حمدوك .. ما جرى في واشنطن
حطت طائرة رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك ووفده الذي رافقه في رحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتي استمرت لـ(6) أيام، مطار الخرطوم في ساعات متأخرة من يوم أمس قبيل غروب الشمس بدقائق، ورافق حمدوك في زيارته للولايات المتحدة، وزير الدفاع، مدير المخابرات العامة، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، وزيرة الشباب والرياضة التي تخلفت في العودة مع الوفد.
وفور وصوله عقد حمدوك مؤتمراً صحفياً بالمطار، بدأ حمدوك بالترحم على أرواح ضحايا حريق مصنع السيراميك، وقال يجب أن نتعامل مع إجراءات السلامة بصورة أفضل وأشمل، وسنستكمل الإجراءات التي بدأت من قبل الحكومة فور وقوع الحادثة.
زيارة واشنطن
وحول الزيارة للولايات المتحدة الأمريكية، قال حمدوك إنها تمحورت حول 3 أهداف تتمثل في النقاش مع الولايات المتحدة حول العلاقات الثنائية، وقال تقدمنا في هذا الملف بترفيع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين بعد انقطاع دام لـ(23) عاماً، أما في مسألة لائحة الإرهاب أكد تقدم الملف فيها بصورة جيدة والتعاون في ذلك الجانب مستمر، بجانب جلوسهم مع المؤسسات المالية الدولية لإعفاء الديون الخارجية التي وصلت (60) مليار دولار، وأكد أن تلك الملفات تمثل مسألة في غاية الأهمية للتقدم في ملفات الفترة الانتقالية، وتابع لمسنا حقيقةً تغيير كبير في النظر للسودان من المجتمع الدولي بذات الزخم الداخلي للثورة، وأكد رغبة الجميع في التعاون مع السودان، وأن العالم استقبل التغيير الذي حدث بصورة إيجابية.
أسر الضحايا
وبشأن شرط التفاوض مع الإدارة الأمريكية قال حمدوك، عندما بدأنا الحوار مع الولايات المتحدة كان هناك 7 شروط للشطب من لائحة الإرهاب، والتي تشمل توسيع التعاون في مكافحة الإرهاب، وتعزيز حماية حقوق الإنسان وممارساتها، بما في ذلك حرية الدين والصحافة، وتحسين وصول المساعدات الإنسانية، ووقف الأعمال العدائية الداخلية، وخلق بيئة أكثر ملاءمة للتقدم في عملية السلام في السودان، واتخاذ خطوات لمعالجة بعض الأعمال الإرهابية البارزة، والالتزام بقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المتعلقة بشأن كوريا الشمالية، والآن تبقى شرط واحد وهو التسوية مع أسر الضحايا، مبيناً أنهم يهدفون من عمل التسوية مع أهل الضحايا الأمريكان الوصول لاتفاق يحصن السودان من أي إجراءات تقاضي مستقبلية وإنهاء الأمر، موضحاً بوجود حكم قضائي تجاه السودان بخصوص تفجيرات السفارات ب 11 مليار دولار، لكنهم نجحوا في تخفيض المبلغ لمئات الملايين ورغم ذلك ما زال التفاوض مستمراً لإنجاز اتفاق يحسم هذه المشكلة، وأكد حمدوك، أن هدفهم يتمثل في الوصول إلى تسوية مع أسر الضحايا لتحسين صورة السودان، بجانب تحصين السودان من أي إجراءات تقاضي مستقبلية، رغم إبلاغهم للحكومة الأمريكية أن السودان نفسه ضحية للإرهاب، وتأتي قضية الضحايا الأمريكان بعد إصابة 15 بحاراً في الهجوم الذي وقع في 12 أكتوبر عام 2000، والذي رفعوا بعده هم وثلاثة من أزواجهم دعوى ضد السودان في 2010 متهمين إياه بتقديم دعم مادي للقاعدة في تنفيذ التفجير، وفي عام 2012 أصدر قاضي اتحادي في واشنطن حكماً غيابياً ضد السودان بتعويضات تبلغ 314.7 مليون دولار، وأمر قاض في نيويورك لاحقاً بنوكاً معينة بتسليم أصول لديها مملوكة للسودان لسداد جزء من التعويضات.
سد النهضة
وأشار حمدوك إلى سعيهم مع الإدارة الأمريكية والبنك الدولي للوصول إلى اتفاق مرضٍ بشأن سد النهضة، وأكد أن سياساتهم الخارجية ستراعي مصلحة السودان أولاً وأخيراً، وحول مشاركة الجنود السودانيين كشف بأن عدد الجنود السودانيين في اليمن تقلص إلى 5 آلاف من 15 ألف جندي في السابق، مبيناً أن لا حل عسكرياً في اليمن وحريصون على مساعدة الإخوة اليمنيين، وان تحل بشكل سياسي، وربما الإشارات الموجودة الآن تدفع المنطقة إلى تصالحات تساعد في تخفيف الحدة في المنطقة.
حاجز الرهبة
ووصف رئيس مجلس أمناء معهد همتي دمتي الأمريكي، الصادق خلف، في تغريدة له على مواقع التواصل الاجتماعي، زيارة السيد رئيس الوزراء لأمريكا بأنها كانت ناجحة في كسر حاجز الرهبة في التعامل مع الملف الأمريكي السوداني وفتح حوار عاقل مع صناع القرار في واشنطن.
اخر لحظة