استشارات و فتاوي

“الحوار المفخخ” قد يؤدي إلى انهيار العلاقة الزوجية.. فما هو؟


تحدث الدكتور عمرو الورداني اليوم، أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية، عن كيفية الإدارة الرشيدة للحياة الزوجية كما هو اعتاد، وكان موضوع اليوم في البث المباشر للصفحة الرسمية للدار على فيسبوك، هو ظاهرة تفخيخ الحوار.

ذكر الورداني في بداية حديثه أهمية الحوار قائلًا إنه أساس الحياة الزوجية، وترك الحوار يفسد كل محاولة لإصلاح أو تطوير البيت، وقال الورداني ان القاسم المشترك بين كل المشكلات الزوجية هو فقد الحوار.

وأوضح أنه في أحيان كثيرة يتم استخدام الحوار في تفخيخ العلاقة الزوجية وتفجيرها، فعندما يكون الزوج أو الزوجة لديه رسالة يريد ايصالها إلى شريك الحياة فيحاول أن يجعلها في شكل “مبطن” ويستدرج شريك الحياة في الحديث، لأنه يرى أن شريكه لن يكون صريحًا. ويضيف الورداني أن بقدر مسافة الاستدراج بين الزوجين في الحوار تكون مسافة البعد في العلاقة بين الزوج والزوجة “فكل ما كان المكر زيادة والفخ أكبر والاستدراج أكثر حرفية يكون البعد عن شريك الحياة”.

ويذكر الورداني سبب ذلك قائلًا ان الفخ إذا اكتشف في بداية الحوار يُشعر الطرف الآخر أنه ليس في حالة آمان، وهذا أمر مزعج للنساء أكثر من الرجال، لأن اللغة الأساسية للمرأة هي الأمان، مضيفًا أن الطرف الآخر إذا اكتشف في نهاية الحوار بعد الوقوع في الفخ، يشعر بأنه يغدر به وأن الذي يهم شريكه الوصول لصدق فكرته أو شكه أهم عنده من شريك حياته، ويؤكد الورداني أنه حتى في حال نجاته من الفخ فإن الأثر السلبي ذاته سيحدث.

“ولجوء احد الأطراف إلى الحوار المفخخ يوقع الفرد في سوء الظن وفي أن يكونوا عونًا للشيطان على أزواجهن أو زوجاتهم” يقول الورداني مشيرًا إلى أن الحوار المفخخ يؤدي إلى عدة آثار سلبية منها كراهية الحوار وعدم الثقة فيه “وبعد كدا نسأل ليه الطرف الآخر لا يتحاور”، ويتحول الحوار إلى آلة صراع رغم كونه آداة للتفاهم. والأثر الأكثر خطوة، حسب الورداني، هو زيادة المسافات بعدًا بين الزوجين وتتعقد لدرجة قد لا يمكن معها الوصول إلى حل أو إمكانية حدوث حوار ايجابي بينهم.

أما كيف نتخلص من هذا “الحوار المفخخ” يقول الورداني ان على من يفعله استخدام الحوار البسيط والكلمات البسيطة المباشرة في السؤال بدلًا منه، خاصة في الأمور التي قد تكون حساسة، وترك الرغبة في الحكم على شريك الحياة إلى رغبة في إدارة الحياة.

وينصح الورداني الطرفين قائلًا أن المكر على الأزواج أو الزوجات ليس من الذكاء الأسري بل هو نوع من أنواع الرعونة.