الطيب مصطفى

بربكم هل هي مشكلة وزير التعليم أو الصحة أم مشكلة رئيسهم؟!


] قبل ان نفيق من (الخبطة) المدمرة التي هوى بها وزير المالية على رأس اقتصادنا المنهار، فاصابه بالدوار وفعل به وبالجنيه السوداني المعتل الافاعيل، يفجعنا وزير التربية بتصريح كارثي لا يقل تدميراً وتأثيراً على قطاع التعليم وما ادراك ما قطاع التعليم، الذي تولى امره ذلك الشيوعي في غفلة من الزمان، ثم قبل ذلك او بعده بساعات يصدر كلام غريب ومسيء وغبي من مدير المناهج التعليمية المدعو القراي ــ وما هو بقراي انما مجرد جهلول تابع لمدعي النبوة المرتد محمود محمد طه ــ حول اعتزامه الفتك بالقرآن الكريم في المناهج التعليمية!!
] قبلها بقليل يمسك وزير الصحة بمعوله ليحطم صادر الماشية ويجرد الخزانة الخاوية من عدة مليارات من الدولارات كانت كفيلة بتصحيح معظم عجز ميزان المدفوعات، هذا إذا تناسينا تصريحات وزير العدل المغرم بالذود عن حمى الثقافة والارث الوطني التليد المتمثل في المريسة التي عجز حتى حفظة القرآن عن مقاومة (سحرها) او كما قال وزير العدل العلماني!
] لا اريد ان اواصل لاحكي لكم بقية (الجلايط) التي صدرت على السنة وزراء وكبراء بني قحتان الذين اصيبوا فجأة بداء غريب اسمه (عدم التوفيق) الذي يسلب المرء الرشد في القول والعمل. ولذلك فاني اكاد اجزم بأنهم يسعون او قل تسعى حكومتهم ــ جراء خرمجتهم ــ الى حتفها بظلفها!
] لا ادري اي لعنة تلك التي اصابت السنة وزراء قحت فجعلتها تهذي بغير الطيب من القول في كل ما يصدر عنها من حديث؟!
] وزير التربية كغيره من وزراء قحت الذين لم تسعفهم مؤهلاتهم الاكاديمية واعمارهم المديدة في تبصر ابعاد احاديثهم، ادلى بحديثه الحقود ليهيل التراب على الشهادة السودانية وليشكك في مؤهلات كل ابناء السودان العاملين بالخارج بل في كل شهادات الشعب السوداني داخل البلاد وعلى مستوى العالم اجمع!
] ما الذي يجعل هذا الرجل يهرف بهذا القول الغريب المريب، ويقولها بدون ان يطرف له جفن ان الشهادات التي صدرت طوال سنوات الانقاذ الثلاثين غير حقيقية وتم التلاعب بها (وكانت تطبخ بليل) غير الحقد الشيوعي الاعمى الذي يفقد المرء العقل والمنطق والتصرف؟!
] انه الحقد الذي يتربى عليه الشيوعيون من خلال نظرية رجعية وميكافيلية بائسة تعتبر (الصراع) اكبر واهم ادوات التغيير، ولذلك لا غرو ان يخوضوا صراعهم مع رفاقهم في قحت ومن داخل كيانهم المضطرب ومع انفسهم التي بين جنوبهم!
] بربكم، كم من وزراء قحت الحاليين نالوا شهاداتهم الجامعية خلال السنوات التي حكم ذلك الوزير الشيوعي بأن شهاداتها متلاعب بها، وكم منهم قبل وتخصص في الجامعات الامريكية والاوروبية التي لا اشك انها اخضعت تلك الشهادات للدراسة والتدقيق قبل ان تقبلهم؟ كم من الاطباء السودانيين العاملين في السعودية ودول الخليج الاخرى وفي اوروبا عملوا او درسوا بتلك الشهادات التي حكم عليها ذلك الوزير بالاعدام؟! اعلم عدداً كبيراً من الاطباء الذين درسوا في الجامعات التي انشأتها الانقاذ في عواصم الولايات البعيدة يعملون في السعودية ويتخصصون في بريطانيا، ولم يشكك احد في شهاداتهم التي اساء اليها ذلك الوزير بما يمكن ان يقنع تلك الدول بأن اولئك الاطباء والمهندسين ليسوا جديرين بالوظائف التي اسندت اليهم!
] حق لمدير امتحانات السودان الاستاذ مختار محمد مختار أن يدافع عن شرفه وشرف الشهادة السودانية العريقة وشرف اولئك الافذاذ من رجالات العلم والمعرفة الذين استخف بهم ذلك المغرور الجهول، وان يستقيل او يتوقف عن العمل احتجاجاً ورفضاً للاساءة، كما حق لنقابة التعليم ان تطالب باقالة هذا الوزير غير المسؤول، وكذلك الحال بالنسبة لكل المعلمين الذين ظلوا يسهرون الاسابيع والشهور الطوال لاستصدار الشهادة الثانوية السودانية التي يتدافع غير السودانيين بالآلاف من مصر والاردن وشتى البلاد العربية ليجلسوا لها، ولم يشكك احد منهم في اي يوم من الايام في سلامتها وانضباطها المهني.
] قبل نحو اسبوعين كتبت مقالاً بعنوان: (يا حمدوك: قل لي بالله عليك متى تغضب)؟! وكنت في ذلك المقال اتساءل عن ردة فعل رئيس الوزراء حمدوك على ذلك الخطأ الكارثي الذي ارتكبه وزير الصحة الذي تسبب تصريحه حول حمى الوادي المتصدع في اذى بالغ لموازنة الدولة المنهكة؟
] دهشت انه لم يفعل شيئاً لمعاقبة ذلك الوزير، بل منحه مزيداً من التفويض الذي تغول به على الحكم الاتحادي، بالرغم من ان عدداً من الجهات المختصة طالبت بإقالته!
] الآن أكرر السؤال لحمدوك الذي أخشى أن يرقي الوزير على فعلته الشنعاء كما فعل مع وزير الصحة؟!
اقول لحمدوك الذي اهتزت صورته كثيراً امامي ــ كاداري وتنفيذي ــ إن وزراءك وخدمتك المدنية ستظل هكذا بلا رقيب ولا حسيب، طالما انك تديرها بهذا التساهل وهذا الضعف الذي يجعل الجميع يفعلون ما يحلو لهم ويهرفون بما لا يعرفون، رغم صدور قرار يلزمهم بلجم ألسنتهم التي لا تحسن أن تقول خيراً!

الطيب مصطفي
زفرات حرة
الانتباهة


تعليق واحد