سرطان الثدي وعنق الرحم.. كابوس يؤرق نساء زيمبابوي
آلاف النساء يقضين سنويا جراء مكافحة سرطان الثدي وعنق الرحم، في آفة تحولت إلى كابوس مزعج يقض مضجعهن ويؤرق السلطات الصحية بالبلد الفقير.
آلاف النساء يقضين نحبهم سنويا جراء مكافحة سرطان الثدي وعنق الرحم، في آفة تحولت إلى كابوس مزعج يقض مضجعهن ويؤرق السلطات الصحية بالبلد الفقير.
نساء من أعمار مختلفة أصبن بالمرض القاتل، ليجدن أنفسهن أمام رحلة كفاح صعب، وعلاج يتطلب الكثير من الصبر الذي نفذ منهن، ومن المال الذي لم يكسبنه يوما.
ثيمبي بهيبي (34 عامًا)؛ معلمة في مدرسة ثانوية، وهي إحدى ضحايا المرض الخبيث، حيث ترقد بمنزلها في العاصمة هراري، تحارب سرطان عنق الرحم، الذي ينهش جسدها ويرقدها طريحة الفراش؛ بعد أن أودى سرطان الثدي بحياة والدتها قبل أربع سنوات.
وفي تشيتونجويزا، وهي بلدة تقع على بعد 25 كيلومترا جنوب شرق هراري، تكافح ميغان سارواكا (46 عامًا)، وهي أم لأربعة أطفال، سرطان الثدي.
وقالت ميغان للأناضول، إن الأطباء قاموا بتشخيص حالتها على أنها في المرحلة الرابعة، ما يعني بلوغها مرحلة متقدمة؛ ما يجعل العلاج مع حالتها عصيا.
“أنا أتألم، الموت أفضل لي، وأنتظر أجلي؛ حتى أرتاح من هذه الآلام”.. بهذه الكلمات عبرت ميغان عن حالتها وهي تصارع شدة الألم، طريحة الفراش في غرفتها يحيط بها عدد من أفراد أسرتها الذين أعجزهم اليأس.
من جانبه، قال طبيب الأورام باتريك هونغوي في بولاوايو، ثاني أكبر مدن زيمبابوي، إنه بالنسبة لأي مريض بالسرطان مثل “ميغان” و”ثيمبي”، فإن “إقرار خطة العلاج يعتمد على مرحلة السرطان”.
وأضاف للأناضول: “يجري علاج كل مرحلة بشكل مختلف، ومع الكشف المبكر لسرطان الثدي أو سرطان عنق الرحم، يمكن إنقاذ المصابة قبل أن تبدأ الخلايا السرطانية الانتشار في جميع أنحاء الرئتين والكبد والدماغ”.
وبالنسبة لـ”ثيمبي”، فرغم أنها تأمل في الخضوع لجلسات العلاج الكيميائي، لكن أملها في البقاء على قيد الحياة يتلاشى ببطء في ظل استمرار إضراب الأطباء منذ أكثر من شهرين، للمطالبة بزيادة الأجور.
وقالت ثيمبي: “لا يوجد أطباء في المستشفيات، ويمكنني فقط تحمل تكاليف العلاج في المستشفيات الحكومية”، لافتة إلى خوفها من أن يضعف غياب الأطباء فرصتها في التغلب على مرض السرطان.
وفي عام 2017، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن عدد الوفيات السنوية بالسرطان على مستوى العالم بلغ 8.2 مليون، وأنه من المتوقع أن تتضاعف الأعداد بحلول عام 2030 .
** معدلات إصابة ووفيات مرتفعة
وفي ظل ارتفاع معدلات الإصابة بسرطانات الثدي وعنق الرحم التي تصيب مئات النساء، أوضحت وزارة الصحة ورعاية الطفولة في زيمبابوي أن سرطان عنق الرحم يودي بحياة 1500 امرأة سنويا في البلاد.
كما أشارت جمعية السرطان في زيمبابوي (مستقلة)، إلى أن سرطان الثدي وحده يودي بحياة أكثر من ألف امرأة سنويا في الدولة الواقعة في جنوب القارة السمراء.
هيلاري غوتو، طبيبة أورام خاصة تقيم في هراري، قالت إنه “بسبب الفقر ونقص المعرفة؛ تكتشف الكثير من النساء بعد فوات الأوان أنهن مصابات بسرطان الثدي أو سرطان عنق الرحم؛ حيث تتأخر النساء في الكشف عن هذه السرطانات وهذا هو السبب في أن يودي المرض بحياة الكثيرات”.
لكن المدافعات عن حقوق المرأة يلقين باللائمة على الحكومة في وفاة النساء جراء سرطان الثدي أو سرطان عنق الرحم.
وفي هذا الشأن، قالت لينيت تشوتا، عضو في جمعية “نساء زيمبابوي ينهضن” (غير حكومية)، إن “الحكومة هي المسؤولة الوحيدة عن نقص الخدمات في المستشفيات، وهذا يعني أن مرضى السرطان مثل النساء المصابات بسرطان الثدي أو سرطان عنق الرحم، هن ضحايا الأزمات في المستشفيات، حيث يمتن قبل الحصول على المساعدة”.
وفي الوقت الراهن، تقوم جمعية السرطان في زيمبابوي بإجراء فحص مجاني للسرطان لمدة شهر، في إطار شهر التوعية العالمي بسرطان الثدي، الذي يتم الاحتفال به عالميا في أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام.
وأضافت نشوتا للأناضول: “يتعين على بعض مريضات السرطان من النساء الثريات السفر إلى الدول المجاورة مثل جنوب إفريقيا طلبًا للعلاج”، مشيرة إلى أن الفقيرات “يمتن في منازلهن دون رعاية أو علاج”.
ويشير السجل الوطني للسرطان في زيمبابوي، إلى ارتفاع أعداد المصابات بهذا المرض من 6 آلاف و548 حالة مسجلة في العام 2013 إلى 9 آلاف و220 حالة في العام 2018.
ومن بين ألفين و62 حالة وفاة مرتبطة بالسرطان حتى الآن في زيمبابوي، هناك 7 بالمائة من الوفيات نتجت عن سرطان الثدي، فيما يعد سرطان عنق الرحم القاتل الأول، متسببا في 13 بالمائة من الوفيات الناتجة عن السرطان في البلاد.
وكالة الأناضول