حكاوي وعبر
الجودية سبب (البلوى)!
مصادفة تدعو للتأمل، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي خبراً قديماً عن نشوب صراع عنيف بين النوبة والبني عامر في شرق السودان إبان حكومة الانتفاضة عام 1986م.
لو تم إخفاء تاريخ ذلك الخبر أو أعيد نشره في صحف اليوم دون الإشارة إلى الأرشيف، لظن القراء أنه خبر متابعة لأحداث بورتسودان في هذه الأيام!
ﻟﻦ ﺗُﺠﺪِﻱَ ﻛُﻞُّ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻼﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻖ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ﻋﻠﻰ ﻓﺴﺎﺩ، ﻭﻻ ﺑﺪﻳﻞ ﺳﻮﻯ ﺑﺴﻂ ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ القانون.
ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﺗﺪﻋﻮ ﻟﻠﺘﻔﺎﺅﻝ ﺑﺄﻥ ﻓﻲ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ طالما القتلة ومشعلو الفتن وهم قلة مارقة، لا ينالون العقاب.
للأسف في بعض المناطق يمثل ﺍﻻﻗﺘﺘﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ﻣﻮﺭﺩﺍً ﻣﺎﻟﻴﺎً ﻟﺰﻋﺎﻣﺎﺕ ﻇﻠﺖ ﺗﺴﺘﺜﻤﺮ ﻓﻲ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ، ﻋﺒﺮ ﻋﻤﻮﻻﺕ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺪﻳﺎﺕ!
ﺍﻟﺠﻮﺩﻳﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ بالنسبة لهم ﺑﺰﻧﺲ ﻭﻣﺼﺪﺭ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ.
ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺮﺓ ﺃﺻﺪﺭﺕ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺭﺍﺩﻋﺔ ﻭﺻﻠﺖ ﺣﺪ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻣﺜﻴﺮﻱ ﻓﺘﻨﺔ ﻗﺒﻠﻴﺔ بولاية الجزيرة، ﻭﻣﻨﺬ ﺻﺪﻭﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺪﺩ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺘﻴﻦ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ.
ﺟﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺒﺰﻧﺲ ﻭﺍﻟﻮﺟﺎﻫﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﺳﺘﺪﺍﻣﺔ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ، ﻻ ﺑﺪﻳﻞ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻮﺻﻔﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ (ﻭﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﺣﻴﺎﺓ ﻳﺎ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ).
ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻻ ﺑﺄﻇﺎﻓﺮ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ.
نوبات العطاس!
في مُنتصف التسعينيات، كنتُ أؤدِّي صلاة الظهر بأحد المساجد الأمدرمانية، وعقب الصلاة تم القبض على لصٍّ قام بسرقة حذاء.
تكالب المصلون على اللص بالتوبيخ، وبعضهم اعتدى عليه بالضرب المُخفَّف.
تطرَّف أحدهم وخلع حذاءه الثقيل لضرب اللص على رأسه.
كانت المفاجأة بالنسبة لي، أن المُصلِّين تركوا اللص وتوجهوا بغضبهم لصاحب الحذاء المرفوع، لإسرافه في العقاب.
استغلَّ اللص انشغال الناس بلؤم صاحب الحذاء وحصاره بالمواعظ، فولَّى اللص هارباً من بين أيدي المُصلِّين.
المُصلُّون في ذلك المسجد يمتلكون مقياس عدل فطري، يُحدِّد لهم نوع الذنب ومدى العقوبة، ويُشير إلى أن الظُّلم كتجاوز أعظم من السرقة كسلوك شاذ.
إذا دخلتَ في مشاجرة مع أي شخص في حضور آخرين، وأسرفتَ في الإساءة إليه، سرعان ما ينقلب عليك الحاضرون، مُنحازين للطرف المُسَاءِ إليه حتى لو كنتَ صاحب حق.
قلت لبعض الأصدقاء: المزاج السوداني العام، مُناهضٌ للتطرُّف في المواقف والتعبير عنها، ومُناهضٌ للظلم والجور بالأفعال والأقوال، وله حساسيَّةٌ عاليةٌ في التقاط عدوى الاستفزاز والإساءة.
حينما تُوجَّه إساءةٌ أو اتِّهامٌ لفئة حصرية بين مجموعة كُليَّة يجمع بينها فعلٌ أو موقفٌ أو مشاعر مُشتركة، فإن الإساءة أو الاتهام يصل إلى بريد الجميع، فتشتعل نوبات العطاس!
هكذا نحن!
قبل عامين، كُنتُ شاهداً على مُفارقة اجتماعية مُثيرة. أسرتان عريقتان بحي أمدرماني، اختارت كل أسرة ميداناً بالحي لإقامة حفل زفاف.
تصادَفَ أن الأسرتين اختارتا إقامة الحفل في ذات التوقيت بميدان الحي.
تمَّت مفاوضات مُكثَّفة بين الأسرتَين بوجود وسطاء، وكل طرف يرغب في إقناع الآخر بتقديم أو تأخير موعد زواجه لـ24 ساعة فقط.
حينما فشلت المفاوضات، وتمسَّك كُلُّ طرفٍ بميقاته المعلوم، أُقيمت الحفلتان بالميدان في ذات التوقيت.
تداخلت أصوات المُغنِّين، وتمازجت موسيقى العازفين واضطَّرب رقص الراقصين، وكانت النتيجة أن كُلَّ طرف أفسد للآخر حفل زفافه، دون أن يكسب شيئاً.
قلتُ لبعض الأصدقاء: هذا نموذج مثالي يوضح كيفية إدارة خلافاتنا في كل مناحي الحياة، السياسة والاقتصاد والرياضة، وحتى في الأنشطة الاجتماعية.
عقليتنا مُغلقة ومُعانِدة، لا تقبل المساومات الذكية التي تُقلِّلا لخسائر وتُعظِّم المكاسب، عقلية تعتبر التنازل ولو جزئياً مُؤشِّر ضعف وخور.
لذلك عادة ما تنتهي غالب الخلافات والصراعات إلى نتائج صفرية وخسارة كبرى يتقاسمها الجميع.
مرحبا وراق
٢٠ عاماً عمر معرفتي به، وجدتُّه من أنبل الرجال، قلب عامر بالخير عقل لا يمل من إنتاج الأفكار، يد طاهرة ونزيهة.
ما زلت أذكر بالتفاصيل الدقيقة نهاراً ماطراً، كنا جلوساً في غرفة ضيقة المساحة واسعة الرحب بمنزل نزار وحنان، في نقاش مفتوح، بلا سقف ولا أسوار.
لن تجد متعة أروع من الصمت وأنت تستمع لحوار نهاري يتم على مهل، في انتظار غداء يعد على عجل. وأمطار الخريف تغسل للود قضية، حوار يجمع الراحل محمد طه والأستاذ الحاج وراق والراحل نزار أحمد أيوب والأستاذ عادل إبراهيم حمد.
مرحباً بالحاج وراق في الخرطوم.
سبتيات ضياء الدين بلال
السوداني
الحاج وراق لامرحباً به فى السودان الطاهر.
الحاج وراق الذى اساء للوطن عبر قناة مصرية عندما تحدث عن وجود قوات للاخوان المسلمين المصريين ترتب لغزو مصر من السودان.
عميل رخيص.تباً له ولامثاله من مدعى العلم والثقافة.
كتاباتك سمجة تفتقر لروح الجاذبية والموضوع
تنفع كتاباتك في الحكومات الدكتاتورية فقط
يمكنك انت والهندي عزالدرين الذهاب لمصر لتبدعوا في مسح الجوخ