الحذر يا وزير الأوقـاف
السيد/ وزير الأوقاف،
* أكتب لك هذه الرسالة بوصفي مواطناً من مواليد البراري، هذه القطعة العزيزة من الوطن والتي لعبت دوراً كبيراً في ثورة ديسمبر العظيمة الأمر الذي لا حاجة لنا لذكره في هذه الرسالة فهو معروف للقاصي والداني، ومن ذا الذي لا يعرف أسود البراري وهذه البراري القرية العريقة التي صارت مدينةً يسيل لعاب الكثيرين لارضها وجروفها وميادينها، الأمر الذي كان متاحا في عهود الفساد والفوضى، ويكفي ذلك الطبيب الذي لا علاقة له بالبراري من قريب او بعيد والذي منحه الرئيس المخلوع باريحية الأرض التي كانت سابقاً ميدان الراحل الفنان والحكم الدولي احمد قنديل ليقيم عليها مخازن للسيراميك، والآن صارت بقدرة قادر ابراجاً تشمخ في السماء وتَغير الغرض الذي من أجله اُعطيت قطعة الأرض!
* ويهمنا الآن الإشارة الى إستيلاء احدى الأسر المعروفة على مدرسة إمتداد ناصر الثانوية والتي اسسها الراحل المحسن قرنفلي، حيث وفر له الأهالي الأرض في إمتداد ناصر في القطعة المواجهة لنادي بُري من الناحية الجنوبية، وكان لهذه الأسرة اطماعٌ كثيرة في البراري حيث حاولوا قبل سنوات خلت الإستيلاء على مدرسة بنات البراري الثانوية والتي شيّدها أهالي البراري بجهدهم وعرقهم، ولكن محاولاتها باءت بالفشل الذريع نسبة لوقوف أهل البراري المستميت ودفاعهم عن حقهم في تعليم ابنائهم وبناتهم!
* الآن وبأسلوب غير واضح، استولت هذه الأسرة على مدرسة قرنفلي وحولتها – كما تدَّعي ــــ الى مدرسة وقفية خيرية الأمر الذي يجافي الواقع تماماً حيث لا تملك هذه الأسرة الأرض، ولم تقم بأي جهد في انشاء المباني سوى طلاء الجدران، ومن الغريب حقاً ان اللافتة التي تعلن اسم المدرسة الجديدة موضوعة شرق المدرسة في ارض فضاء هي ملك لأهل البراري، وذلك في رسالة واضحة ان هذه الأسرة لن تكتفي بالمدرسة فحسب، بل تحلم كذلك بالأرض الفضاء الواقعة شرق المدرسة.
* تملأ الاسرة هذه الايام (الميديا) من صحافة وغيرها بالإعلانات المدفوعة الأجر وصور مواكب الطلاب الذين زُج بهم في هذه المعركة الخاسرة، وكل هذا لا يهمنا في قليل او كثير، ولكن ما يهمنا هو الإعتداء على مدارسنا العزيزة علينا، التي لن نتركها لأي كائن من كان لينالها لقمة سائغة فنحن ولا فخر اسود البراري!
* نرجو من السيد/ وزير الأوقاف ــــ وهو شاب من الثوار الذين ظلوا صامدين في القيادة على مرمى حجر من البراري ومن اهلها الذين احتضنوا الثوار بل وشاركوهم النضال اليومي والمعاناة، ولا نحتاج للإشارة الى شهيد البراري (معاوية بشير خليل) الذي قدم روحه فداءً للثورة ــــ نرجو من السيد/ وزير الأوقاف ان يدرس حقائق الواقع، بل ويقوم بزيارة ميدانية الى مدرسة (قرنفلي) والتي تغير اسمها الى مدرسة (السلام) والآن صار لها اسم جديد!
* من جانبنا سنسعى الى مخاطبته بالحقائق الدامغة التي تؤكد محاولات البعض الإستيلاء على المدرسة وعلى الأرض الملحقة بها، ونحن على ثقة من ان الوزير الشاب لن ينطلي عليه هذا التضليل وهذا الافتراء، وبأيدينا الوثائق الكاملة والدامغة التي تؤكد ما ذهبنا اليه وكذلك نحذر هذه الأسرة او غيرها من محاولات الصدام مع أهل البراري لأنهم لن يترددون في الدفاع عن أملاكهم وعن أرضهم.
وبالله التوفيق،،
محمد المهدي بشرى
تعقيب:
أشكر أستاذنا الجليل بروفيسور (محمد المهدي بشرى) القاص والكاتب والاستاذ بجامعة الخرطوم الذى خص هذه الزاوية المتواضعة بموضوع في غاية الاهمية يتعلق بالتعليم والحقوق التاريخية للمواطنين التي كثيراً ما تعرضت للانتهاك على مدى السنوات الطويلة الماضية على يد النظام البائد وأنصاره واتباعه والموالين له، ولقد حان الوقت ليتوقف هذا السلوك الانتهازي الرخيص ويعود الحق لأصحابه، أضم صوتي لصوت بروفيسور (البشرى) بتوجيه الرسالة لوزير الاوقاف للنظر في الموضوع راجياً تحقيق العدالة، كما أفتح الفرصة للأسرة المذكورة للرد إذا شاءت، مع تجديد وافر الشكر لأستاذنا (البشرى)، وهو صاحب المنزل وليس ضيفاً عليه.
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة
ملك لأهالي البراري يعني ورثتوها من ابهاتكم يعني والله شنو ده ملك للدولة واللا أنتو عندكم دولة براكم كلام غريب