الجبل الأصفر .. حالة الاستخفاف أو اللامبالاة
لفت نظرى حالة الاستخفاف والاستهانة التى بادر بها البعض من الاصدقاء المحترمين ، تجاه الاعلان عن حكومة ما يسمى مملكة الجبل الأصفر ، ثم تحول ذلك إلى إدانة للحديث عن الموضوع من الأصل ، باعتباره تسويقا لهذا المملكة المزعومة .
وفى الحقيقة لم استطع فهم هذا المنطق ، الذى يشبه النعامة التى تدفن راسها فى الرمال تحاشيا لرؤية الخطر بحسبان أنه بهذه الطريقة لن يعد موجودا
طرحت إسرائيل كفكرة فى المؤتمر الصهيونى الاولى عام ١٨٩٧، ولم يكن الأمر قد استقر بعد على اين ستقام وجرى البحث فى اوغندا وفى سيناء واخيرا وجهوا بوصلتهم إلى فلسطين . وقامت الدولة بعد ذلك عام ١٩٤٨ ، اى بعد حوالى ٥٠ عاما ، بتوظيف كل الظروف الإقليمية والدولية والحصول على الدعم من القوى المتنفذه فى النظام الدولى آنذاك .
والاعلان الان عن حكومة لهذه المملكة المزعومة ، يعنى أن هناك فكرة قد جرت دراستها ، وان هناك جهة أو جهات تقف وراء ذلك ، وان هناك خططا وضعت ، وأهداف معلنة جرى الإفصاح عنها ، وأخرى غير معلنة ، يمكن فهمها من السياق ، وسوف تتضح مؤشراتها تدريجيا أو بالتجزئة .
هذه المحاولة تختلف عما أعلنه بعض الأفراد المغامرين قبل ذلك ، ولم ياخذهم أحد على مأخذ الجد .. فالاهداف المعلنة الان هى احتواء اللاجئين والحالات الإنسانية ومن هم بدون جنسية ، هذا يقودنا بشكل أو بأخر الى توطين لاجئين فلسطينيين ، والى قضية الهجرة غير الشرعية التى تثير الذعر فى أوروبا ، والى خلق كيان جديد مزرع صناعيا فى هذه المنطقة لاهداف بعيدة المدى تتصل بخرائط والمنطقة وتوازناتها
جميعنا يعلم أن التغيرات العاصفة فى منطقة الشرق الأوسط وفى القلب منها المنطقة العربية ، تعيد صياغة الكيانات والحدود والخرائط فى هندسة جديدة ، و قد تهاوت اربع دول حتى الآن ، وما زالت العملية تتفاعل ولن تقف عند هذا الحد ، ولا يتصورن أحد أنه بمعزل عن هذا الخطر
أن ما حدث سابقا من قيام إسرائيل فى حوالى ٥٠ سنة ، قد لا يستغرق هذه المرة ٥ سنين .
وما يبدو الآن غير واقعى وغير قابل للتحقق ، قد لا يكون كذلك غدا .. وفى وقت ليس بالبعيد .
هاني رسلان