تحقيقات وتقارير

ماذا قال الشاهد “الثالث” في محكمة الشهيد أحمد الخير..؟

واصلت محكمة جنايات أم درمان وسط برئاسة القاضي الصادق عبد الرحمن أمس، سماع قضية الاتهام في محاكمة (41) متهماً بقتل الأستاذ الشهيد أحمد الخير، بمنطقة خشم القربة بعد تعرضه للتعذيب من قبل أفراد من جهاز الأمن بمدينة كسلا بسماعها شاهد الاتهام الثالث في القضية.

(حاجزين ليك خمسة نجوم)
أفاد الشاهد عبد الله أبو القاسم سعدوك لدى مثوله أمام محكمة أم درمان وسط أمام القاضي الصادق عبد الرحمن أنه صاحب مخبز ورئيس اتحاد المخابز بجانب أنه أمين شباب حزب الأمة بخشم القربة، لافتاً إلى أن علاقته بالمرحوم أنه من أبناء الحي فقط ولا تربطه به أي علاقة أخرى.
وأكد الشاهد أنه كان ضمن المتظاهرين وعمل على ترتيب المسيرة، نافياً مشاركة المرحوم في التظاهرات، مبيناً أنه تم اعتقاله من داخل منزله بعد انتهاء المظاهرة، منوهاً إلى أنه وبدخوله إلى مباني الجهاز تم ضربه بواسطة المتهم الأول وآخرين. وأكد الشاهد أنه شاهد الكثير من الثوار (كانوا بضربوا فيهم) بجانب وجود آخرين داخل (حفر).
كما أوضح الشاهد للمحكمة أن أحد المتهمين قال له (تعال نحنا حاجزين ليك خمسة نجوم)، وأضاف: بدخولي إلى الزنزانة وجدت المرحوم وبقية المعتقلين، وسألت المرحوم؟ (مالك؟) فأجاب: (الجماعة ديل ضربوني)، ولم يتحدث بعدها، كما أن المرحوم لم يطلب إسعافه لأنه كان (تعبان شديد).
الاستحمام بالتراب
وأكد عبد الله أن الزنزانة كانت رائحتها كريهة ومظلمة بعض الشيء، وفي الصباح الباكر أدوا صلاة الصبح، وبوصول قوة كسلا طلبوا منهم الخروج من الزنزانة وبدأوا في تعذيبهم، مشيراً إلى أن المتهمين طلبوا منه (الاستحمام بالتراب) وأضاف: تم ضربي في (خصيتي). وأشار أحد المتهمين إلى المرحوم وأفاد للشاهد – فيما معناه ممارسة جنسية – كما أفاد الشاهد أنه تعرض لمغص في الكلى وبدأ يتقلب على الأرض من شدة الألم.
وأكد الشاهد للمحكمة أنه شرب زبادي كما أن هناك عدداً من المتهمين قاموا بحمله ورميه داخل العربة أثناء النقل إلى كسلا، مضيفاً أنه وبوصولهم إلى المكاتب هناك تغيرت طريقة التعامل وتم أخذه إلى مستشفى كسلا ثلاث مرات وتم إعطائه (حقنا وبنجا) لتسكين آلام الكلى، وأضاف: في صباح اليوم الثاني علمنا بوفاة المرحوم.

تعرف على المتهمين
كما نفى الشاهد أثناء مناقشته بواسطة ممثل النيابة مولانا الطاهر عبد الرحمن عن صدور أمر قبض من جهاز الأمن في مواجهته قبل اعتقاله كما أوضح للمحكمة أن عدد الأشخاص الذين قاموا باعتقاله من منزله (3) أشخاص تعرف الشاهد على المتهمين رقم (1،2،3،4،5،30،33،34،37) في الجلسة وهم الذين قاموا بضرب المعتقلين، نافياً وجود خلافات بينه وبين أفراد الجهاز وأن المتهم رقم (6) قام بضربه (شلوت) على الكلى بينما المتهم السادس إساءة إليه بالألفاظ النابئة، مؤكدا تعرفه على (7) متهمين في طابور الشخصية.

إصابات الشاهد
وأضاف الشاهد في أقواله للمحكمة أنه أصيب بمرض الفشل الكلوي بعدها تم نقله من مستشفى كسلا إلى رويال كير بواسطة عربة إسعاف، مبيناً أنه ظل طريح الفراش بالمشفى لمدة عشرة أيام، وخضع إلى غسل كلوي (6) مرات، كما أصيب بضمور في الكلى.
وأكد الشاهد للمحكمة أنه كان سليم قبل الاعتقال ولا يعاني من أي أمراض.

من عذَّب المرحوم؟
كما كشف الشاهد عبد الله أثناء مناقشته بواسطة ممثل الاتهام ساطع الحاج أن المتهم الذي أمر المرحوم بالزحف هو المتهم السادس كما أن المتهم العاشر صعد على صدر المرحوم بـ(البوت)، كما وصف الشاهد للمحكمة حالة المرحوم لدى خروجه من خلف المكاتب إلى (حوش) المعتقل أنه كان يترنح في المشي ومعه المتهمون (3،10،6،4) بجانب أنه كان (ماسك بنطلونه) وبعدها تم إيقاف المعتقلين لمدة ساعة من الزمن على الجدار، وأكد للمحكمة أن المتهم الرابع كان يضرب المرحوم بيده.

أورنيك (8) الجنائي
كما عرضت المحكمة على الشاهد أورنيك (8) الجنائي الخاص به كمستند دفاع الذي يوضح إصابته بالتسمم الغذائي، وقدم الشاهد للمحكمة إفادات حول المستند بعد أن تم عرضه عليه أنه لم يتم عمل فحوصات للشاهد أساساً، وأنه شاهده أول مرة خلال مواقع التواصل الاجتماعي، نافياً تعرضه للتسمم الغذائي، مؤكداً إصابته بمرض الفشل الكلوي فقط الذي أصابه نتيجة الضرب المبرح.

زوجتي ضمن المعتقلين
كشف الشاهد أثناء مناقشته بواسطة هيئة الدفاع عن المتهمين أنه أمين أمانة الشباب بحزب الأمة بخشم القربة، كما أنه كان معارضاً في دولة أريتريا، نافياً وجود اتصال بينه والأحزاب الأخرى لعمل التظاهرة، نافياً مشاركة المرحوم في التظاهرة.
وأكد للمحكمة أن زوجته كانت ضمن المعتقلين وتم التحري معها يوم الجمعة أثناء وجوده داخل المعتقل وتم إطلاق سراحها، مؤكداً تدوينه بلاغات ضد المتهمين، كما نفى الشاهد تحدثه خلال مواقع التواصل وعمل فيديوهات عن الحادثة.

علاقتي بالجهاز
أوضح الشاهد للمحكمة أن علاقته بمكتب جهاز الأمن والمخابرات بخشم القربة أنه رئيس اتحاد المخابز، وكان يجتمع مع أفراد الأمن الاقتصادي للمناقشة حول توفير الدقيق وتوزيعه في المنطقة، موضحاً أن أحد المتهمين دون بلاغاً ضد الشاهد لأنه تعدى عليه بالضرب أثناء طابور الشخصية.

طعن في الشهادة
وفي ذات السياق تقدمت هيئة الدفاع عن المتهمين بالتضامن بطلب لدى المحكمة بطعن في شهادة الشاهد وفقاً لنص المادة (33) من قانون الإثبات الولاء أو المصلحة، حيث ذكر الشاهد أنه يعرف المرحوم وتعرّض للضرب من قبل المتهمين، كما دون الشاهد بلاغاً جنائياً ضد المتهمين واتضح من خلال أقواله أنه ليس محايداً.
قاضي المحكمة الصادق عبد الرحمن ترك تقييم شهادة الشاهد لمرحلة وزن وتقييم البينات.

الخرطوم: آيات فضل
الخرطوم: (صحيفة السوداني)

تعليق واحد

  1. برغم أهمية القضية كحادث مأساوي جدا ويمثل خرقا فظيعا للقيم السودانية حتى في أسوأ حالات الإختلاف
    وضرورة أن يطلع الناس على تفاصيلها .. للعبرة والإعتبار
    إلا أني أجد نفسي مشمئزا جدا من قراءة تفاصيل تنحر القلب والضمير في كل كلمة وكل سطر
    أجد أننا كلنا مذنبون عندما خفنا وجبنا عن مناهضة عصابة الكيزان التي إفترت وأعلنت التحدي للنزال
    شلناها قوة الدايرنا إنزلن لينا وألحس كوعك وغيرها من عبارات الإفتراء والتنمر لكننا سكتنا حتى حصل لنا ما نخجل عليه الى الممات
    نعتذر للضحايا .. ونبرأ لله من جريمة أرتكبت بإسم دينه السمح المسالم