تحقيقات وتقارير

قتلة المعلم .. قصة 3 أيام من التعذيب ..!!

ذرف أحد المعتقلين مع الشهيد المعلم أحمد الخير، دموعه بالأمس ولم يتمكن من السيطرة على نفسه ومسح بمنديل ورقي دموعه بالمحكمة وذلك خلال سرده كشاهد اتهام تفاصيل اعتداء مجموعة من منسوبي جهاز المخابرات العامة بينهم ضابطين برتبة ملازمين، ضرباً على المعلم الخير وهو يصرخ (آه .. آه).

أزقة واعتداء
وواصل شاهد الاتهام الأول في ذرف دموعه عندما أفاد لمحكمة جنايات ام درمان وسط، بأن مجموعة من المتهمين قاموا بأخذه والمعلم الخير خلف أحد الأزقة بمكاتب جهاز أمن خشم القربة، وانهالوا عليهما بالضرب ومن ثم أمروا المعلم الخير ، بخلع بنطاله فاستجاب لهم وخلع عنه حزامه بيده ،لافتاً الى أن المتهمين قاموا بإبعاد بنطال المجني عليه عن جسده واعتدوا عليه بالخرطوش وإدخاله في دبره بالخلف وكانوا وقتها يطلقون ضحكات وألفاظ نابية على المعلم ، مشدداً على أن المعلم وقتها كان مستسلما ً وهو لايقوى على النهوض، حيث كان مستلقياً على الأرض دون حراك .

(ما أولاد ناس)
فيما كشف الشاهد للمحكمة ايضاً عن تعرضه لذات المعاملة وقاموا بتجريده من (جلابيته وعراقيه ) بالقوة وتحت الضرب ولم يبقَ على جسده سوى (سرواله الداخلي) حيث أنه رفض الانصياع لأوامرهم بخلعه ، وشدد على أنه كان يقاومهم بقوة ويرفض حل ربطة سرواله، منوهاً الى أنهم وبعد أن فشلوا من حل سرواله قاموا برفعه من كلتا يديه وقدميه بالمقلوب واعتدوا عليه بالضرب على خصيته ووقتها أفاد للمحكمة بأنه أطلق صيحات متتالية وقال للمتهمين (إنتو ما أولاد ناس)، وفي ذات الأثناء أفاد الشاهد المحكمة بأن المتهمين قاموا بإنزاله على الأرض وحينها قال له المتهم الرابع بحديثك هذا أنت تسبنا، ووصفه بأن حديثه وفمه (عفن) ، ومن ثم قام بجر شعره وصفعه على خده ووضع التراب داخل فمه ثم واصلوا في ضربه حيث تدخل أحد المتهمين من قوة خشم القربة وقال لهم أتركوه سيموت في يدكم .لافتاً الى أن أحد المتهمين ضربه بالحجر بين رجليه .

تعرف على المتهمين ..
وضربت المحكمة بالأمس عاصفة عندما تعرف شاهد الاتهام الأول أمجد بابكر يوسف ، على (10) متهمين وهم بداخل قفص الاتهام وأشار إليهم جميعاً بسبابته وقال لقاضي المحكمة بأنهم من قاموا يوم الحادثة بالاعتداء على المعلم المجني عليه بالضرب خلف مكاتب وحدة جهاز الأمن بخشم القربة مكان اعتقالهم .

(الترابي خلاكم ومات)
ولفت الشاهد المحكمة الى عدم استجوابهم او التحري معهم طيلة اعتقالهم، مبيناً بأن أحد المتهمين استفسره فقط عن انتماءه السياسي وأخبره بأنه ينتمي لحزب المؤتمر الشعبي، وفي تلك الأثناء رد عليه المتهم قائلاً (الترابي مات خلاكم ). ونفى مشاركة المعلم الخير في المظاهرات التي ضربت خشم القربة ليلة اعتقاله ، ونفى للمحكمة مشاركة اي من قوات أمن خشم القربة طوال اعتقالهم، في ذات الوقت أكد بأنه ووقت الاعتداء عليهم بالضرب من قوة أمن كسلا كان المتهم الأول مدير وحدة أمن خشم القربة ضابط برتبة نقيب يجلس تحت ظلال مكتبه الذي يطل على الساحة التي جرى ضربهم فيها.
أكل جراد وتحلية تراب ..

ونوه الشاهد الى أن المتهم الثالث ضابط برتبة ملازم من وحدة أمن كسلا كان حاضراً بالمعتقل وأثناء إستراحة الغداء وجد أحد المعتقلين مستلقياً على الأرض ويرفض الطعام وحينها قام بوضع (جرادة ) داخل فمه وأمره بأكلها بالقوة ومن بعدها ملأ يده بالتراب وألقاها داخل فمه وقال له (حلي بها)، لافتاً الى أن بعض المتهمين كانوا يضحكون وقتها .

أشواك وأنقاض مباني
وأوضح شاهد الاتهام الأول للمحكمة بأنه وفي اليوم الثاني لاعتقالهم مع المعلم الخير المجني عليه وعقب أدائهم لصلاة الجمعة داخل الزنزانة حضرت قوة من جهاز أمن كسلا وصفها بالكبيرة ترتدي زياً رسمياً (كاكي) وبينهم ما يقارب الأربعة أشخاص يرتدون زياً مدنياً وكانوا يحملون خراطيش سوداء وأخرى خضراء تسمى( بي بي أر ) حيث كانوا يطلقون عليها المتهمين الـ(4جي) ،ونوه الى إخراج المتهم السابع والثلاثون جميع المعتقلين وكان عددهم (9) معتقلاً بينهم المعلم الخير، من داخل الزنزانة الى فناء مكتب الجهاز وطلبوا منهم الوقوف تحت لهيب الشمس الحارة -بحد وصفه- حفاة دون أحذيتهم ، ولفت الشاهد الى أن الأرض وقتها كانت صلبة دون تراب عليها، وأردف بقوله : كانت على الأرض أنقاض مباني (طوب وحصاة دريسة ) وتتخللها شجيرات صغيرة للسدر بها أشواك ، موضحاً بأنه وفي تلك الأثناء انهالت عليهم قوة أمن كسلا بالضرب بمناطق متفرقة في أجسادهم (صدر/ راس / بطن / ارجل /ظهر) ، ونبه الى أن الخراطيش (أداة الضرب) كانت سميكة وصلبة جداً.

ركل بالبوت وزحف ..
وأشار الشاهد الى أن المتهمين لم يتوقفوا عند ذلك، بل أمروا جميع المعتقلين من بينهم المعلم الخير بالزحف على الأرض الصلبة والأشواك منذ أدائهم صلاة الجمعة وحتى موعد صلاة العشاء مع ركلهم بالخلف على ظهورهم بالبوت الذي يرتدونه ، منوهاً الى أن حذاء البوت من النوعية التي يرتديها منسوبي جهاز الأمن والمخابرات العامة،لافتاً الى أن المتهمين كانوا يطلبون المعتقلين من بينهم المعلم بترديد عبارات (تقعد بس ، وسير سير يابشير)، وأفاد بأنهم كانوا يسخرون منهم ويقولون لهم (حكومة شنو بتسقطوها إنتو يا صعاليق)، منوهين الى أنهم توقفوا عن ضرب أحد المعتقلين بعد أن أخبرهم بأن عمه نظامي برتبة فريق ، وطالبوه بعدم اتباعهم .

في سياق مغاير أبان شاهد الاتهام للمحكمة بأن الاعتداء عليهم بالضرب والركل لم يتوقف داخل وحدة أمن خشم القربة، وإنما تم إصعادهم على متن سيارات المجموعة الاخرى للمتهمين وتتبع لجهاز أمن كسلا منذ أذان المغرب وحتى موعد صلاة العشاء،لافتاً الى أن بعض المتهمين أمروهم بالاستلقاء على بطونهم وانهالوا عليهم بالضرب وكانوا يتحسسوهم بالخراطيش على مؤخراتهم وسط ألفاظ نابية .

إضراب طعام وشرب..
وأكد شاهد الاتهام الأول للمحكمة بأن المعلم أحمد الخير المجني عليه وطيلة فترة اعتقاله اعتباراً من الخميس 31/ 1/2019 م وحتى فجر 2/2/2019م لم يتناول طعاماً او شراباً داخل مقر اعتقاله بوحدة أمن خشم القربة أو خلال ترحيله مع بقية المعتقلين الى أمن كسلا بواسطة قواتها على متن (5) سيارات لاندكروزر تتبع لها .

توقف حركة ..
وأبان الشاهد للمحكمة بأن حركة المعلم قد توقفت تماماً عند منتصف طريق ترحيلهم لكسلا ، وتنبه لذلك أحد المتهمين وكان يقلبه بالخرطوش وقال (الزول ده مات ولاشنو) ،وحينها أفاد الشاهد بقوله لهم (نعم مات) لإيقاف ضربه ، مؤكداً بأن المعلم أكثر من تلقى الضرب من بقية المعتقلين، ونوه الى أن أحد المتهمين على متن العربة قال لهم (كلكم ستموتون فداء الثورة).

سكاكين بطابور الشخصية ..
وكشف شاهد الاتهام الأول للمحكمة عن تعرفه لما يفوق الـ(8) متهمين في القضية خلال طابور الشخصية الذي أجري له بالخرطوم تحت إشراف وكيل النيابة وشرطي برتبة مساعد ، ونبه الى إنه وعند إجراء الطابور عثر على بعض المتهمين يحملون بحوزتهم أسلحة بيضاء (سكاكين) ، مبيناً بأنه وبموجب ذلك تمت إعادة طابور الشخصية مرة اخرى، وحول عدم تعرفه على المتهمين الرابع والسابع بطابور الشخصية عزا الشاهد ذلك لانقضاء أكثر ما يفوق الخمسة أشهر منذ وقوع الحادثة وإجراء الطابور .

طعن في شهادة ..
وبعد ختام شاهد الاتهام الأول من تقديم شهادته بالمحكمة باغت ممثلي دفاع المتهمين المحاميان عوض عبد الرحمن ابودقن ، والوسيلة هجو، بطعن في شهادته وطالبوا المحكمة باستبعادها وذلك لتهمة الولاء والمصلحة والعداء ،وذلك بناءً على نص المادة (33) من قانون الإثبات السوداني لسنة 1994م ، ولفتوا الى أن الشاهد أكد في إفادته بأنه صديق المجني عليه المعلم وزامله في دراسته في مرحلتي الأساس والثانوية وكانا ايضاً ينضويان تحت مظلة اتحاد الطلاب الإسلاميين، ويضمهما تيار سياسي واحد وهو حزب المؤتمر الشعبي ، بجانب أن شاهد الاتهام كان برفقة المجني عليه داخل زنزانة أمن خشم القربة وتعرض للضرب من بعض المتهمين ،حسب ما ذكره للمحكمة ، فضلاً عن تدوينه إجراءات قانونية ضد بعض المتهمين .

في السياق أرجأت المحكمة برئاسة قاضي الاستئناف الصادق عبد الرحمن الفكي ، طلب الدفاع باستبعاد شهادة الشاهد ، وقالت المحكمة إن شاهد الاتهام الأول قد ادلى بشهادته تحت اليمين (القسم ) فإن الطعن لا يغير من رد شهادته في شيء إلا بعد سماع قضية الاتهام ،وأردفت المحكمة قائلة : بأنها ورغم ذلك سوف تراعي طلب الدفاع عند مرحلة وزن البينة لاحقاً . فيما قطعت المحكمة جلسة اليوم لسماع بقية شهود الاتهام.

الخرطوم : رقية يونس
صحيفة الإنتباهة

تعليق واحد

  1. هؤلاء ما بشر مجرد قطيع من حيوانات المؤتمر الوثنى لا ضمير ولا وطنية
    نرجو توقيع عقوبة الاعدام عليهم جميعا لقد اذلوا واهانوا وقتلوا الشعب
    السودانى وما خفيه اعظم هناك قضاية كثيرة مسكوت عنها