رأي ومقالات

هل تدفع (قحت) شرق السودان للتمرد؟!


(1) سادت وعمت مظاهر الإحباط وخيبة الأمل كل مجتمعات شرق السودان بمختلف قومياتعم وقبائلهم واثنياتهم ، ومصدر سخطهم واستيائهم لما اعتبرو تعمد تحالف قوى الحرية والتغيير (قحت ) لتجاهل كل مكونات شرق السودان في كل مراحل التفاوض والتشاور حول تشكيل حكومة الثورة ، واعتبر الكثيرين من المهنيين والساسة والمثقفين أن ما حدث يعد امتداد لذات الطرائق التي ظلت نخب الخرطوم تتعامل بها مع قضايا شرق السودان المصيرية منذ فجر الاستقلال.
هذا الإحساس الخطير بالنظرة الدونية الاقصائية من كل فئات شرق السودان ممن يسوسون أمر الناس من قصر الحاكم العام في شارع النيل بالخرطوم أحدث تراكم للغابئن والضغائين والوضع ينذر بشر مستطير، ذلك لأن الأمر لم يعد يحتمل ، وسكان الإقليم الشرقي بكل قومياتهم صبروا كثيرا وناضلوا بكل الوسائل حتى ينالوا نصيبهم وحظهم من قسمات السلطة والثروة حتى يحققوا مطالب أهالي الإقليم في الاستقرار.
(2)
ولو أننا أجرينا مقارنة سريعة بين أوضاع وأحوال الأقاليم التي تمردت وحملت السلاح ومالات الحال في شرق السودان فسنجد أن حال عندنا أسوء بكل المقاييس وفي كل المجالات ولم نجزع وحتى حركة الكفاح المسلحة لمؤتمر البجا والأسود الحرة لم يخربا أو يحتلان المدن أو يروعان ويقتلان العزل ووقعت جبهة الشرق اتفاقا مع الحكومة دون وساطات دولية أو بموجب قرارات أممية كما حدث في جنوب السودان قبل الانفصال وفي دارفور منذ العام 2003 ويفعل مطالب اهالينا في جنوب السودان ودارفور والتي لم تهدأ به وبالمقابل فإن الرفض الذي قوبلت به مطالبهم المشروعة ادخل السودان في غياهب واتون عقوبات دولية كان اقساها ادارج اسم السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب منذ العام 1997 والتي ساقت لبلادنا بلاوي ومصائب ومحن ما زلت ترزح تحت وطأتها، والحرب في دارفور والتي خاضها أهلها لنيل حقوقهم ادخلت البلاد في حجر ضب وتسببت بشكل مباشر في إصدار أمر قبض في حق الرئيس المخلوع عمر البشير من محكمة الجنايات الدولية بالهاي وزمرة في أعوانه، استدعيت أعزائي قراء موازين الأفاضل تلك الوقائع التاريخية لنصل معا في أن الحكومات المركزية أن لم تراعي حقوق الأقاليم والأطراف فإنها لن تتمكن من التفرغ لإنهاء أزمات البلاد وتصحيح الأوضاع.
(3)
قصدت أيضا من تلك الفذلكة التاريخية أن أدق جرس الإنذار حتى لا تقع أو تمادى حكومة قحت ما وقعت فيه الحكومات السابقة وان تراعي للشرق خصوصية اقول ذلك وأنا ارصد حركة دوؤبة لمجموعة من الشباب تمهد لإعداد كتاب أسود جديد خاصة بشرق السودان فيه كل الذين تقلدوا مناصب في القوات النظامية والخدمة المدنية والذين تخطاهم الاختيار رغم كفاءتهم العالية والذين احيلوا للتقاعد من رتب عميد ولواء ودونهم من الرتب، تلك الثلة من الشباب يكادون يلقون حتفهم من الغيظ وهم يرددون أننا لسنا انفصاليين ولا نطالب بحكم ذاتي ولكننا نطالب بقسمتنا ونصيبنا أسوة بكل أبناء السودان دون تميز أو احجاف، بل إن ذهبوا لأبعد من ذلك وقالوا إن طالت حملات الأبعاد بعض ابنائننا لأنهم كيزان فإن كوادر وقيادات ورموز كتل تحالف قوى الحرية والتغيير بينا كثيرة وعلى مستوى رفيع من الكفاءة والتأهيل
أن الوضع يستدعي ويتطلب من القيمين على شأن العام في البلد في هذا العهد بذل كل ألوسع لإزالة المرارات العالقة بعقول ونفوس وافئدة سكان شرق السودان. …..ودمتم أحبتي

ابوعيشة كاظم