ايمن كبوش: وزيرة الخارجية.. شكر الله سعيك
تابعت بحزن شديد الحوار الذي اجرته الاعلامية “رزان سلام” لصالح قناة “بي بي سي” مع وزيرة الخارجية السودانية “اسماء محمد عبد الله”.. ذكرتني هذه المقابلة الكارثة مع السيدة الوزيرة ببرامج الصباح في مدارسنا الابتدائية عندما كان اغلب ما يقدم فيها مكتوبا على الورقة.. والطلاب معذورون بحكم صغر سنهم وضعف تجربتهم وكذلك افتقادهم للشجاعة الادبية بطبيعة احوال تلك المرحلة العمرية الباكرة.. ولكن ما بال هذه التي بلغت من العمر عتيا وهي تتعثر في الاجابات وتتلعثم حتى في توصيل فكرة واضحة عن السياسة الخارجية لحكومة السودان وكيفية تعاملها مع بعض الملفات الملتهبة.. نحن لا يجب ان نلوم الوزيرة بذلك القدر القاسي الذي يستثني من اختارها لهذا المنصب الذي يعتبر الواجهة الابرز لاطلالتنا الدبلوماسية على العالم.. فكيف لها ان تقنع المؤسسات الدولية بان تغييرا حقيقيا قد حدث في السودان وهي بهذا الهزال الذي لم يعرفه هذا المقعد والانقاذ في اشد لحظات بؤسها وضعفها وانغلاقها على نفسها وهوانها على الناس.
# السيدة الوزيرة محظوظة جدا كون ان من حاورتها هي رزان سلام التي تتمتع بقدر وافر من التهذيب والادب والكياسة.. ولا ادري ماذا كان سيحدث للسيدة اسماء محمد عبد الله لو ان محاورتها هي الاعلامية اللئمة القطيمة بقناة الحدث نجوى قاسم التي استمدت شهرتها في السودان مؤخرا من استفزازها المتكرر لضيوفها من السودانيين.. بداية من ذلك الاخرق الذي يدعى حمدي سليمان صاحب “بلادي حقول بلادي سهول” وانتهاء بعضو مجلس السيادة الفريق الركن شمس الدين كباشي الذي احرجته جدا بلفت نظره الى ان يترك الانشغال بالكاميرا وان يركز معها ولكن من ادبه وثقته في نفسه لم يبد اي رد فعال سالب تجاه المذيعة الصفيقة التي ما كان لها ان تحتمل مقابلة تلفزيونية كتلك التي اجرتها وزيرة خارجيتنا مع تلفزيون البي بي سي.. هذه من المقابلات النادرة التي لن نجد لها نظيرا مماثلا في كل الدنيا واحسب ان خفير الوزارة المعنية نفسه لن يحتاج لاجابات جاهزة ومعدة مسبقا فيما يخص عمله لو قدر له اجراء مثل هذه المقابلة.. اتمنى ان يكون الدكتور والدبلوماسي الكبير منصور خالد قد تابع الحوار الكارثي لكي يدلوا بدلوه ويثري النقاش عن قواعد العمل الدبلوماسي والمؤهلات المطلوب توافرها في شخص وزير الخارجية ثم يحدثنا عن فن الاقناع وكيفية التسلل الى الآخر من خلال الكلمة المباشرة.
# يبدو ان دبلوماسيتنا التي قادها في سنوات البداية زروق والمحجوب ومنصور خالد وجمال محمد احمد.. وفي سنوات قليلة ماضية لام كول اجاوين وابراهيم غندور كافضل مثالين للعمل الدبلوماسي في السنوات الاخيرة.. يبدو انها في خطر حقيقي وتحتاج لمراجعة وتدخل سريع من رئيس مجلس الوزراء الذي لن يجد ما يدافع به عن اختياره لاسماء كممثلة للمرأة في هذا المنصب.. طالما ان من اختارها هو بصفته الشخصية كرئيس للوزراء بعيدا عن محاصصات الحرية والتغيير.. هي الاخرى لا تملك القدرة الكافية لتوصيل رسالتها والتواصل مع الآخر من خلال قناة تلفزيونية.. ويكفي انها في فترة وجيزة من عمر تعيينها خرقت البرتكول مع رئيس الوزراء في جوبا كما نقل عنها وانشغلت بهاتفها النقال في استقبال رئيس وزراء ارتريا بمطار الخرطوم.. لذلك اولى لحمدوك ان يقول لها شكر الله سعيك.. كفانا صدمات.
ايمن كبوش
اليوم التالي