في الكثير من المؤتمرات الصحفية، ومنها المؤتمر الصحفي الاخير لرئيس الوزراء ــ وهى أيضاً من بدع النظام البائد ــ حضور عدد من المدعوين لا علاقة لهم بالعمل الصحفي والإعلامي، وجلوسهم في المقاعد الأمامية بل والتصفيق عند انتهاء الإجابة، وكأن المؤتمر الصحفي حفل غنائي او مسرحية او ندوة سياسية (في احسن الاحوال)، واذا كان هذا الشكل مقبولا في العهد البائد باعتبار أن مؤتمراته الصحفية كانت مجرد عبث وتهريج وخداع للمواطنين، فلم يعد مقبولا الآن.

* المؤتمر الصحفي مؤتمر صحفي، وليس مناسبة زواج أو طهور يحضرها كل من هب ودب مهما كان موقعه في المجتمع، ولا يجب ان يسمح بحضوره إلا للصحفيين المخولين من صحفهم واجهزتهم الاعلامية والمعتمدين من الجهات الرسمية، وليس لأى شخص آخر حتى لو كان صحفيا محترفا دعك من أن يأتي شخص ويجلس ويسأل بكل اريحية ثم يكتشف الناس أنه (صحفي واتساب) عندما يُطلب منه تعريف الجهة الصحفية التي ينتمى إليها !!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة


‫2 تعليقات

  1. هنا يا استاذ وضعت الاصبع على واحدة من وسائل الفساد ، ألم تلاحط أن كل المسؤلين في بلادنا يستخدمون بريدهم الالكتروني الخاص في المعملات الرسمية ؟ كلنتون سقطت في الانتخابات الامريكية لأنها استخدمت بريدها الخاص مرة واحدة في عمل رسمي و أخيلت للتحقيق

  2. يعني نحن المواطنين ما عندنا حق نلاقي المسؤلين او نسمع منهن او نديهم راي انت صحفي باي حق احتكرت حق تمثيل الغلابة ؟ديكتاتوريتك دي الكيزان ما سبقوك عليها