مَن أنتم ؟!
* نسعى بكل ما اوتينا من جهد لمساعدة الحكومة بتقديم النصح والنقد عن محبة واشفاق للخروج من الازمات والسير في الطريق الصحيح، ولكنها لا تريد ان تستمع إلا لأصوات التصفيق والهتافات والعواطف التي لن تفعل لها شيئا سوى اغلاق عينيها عن رؤية الطريق الصحيح وجرها الى الهاوية، حينها ستكتشف مَن كان معها ومَن ضدها، ولكن بعد فوات الأوان !
* اتعجب من حديث حمدوك عن انفتاحه نحو الاعلام، ولا أدرى عن أي انفتاح يتحدث مع العزلة الكبيرة التي يعيشها هو وحكومته، إلا إذا كان الانفتاح الذى يتحدث عنه هو الذى يجعله يسمع صوته فقط !
* يقول الأستاذ (هاشم آدم): جاء في بعض الاحاديث التي يرددها كثيرون وينسبونها لأنفسهم بدون ذكر مصدرها (بوابة اليمن)، انه تم القبض على المناضل تشي جيفارا في مخبئه، وانتهت أسطورة كفاحه بوشاية من راعي أغنام، وحين سئل الراعي: لماذا وشيت برجل قضى حياته في الدفاع عنكم وعن حقوقكم، أجاب الراعي: كانت حروبه مع الجنود تروّع أغنامي!
* وجاء في نفس المصدر، أنه بعد القبض على (محمد كريم) الذى قاوم الحملة الفرنسية بقيادة نابليون على مصر ببسالة، تم الحكم عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت، إلا أن نابليون أرسل إليه وأحضره وقال له: يعز عليّ أن أعدم رجلاً دافع عن بلاده ببسالتك، ولا أريد أن يذكرني التاريخ بأنني أعدم أبطالاً يدافعون عن أوطانهم، ولذلك سأعفو عنك مقابل عشرة آلاف قطعة من الذهب تعويضاً عن جنودي الذين قتلوا.. فقال له محمد كريم: ليس معي ما يكفي من المال، ولكن أدين للتجار بأكثر من مائة ألف قطعة من الذهب، فقال له نابليون سأسمح لك بمهلة لتحصيل أموالك.
* ذهب كريم إلى السوق وهو مكبل في أغلاله ومحاط بجنود المحتل الفرنسي، يحدوه الأمل في الذين ضحى من اجلهم من ابناء وطنه، وظل يتردد عليهم ويناشدهم دون أن يستجيب شخص واحد له، بل اتهمه البعض بانه كان سبباً في دمار الإسكندرية وتدهور الأحوال الاقتصادية، فعاد إلى نابليون خالي الوفاض وعليه غلالة من الإحباط والأسى، فقال له نابليون: ليس أمامي إلا أن أعدمك،
ليس لأنك قاومتنا وقتلت جنودنا فحسب، ولكن لأنك دفعت حياتك الغالية مقابل أناس جبناء تشغلهم تجارتهم عن حرية الأوطان!
* يضيف (هاشم): يقول المفكر الإسلامي المستنير محمد رشيد رضا:
(الثائر لأجل مجتمع جاهل هو شخص أضرم النيران بجسده كي يضيء الطريق لشخص لا يستحق)، لذلك لا تتوقعوا الكثير من أي تغيير يطرأ على القشور، ولا يغوص في عمق المجتمع ليغير نفوس الناس وطريقة تفكيرهم ومستوى وعيهم وأسلوب حياتهم وسلوكهم اليومي تجاه بعضهم البعض. (الثورات التي لا تحرسها الضمائر الإنسانية والعقول المستنيرة يسرقها الجهل والارتزاق والخونة).
* وتقول الأستاذة (وفاء عزالدين): صدر قبل ايام التصنيف العالمي للجامعات وكالعادة سيطرت الجامعات الأميركية علي المراتب الاربع الاولي، وكان معهد (ام اي تي) في المرتبة الاولي ثم ستانفورد وهارفارد ومعهد كاليفورنيا، وجات كامبريدج واكسفورد البريطانيتان في المرتبتين الخامسة والسادسة.
* بالنسبة للجامعات الافريقية، فقد كانت النتيجة مخجلة جداً حيث ان 18 جامعة فقط دخلت ضمن افضل 1000 جامعة من خمس دول فقط هي جنوب افريقيا 9 جامعات ومصر 5 جامعات والمغرب جامعة واحدة وغانا جامعة واحدة، وكينيا جامعة وأوغندا جامعة، اما السودان فصفر كبير رغم افتتاح اكثر من 120 “حوش سميت مجازا جامعات” حكومية وخاصة، وتعريب للمناهج واسلمة للنشاطات وعدم اهتمام بالبحوث والمباني والأساتذة.
* هذه هي مخرجات ثورة التعليم العالي، بينما جيراننا في الشمال رغم قلة مواردهم واستهزئنا بتعليمهم يتميزون عنا، وكذلك جيراننا السابقون كينيا و أوغندا. والله انه لعار كبير ان تأتي جامعة قطر في الدرجة 349 وجامعة قابوس في الدرجة 451 بينما تنزوي جامعة الخرطوم في غياهب النسيان!
* السعودية التي كانت حتي الخمسينات والستينات لا تمتلك حتي معهدا لديها أكثر من سبع جامعات ضمن التصنيف ونحن ما زلنا في ادعاءات الاستهداف والحصار. جزيرة سنغافورة التي توازي مساحة محلية شرق النيل جاءت جامعتها في المرتبة الحادية عشرة!
* المضحك المبكي إن مستوى طلبتنا أصبح يحرق الدم. ونحن مازلنا نُخرجهم بالآلاف كل عام، وننتظر منهم ان يصلحوا حال البلد، ورغم هذ التردي المريع الا اننا ما زلنا في ادعائنا للثقافة والفكر، و(نِحنا ونِحنا)!
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة
مقال راق.
وانت خريج اكسفورد يعني ما انت خريجي عهد الانقاذ فليه تخرجت مبهدل وما بتعرف تكتب