منوعات

السينما العربية تسترد مجدها الغائب


استطاعت السينما العربية أن تعلن عن نفسها جيداً في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الـ76، إذ اقتنصت الأفلام العربية المشاركة مجموعة من الجوائز المهمة، إذ فاز الفيلم السوداني “ستموت في العشرين” للمخرج أمجد أبوالعلاء بجائزة “أسد المستقبل”.

“يوم الدين” و”كفر ناحوم” يحصدان جوائز النقاد في “كان”

ومن لبنان فاز فيلم “جدار الصمت” للمخرج أحمد غصين بـ3 جوائز دفعة واحدة، وذلك خلال عرضه ضمن مسابقة “أسبوع النقاد”، وهي جائزة أحسن فيلم والجمهور وأفضل مساهمة فنية.

كما ظهرت السينما السعودية بشكل قوي ومؤثر في المهرجان بفيلم روائي طويل يحمل اسم “سيدة البحر” وفازت مخرجة الفيلم شهد أمين بجائزة “فيرونا” عن فئة الفيلم الأكثر إبداعاً، ومن تونس حصل فيلم “عرايس الخوف” للمخرج نوري بوزيد على الجائزة الخاصة لحقوق الإنسان.

الظهور العربي القوي في مهرجان فينيسيا جعل أنظار العالم تتجه نحو السينما العربية ومبدعيها، وكشف أيضاً عن تطور لافت للنظر في السودان والسعودية في مجال السينما.

“العين الإخبارية” ترصد في هذا التقرير التحول الذي طرأ على السينما العربية والعوامل التي جعلتها تتوهج وتفرض نفسها في المهرجانات الدولية الكبرى.

وقال المخرج المصري علي عبدالخالق لـ”العين الإخبارية”: “الأمر الذي يدعو للفخر والسعادة هو وجود السينما السودانية على الساحة وقدرتها على اقتناص جائزة بالغة الأهمية، فرغم الظروف الصعبة التي مر بها السودان لم تمت السينما واستطاع فيلم (ستموت في العشرين) أن يبهر العالم”.

الأمر ذاته بالنسبة إلى السعودية، وجودها على الخريطة السينمائية ضعيف، ولكن في فترة قصيرة استطاعت أن تقدم أعمالاً مهمة مثل فيلم “وجدة” الذي حصل العام الماضي على عدة جوائز من مهرجانات دولية عديدة، وفيلم “سيدة البحر” الذي عُرض هذا العام في مهرجان فينيسيا.

وتابع عبدالخالق: “أتصور أن السبب الحقيقي وراء انتعاش السينما العربية هو ارتفاع سقف الحرية للمبدعين فقد توليت العام الماضي رئاسة لجنة تحكيم الأفلام العربية في مهرجان الإسكندرية وفوجئت بمستوى التطور في التكنيك والجراءة في طرح الموضوعات والمعالجات السينمائية”.

وأضاف: “أيضاً لفت نظري وجود قضايا شائكة في الأفلام مثل الإرهاب والحريات، ففي الماضي صناع السينما كانوا يبتعدون عن مثل هذه القضايا”.

أما الناقد الفني طارق الشناوي فيرى أن السينما العربية لا تعاني من مشكلة في الميزانيات الضخمة للإنتاج ولكنها كانت تعاني من قلة الأفكار.

وقال لـ”العين الإخبارية”: “أزمة المبدعين في عالمنا العربي هي القيود التي تحاصرهم وتدفعهم للتحرك في مناطق محددة لكن بعد الحراك السياسي الذى طرأ على المنطقة العربية بدأت القيود تزول، وأكبر دليل على ذلك وجود أفلام جريئة وتقترب من قضايا مهمة”.

وأوضح: “صحيح أن السينما العربية لفتت الأنظار في مهرجان فينيسيا لكن لا نستطيع أن ننكر أنه في السنوات الـ5 الأخيرة قدمت تونس والمغرب والجزائر ومصر أعمالا مهمة وحققت نجاحاً وحصلت على جوائز مهمة مثل فيلم (يوم الدين) وفيلم (اشتباك)”.

من جانبها، أكدت الناقدة ماجدة موريس أن مستوى السينما في عالمنا العربي أصبح لا يقل عن السينما العالمية ومن حقها أن تفوز بجوائز وتنافس بقوة في المهرجانات العالمية.

وتابعت: “الأفلام الأخيرة التي خرجت من مصر وعالمنا تكشف أن السينمائيين الجدد لديهم رغبة في كسر التابوهات الجامدة والذهاب بعقل المشاهد إلى قضايا عميقة”.

وأوضحت موريس: “الأمر الجيد الذي استوقفني في جوائز مهرجان فينيسيا هو قدرة السودان والسعودية على تصدر المشهد والإعلان عن ميلاد سينما قوية وواعية وقادرة على التعبير عن أوجاع الناس وإجبار العالم على المشاهدة والتصفيق”.

بوابة العين الاخبارية