رأي ومقالات

ود نمر: التمشدق بتسليم البشير للجنائية يستدعي غضبة الجيش وهبة الإسلاميين

? حينما يتطاول السفهاء على العقلاء ظنا منهم أنهم قد أصبحوا أهل الرأي والمشورة، وحينما تتعملق الاقزام ويتقزم العمالقة، وحينما يسكت أهل الحق فيظن أهل الباطل أنهم على حق، وحينما تسود النطيحة والمتردية والمنخنقة والموقوذة في أرض ما، يظن الرعاع والغوغاء أنهم قد أصبحوا أهل الحل والعقد، وقادة الفكر والرأي، ودهاقنة السياسة والكياسة، فيعيثون في الأرض الفساد، ويظلمون العباد، ويدمرون البلاد.
? وقد تطاول ربائب اليسار والعلمانيون واللادينيون وأزيالهم من القحطيين التابعين من غير أولى الفهم والرأي في البلاد في هذه الفترة الإنتقالية ظنا منهم أنهم قد ملكوا مفاتيح البلاد، واستعبدوا العباد، فصاروا يقررون في أمر شعب السودان دون أي وازع أخلاقي، تارة بإباحة المنكرات من الأمور التي ما عهدها شعب السودان طوال تاريخه العريق، وتارة بالقرارات الهوجاء التي تصادم نواميس الكون، وتمس عقيدة وأخلاق المجتمع السوداني المحافظ على دينه، والمعتد بعزته وكرامته، وتارة أخرى باستفزاز ثلة معتبرة من أبناءه تتمثل في قوات الشعب المسلحة وجموع الإسلاميين بالبلاد بالتمشدق نهارا جهارا بأنهم قد أجمعوا على تسليم أسد افريقيا وناصر الجيش ومطبق الشريعة الإسلامية بالسودان إلى المحكمة الجنائية اذا لم تتم إدانته بمحاكم البلاد. الأمر الذي يعتبر سابقة خنوع وذل وتشكيك في القضاء السوداني لم يعهدها السودان إلا في عهد القحط والهوان.
? ومن هنا، نقول لربائب اليسار وأذنابهم الفرحين بما أتاهم الله من الملك بعد أن استغفلوا أهل الثورة السودانية، وقرفصوا على ظهورهم لينفذوا مخططاتهم الخبيثة، ويفرضوا فكرهم الإلحادي البائد البائس، نقول لهم، متى صحوتم من سكرتكم بحانات الفسق والمجون في بلاد تموت من البرد حيتانها؟ ومتى تركتم أحضان عاهرات الغرب وبغايا مدن الدمار والضياع لتأتوا وتتحكموا في أخوان حرائر السودان، وحفيدات خولة بنت الأزور؟ ومتى فارقتم رفاق الكأس والسمار والخمار في حان الغرام حينما كنتم ترون في النور أشباح الظلام؟ وقدمتم إلى بلاد الطهر والنقاء لتقرروا في شأن أصحاب الأيادي المتوضأة والجباه الساجدة لربها لتذيقوهم ألوان الذل والهوان بدفع ومؤازرة تابعيكم الأوفياء من القحطيين المغيبين عن الوعي والإدراك.
? فلتعلموا يقينا أيها الجهلاء بتاريخ السودان وجيشه العملاق، إن الجيش السوداني هو أسد عرين البلاد، ودرعها الواقي، وحامي حماها، والحارس المهاب لعزتها وكرامتها ولن يجرؤ أي متنطع صفيق على المساس بشرفه والتطاول على أبناءه بتقديمهم قرابينا لكفار الغرب طمعا في فتات خبز أو رشفة خمر تحط من كرامة بلاد لطالما اشتهرت بعزتها واباءها للضيم فكانت مقبرة لأعتى الكفرة الفجرة في شيكان والجزيرة أبا والميل اربعين وسائر البلاد طولا وعرضا.
? ولا تظنن أيها المنتشون أن الإسلاميين قد وهنوا ونسوا مصطلحي (الجهاد والاستشهاد) وركنوا للقعاد والرقاد … لا والله ما نسوا … فما زالت قلوبهم نابضة، وجباههم ساجدة، وعقيدتهم متقدة، وسيوفهم مشرعة، وفيهم شباب والله مكتهلون في شبابهم، غضيضة عن الشر أعينهم، بطيئة إلى الباطل أرجلهم، قد وصلوا كلال ليلهم بنهارهم صلاة وقياما وتسيبحا، حتى إذا رأوا رماح العدو قد أشرعت، استهانوا بوعيد الكتيبة لوعيد الله، ووثبوا وثبة رجل واحد دفاعا عن دينهم وعزتهم وكرامة بلادهم ونصرة إخوانهم وشعارهم (إما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا).
? وخلاصة القول، موجه إلى قوات الشعب المسلحة وجموع الإسلاميين بالسودان، لا كنتم … ولا عشتم إن خلص اليساريون واشياعهم إلى أحد أبنائكم الخلص وسلموه قربانا لكؤوس الخمر المعتقة في دنان الغرب الملحد وأنتم تنظرون. ولا طابت لكم حياة وكرامتكم مستباحة، وعروضكم مشاعة.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
ولا نامت أعين الجبناء

✏ بقلم ( ود نمر)

الجمعة ٨ نوفمبر ٢٠١٩م