استشارات و فتاوي

في اليوم العالمي للفقر.. كان النبي يتعوذ منه دبر كل صلاة


يحتفل العالم باليوم العالمي للقضاء على الفقر في السابع عشر من أكتوبر منذ عام 1987م، حيث اجتمع أكثر ما يزيد على مائة ألف شخص تكريمًا لضحايا الفقر المدقع والعنف والجوع في ساحة توركاديرو بباريس، وحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة، فقد أعلن المجتمعون حينها أن الفقر انتهاك لحقوق الإنسان وأعلن المجتمعين ألتزامهم تجاه الفقراء وتضامنهم معهم، وتم الإعلان هن هذا اليوم كيوم دولي يهدف القضاء على الفقر عام 1992م، وبتلك المناسبة يستعرض مصراوي بعضًا من منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في القضاء على الفقر.

لم يكن الإسلام دينًا يحث الفقراء على الارتضاء بأحوالهم وانتظار تلقي الحسنات والصدقات وسؤال الناس، فعلى الرغم من أن القرآن الكريم حث المؤمنين على الانفاق في سبيل الله والتصدق ودعم الفقراء، وكذلك أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وفرض على أغنيائهم الزكاة، إلا أن ذلك لا يعني استسلام الفقير للعوز والحاجة وانتظاره معونات الأغنياء، أو محاربة الفقر فقط باعطاء الصدقات واطعام الطعام، بل حث الفقراء أنفسهم على الخروج من دائرة الفقر ومحاولة العمل وكسب العيش.

ففي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا من الأنصار أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – يسأله ، فقال : ” أما في بيتك شيء ؟ ” ، فقال : بلى حلس نلبس بعضه ، ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه من الماء ، قال : ” ائتني بهما ” فأتاه بهما ، فأخذهما رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بيده ، وقال : ” من يشتري هذين ؟ ” . قال رجل : أنا آخذهما بدرهم ، قال : ” من يزيد على درهم ؟ ” مرتين أو ثلاثا ، قال رجل : أنا آخذهما بدرهمين ، فأعطاهما إياه ، فأخذ الدرهمين ، فأعطاهما الأنصاري ، وقال : ” اشتر بأحدهما طعاما ، فانبذه إلى أهلك ، واشتر بالآخر قدوما ، فائتني به ، فأتاه به ، فشد فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عودا بيده ، ثم قال : ” اذهب ، فاحتطب ، وبع ، ولا أرينك خمسة عشر يوما ” فذهب الرجل يحتطب ويبيع ، فجاءه ، وقد أصاب عشرة دراهم ، فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة ، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة : لذي فقر مدقع ، أو لذي غرم مفظع ، أو لذي دم موجع .

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتبر الفقر مصيبة كبيرة يتعوذ منها ويحاربها، وكان يحث على طلب الغنى، فورد في صحيح مسلم من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ” اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى” وقد ورد في سنن النسائي أيضًا دعاء النبي دبر كل صلاة: “اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر”. كما ميز الرسول صلى الله عليه وسلم بين المنفق والآخذ، وفضل المنفق على الآخذ في حديث البخاري: “اليد العليا خير من اليد السفلى واليد العليا المنفقة والسفلى السائلة”.

مصراوي