منوعات

الجمل بما حمل للعريس: الشاب من حقه استرداد ما قدمه لخطيبته عند انفصاله عنها

أحلام وردية وآمال عالية تبدأ بمجرد ارتداء الشاب والشابة لدبلة الخطوبة، ومعها تبدأ علاقة رسمية بين الطرفين بهدف التعرف على بعضهما البعض بشكل أعمق استعدادًا للزواج، وتتخلل هذه الفترة منح الخاطب الهدايا لخطيبته، إلا أن كل ما سبق ينتهي عند فسخ الخطوبة.

ومن النقطة الأخيرة يتصاعد الخلاف، فربما يطلب الشاب من محبوبته السابقة الشبكة التي منحها إياها بجانب الهدايا، وهو ما قد يتسبب في تطور الأمور بين ذويهما، فيما تختلف وجهات النظر فيما يخص تلك التصرفات ما بين التأييد والمعارضة.

وبما أن هذه القضية ألقت بظلالها على الرأي العام مؤخرًا، أعلنت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية بموقع «فيس بوك»، عن موقع الشريعة الإسلامية من هذه القضية: «الشبكة المقدمة من الخاطب لمخطوبته تكون للخاطب إذا عدل الخاطبان أو أحدهما عن عقد الزواج، وليس للمخطوبة منها شيء، ولا يؤثر في ذلك كون الفسخ من الرجل أو المرأة».

وأردفت الإفتاء: «أما الهدايا فإنها تأخذ حكم الهبة في فقه المذهب الحنفي الجاري العمل عليه بالمحاكم طبقًا لنص الإحالة في القانون رقم 1 لسنة 2000م: (والهبة شرعًا يجوز استردادها إذا كانت قائمة بذاتها ووصفها)، فيجوز حينئذٍ للخاطب أن يطالب باسترداد الشبكة والهدايا، وعلى المخطوبة الاستجابة لطلبه، أما إذا كانت الهدايا مستهلكة؛ كنحو أكل أو شرب أو لبس فلا تسترد بذاتها أو قيمتها، لأن الاستهلاك مانع من موانع الرجوع في الهبة شرعًا».

على الجانب الآخر، توضح الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن الشبكة والهدايا هي نظام اجتماعي ابتدعته الأسر على مر الزمن، لكن الشرع لم يتكلم إلا عن المهر، إما هذه الأشياء هي في النهاية مروءة متبادلة بين الخاطب والمخطوبة، وهي الصفة التي يجب أن تستمر حينما تحدث النهاية غير السعيدة.

وتؤكد «آمنة»، لـ«المصري لايت»، أن استرداد الشاب للشبكة والهدايا ليس له حكمًا شرعيًا: «تركها هي من باب المروءة، أي الشاب كسر بخاطر محبوبته وكان هو السبب في رفض الزيجة بعد أن أعطاها العشم والاستعداد، ثم جاء وقص كل هذا، فمن باب المروءة جبر خاطرها، للأسف عندما يدب الخلاف ننسى الفضل بيننا».

تشير «آمنة» إلى أننا تتناول القضية من جانبها الإنساني: «أنا أوصي بترك الشبكة والهدايا من باب المروءة وجبر الخواطر، هذه رسالة أود أن تصل للناس، المخطوبة عند إهمالها هي وأسرتها يصابون بإحباط ومرارة، لكن ترك الشبكة والهدايا فيه شهامة».

فيما تقول الدكتورة عبلة إبراهيم، رئيس إدارة المرأة والطفل بجامعة الدول العربية سابقًا، أن العُرف المجتمعي أقر استرداد الشاب للشبكة التي قدمها لمحبوبته حال انفصاله عنها، وفي بعض الأحيان تتطور الأمور ويصل لدرجة تدخل الأهل.

وتستنكر «عبلة»، لـ«المصري لايت»، فكرة عدم تهدئة أهل الشاب للأمور بعد إنها العلاقة: «لا أحد منهم يقول إن أهل العروس تكفلوا بتكاليف الخطوبة وهكذا، الشاب لو أراد الابتعاد عن خطيبته يسيب الجمل بما حمل، هي دي الأصول»، نافيةً وجود أي شكوى بخصوص هذه المشكلات.

بينما تعتبر الدكتورة هدى بدران، رئيس الاتحاد العام لنساء مصر، أن الشاب من حقه استرداد ما قدمه لخطيبته حال الانفصال عنها، لأنه قدم الشبكة والهدايا على أساس استكمال العلاقة معها بالزواج، وهو ما لم يحدث في نهاية المطاف، فمن المفترض أن تٌعيد إليه كافة ما تلقته منه: «ده مبدأ».

تضيف «هدى»، لـ«المصري لايت»، أنه من المفترض أن تكون الفتاة عاقلة، وتكون على علم بأن الخطوبة فترة اختبار، والهدية بالإمكان أن يستردها خطيبها: «أنا أدافع عن حقوق المرأة لو لها حقوق، ولا نتحدث بأن السيدة دائمًا هي ملاك والرجل عفريت، كل شخص له حقوقه يأخذها بالتساوي ولا يأتي على حق الآخر».

ترفض «هدى» فكرة ترك الشبكة من باب الشهامة، قائلةً: «الشهامة صفة تجوز للمرأة والرجل بناءً على تصرفات معينة، وأكره وضع المرأة في صورة الغُلب والضعف والتخاذل، ليس من المفترض أن تكون كذلك».

المصري اليوم