استشارات و فتاوي

متى تؤدى سجدة التلاوة .. تعرف على حكمها وكيفيتها


ينبغى للمسلم أثناء قرائته للقرآن الكريم أن يسجد أثناء وجود علامة السجدة، وهذه السجدة المقصود بها سجدة التلاوة، وسجود التلاوة ليس بفرض ولكنها فضل ، لأن النّبي – صلى الله عليه وسلّم- سجد سجدة التلاوة حين قرأ سورة «والنجم» ولم يسجد حين قرأها عليه زيد بن ثابت، كما ورّد في الحديث المتفق عليه، كما أن كلام الله -عزّ وجلّ- وتدبّره له فضل عظيم ينبغي على المسلّم أن لا يفرّط فيه ابتغاءً للثواب والأجر من الله -سبحانه وتعالى-. .

سجود التلاوة
سجود التلاوة سجود التلاوةِ عبارةٌ عن سجدةٍ واحدةٍ يسجدها قارئ القرآن الكريم عند مرورهِ بكلمةٍ تكون فوقها علامة السجدة وهي خطٌّ مستقيم طويل(____) وهي معروفةً في المصحفِ الشريف، وسجدة التلاوة سنّةٌ عن النبي الكريم – صلى الله عليه وسلّم -لا يؤثم من لم يقُم بها؛ بل إنّها تقرّبٌ إلى الله كغيرها من أعمال الخير التي يمارسها المؤمن طمعًا بمغفرةٍ من الله.

هيئة سجود التلاوة كما ورد عن النبى
– هيئة سجود التلاوة كهيئة السجود أثناء الصلاة ، حيث أنّه يكون على سبعة أعظم ويقول فيها المسلم أثناء سجوده : «سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي ».
– عن عائشة – رضي الله عنها -قالت : « كان رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم- يقول في السجدة مرارًا : « سجد وجهي للذي خلَقه وشقّ سمعهُ وبصَرَه ، بحوله وقوّته».
– كما روى عن عليّ – رضي الله عنه- أنّ النبي – صلّى الله عليه وسلّم- كان إذا سجد قال :« اللهم لك سجدت ، وبكَ آمنت ، ولكَ أسلمت ، أنت ربّي ، سجد وجهي للذي شقَّ سمعه وبصره ، تبارك الله أحسن الخالقين » .
– وعن ابن عباس- رضي الله عنه- قال : «كنت عند النبيّ – صلّى الله عليه وسلّم- فأتاه رجل فقال : إنّي رأيت البارحة فيما يرى النائم ، كأنّي أصلّي إلى أصل شجرة ، فقرأت السجدة فسجدتُ ، فسجدت الشجرة لسجودي ؛ فسمعتُها تقول : اللهم احطط عني بها وزرا ، واكتب لي بها اجرا ، واجعلها لي عندك ذخرا ، قال ابن عبّاس : فرأيت النبيّ – صلّى الله عليه وسلّم- قرأ السجدة فسجد فسمعته يقول في سجوده مثل الذي أخبره الرجل عن قول الشجرة».

حكم سجود التلاوة
قال بعض العلماء إنّ سجود التلاوة سُنّة على المستمعِ لتلاوة القرآن كما هي سنّةٌ على القارئ؛ فقد روى لنا البخاري أنّ عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما – « قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورةِ النحلِ حتى إذا جاء السجدة نزل فسجد وسجد الناس، حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها حتى إذا جاء السجدة قال: يا أيها الناس إنّا نمرّ بالسجود فمن سَجَد فقد أصاب ومن لم يسجد فلا إثمَ عليهِ».

سجود التلاوة أثناء الصلاة
يوجدُ في القرآن الكريم خمسة عشر موضعًا للسّجدة تتوزّع على سوره وآياته الكريمة، ويجوز للإمام والمنفرد إذا قرأها أن يسجد في الصلاةِ الجهرية أو السرية، وليس لسجدة التلاوة تشهّدٌ ولا تسليم إلا أنّ عليه أن يُكبّر قبل السجدة مباشرةً ليتنبّه المصلون للسجود.

ضوابط سجود التلاوة
لسجود التلاوة عدد من الضوابط وهى:
– ورود كلمة تعلوها علامة السجدة، وتكون موضّحةً في المصاحف الحديثة كجميع العلامات الأخرى يوجب سجود التلاوة.
– سجود التلاوة ليس له حكم الصلاة؛ فيُمكن للمرأة أن تسجد إذا مرّت على كلمة العلامة ولو كانت غير مخمّرةٍ؛ كون السجدة عبارة عن خضوع ٍلله وتقرّبٍ إليه كبقيّة الأذكار وأعمال الخير الأخرى التي يقوم بها المسلم.
– قول المسلم في سجدتهِ ما يقول في سجود الصلاة « سبحان ربي الأعلى » ثلاث مرات، ويستحبّ الدعاء أثناء السجود لأنّ المؤمن يكون قريبًا من خالقه أثناء سجوده.
– لا يشرع للمستمع لقراءة القرآن السجود إلا إذا سجد القارئ؛ لأن النبي الكريم -صلى الله عليه وسلّم- قرأ عليه زيد بن ثابت -رضي الله عنه- سورة النجم ولم يسجد فلم يسجد النبيّ صلوات الله عليه.
– لا يُشترط لسجود التلاوة الطهارة كما هو الحال في الصلاة المكتوبة؛ فقد كان النبي الكريم يقرأ القرآن في مجلسه بين أصحابه، وعند مروره بآية السجدة سجد – صلى الله عليه وسلّم -وسجد الصحابة معه، فلو كانت الطهارة شرطًا من شروط سجود التلاوة لنبّه النبي الكريم الصحابة على ذلك.

صدى البلد