شغال حمار!!!

في الغربة.. مواقف لا تنسى..
(1)
متعود دائما ينفض أضانو بيدو زي الراكة فيها ناموسة.. ممكن في الدقيقة مرتين.. عاااادة عندو
جا السعودية جديد ليهو يومين بس.. العصر لبس عراقيهو وسروالو وسديري أسود.. مرق قال يشوف البلد.. وصيتو ما يمشي بعيد يقوم يضهب.. .
اتصل بي تلفون “يا زول الحقني أنا ورطت ورطة ما يعلم بها علا الله”..
مشيت لقيتو في دلالة العربيات.. عاصرنو السعوديين في ركين في مكتب..
(يا زول مالك؟)
” “يا زول أسكت جنس ورطة هي.. وقفت اتفرج في الدلالة بيدللو في عربية.. جيت لقيتها وصلت 99 ألف ريال.. وقفت اتفرج الدلال يكورك مين يزود؟ مين يزود؟.. متل ماك عارفيني نفضت أضاني بإيدي.. الدلال قبل علي وقعد يكورك في المكرفون.. السوداني السوداني.. مئة ألف.. قايلني زودت عليها.. حراج واحد حراج اتنين حراج تلاتة وفي النهاية وقعت لي.. واتلمو فيني.. مبروك مبروك مبروك.. وحسي داير أشرح لهم.. إني نفضت أضاني ساكت ما عشان داير ازوّد في السعر.. ما دايرين يفهمو نضمي”.
وطار من نفض الإضان حتى لو عشعشت فيها قبيلة من الناموس.. قال مخاطبا أضانو وهو يحاول أي يقاوم عادة نفض الأضان : “نغمشي كدي للسنة الجاية شوفي البينفضك منو؟ مش إن نغمشتي، إن اتقطعتي ووقعتي في بطن الواطا دي مافي زول بجيب خبرك”.. ثم قال لي : “يا زول عليك أمان الله تاني أضاني إن ركت فيها طيارة ما بنفضها”!!
(2)
أما هذا العامل الهندي.. أب لخمسة بنات.. ومن عادة الهنود البتدفع المهر العروس ما العريس.. عشان كدي الأبو لازم يجتهد ويوفر المهر بأي صورة.. كنت دائما اتونس معاهو.. تخفيفا عن غربتو.. وغربتي برضو.. فيبثني حنينه للوطن.. وأشواقه.. ويقول لي لو ما الظروف اصلو ما بتغرّب.. كنت هناك مبسوط شديد.. ولاحظت انو كل ما يهنِّق حمار يقيف يسمع باهتمام.. أو يشوف حمار يقيف يعاين ليهو باعجاب ويقول لي “حمار دا.. مية مية”
قلت ليهو “انت كنت شغال شنو في الهند؟”
قال لي وهو يبتسم مفتخرا (كنت في الهند سواق كبير)
قلت ليهو “سواق نقل عام.. يعني تريلا؟”
(لا)
” كان كدي، سواق باص؟”
(لا)
“كان كدي من دنيقيسك دا.. كنت سواق حافلة أو هايص”
“لا.. كنت سواق ركشة”
“ما شاء الله.. .. سواق موتر ركشة يعني؟”
.. وهو يقصد ركشة في شكل حنطور “لا ما ركشة بموتر.. ركشة بحمار..”
” يعني كان عندك حمار؟”
“ايوا لكن بعدين.. حمار بعتو.. اشتغلت أنا حمار.. الزول يركب وأنا أكر الركشة.. عشان مصاريف الحمار كتيرة.. لكن حكومة إنديا سيّم سيّم كفيل، كل سنة بدفع خمسة وعشرين روبية تجديد رخصة حمار.. مافي حمار.. أنا حمار”..
وزال عني الاستغراب في ايديهو الملويات لي ورا.. وكنت طول الوقت اسال نفسي يا ربي الزول دا القلب ليهو ايدهو لي ورا شنو؟؟.. بعد هذا الحوار المجدي.. تيقنّت أن قلب اليدين نتيجة لجر الركشة ومديها قفاهو وهو جاري!!
[/JUSTIFY]الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي