رأي ومقالات

محمد عبدالقادر: استقالة عصمت.. المزاد مفتوح!!


بالامس تقدم القيادي بقوى الحرية والتغيير، رئيس الحزب الاتحادي الموحّد محمد عصمت يحيي، باستقالته من لجنة ترشيحات كتلة قوى الإجماع الوطني، إحدى الكتل الرئيسية المؤسسة لتحالف الحرية والتغيير. وحسب (موقع باج نيوز) المتميز فان عصمت الذي يشغل رئيس لجنة الترشيحات بقوى الإجماع الوطني، برر للخطوة بقوله:( إنّ أهم المعايير التي تم التوافق عليها فيما يخص اختيار القيادات العليا لمؤسسات الخدمة المدنية تم التنكر لها وإهمالها رغم أنهم قدموا المقترحات اللازمة والتي تمت إجازتها في أجهزة الحرية والتغيير)، وتابع:( إنه لن يتحمل مسؤوليته أمام الثورة والوطن، وإن المزاد بات مفتوحاً الآن لتعيين قيادات الخدمة المدنية وبطريقة دخيلة على أعرافها وتقاليدها مضيفاً أنه أمر لا يتسق “مع ما ظللنا ولمدى ثلاثة عقود نرفضه ونناهضه”). هذا بالطبع موقف يحمد لمحمد عصمت يحي الذي لا يمكن ان يزايد احد علي ثوريته واستقامته، ظلت قناعتي بمبدئية الرجل راسخة اذ لمست فيه سماحة الاتحاديين (ونقاء السودانيين) و(صدق الثوار)، معتدل ومهموم بقضايا الوطن . مهذب وواضح في رؤيته ومواقفه السياسية. قراءة مؤشرات الاستقالة تتجاوز شخص محمد عصمت يحي ، وتنفذ بنا الي الانموذج الذي قدمه الرجل وهو يقدم درسا للذين ظنوا ان التغيير مجرد موجة احلال وابدال لا تحفل بالمؤهل ولا تراعي الكفاءة ومعالجة الازمات التي خرج من اجلها الشعب وقدم في سبيلها المهج والارواح، احسن محمد عصمت صنعا وهو يؤكد ان القضية اكبر من وظائف وتمكين يضع الثوري زيدا مكان (عبيد) الموسوم بانتمائه للفلول، بعيدا عن تامل تجربة ثار عليها الناس واورثت بلادنا الفشل واضعفت الخدمة المدنية .علي ايام تشكيل الحكومة اعترف القيادي اللامع الدكتور عمر الدقير، بأن قوى الحرية والتغيير التي ينتمي إليها مارست المحاصصة في اختيارها لممثليها في مجلس السيادة، التصريح اكتسب قيمته الأخلاقية من ندرة المواقف المعبرة عن أعمال النقد الذاتي في ممارستنا السياسية وأخذ أهميته المعيارية من وضعية الدقير كـ(شاهد من أهلها)، كان بإمكانه الصمت عن ما حدث لكنه آثر أن يواجه الشعب بالحقائق عارية من التذويق والتجمل وادعاء المثالية.بالامس حملت الانباء كذلك ان ياسر عرمان نائب رئيس قطاع الشمال نصح الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء بضرورة أن تعكس الوظائف العامة والعليا في الدولة تركيبة المجتمع السوداني وألا تكون حكرا على مجموعات محددة .استقالة محمد عصمت يحي وحديث الدقير وتحذيرات عرمان لحمدوك تطورات تجعلنا ننبه قوى الحرية والتغيير الي اهمية تصحيح مسار الثورة والخروج من نفق المحاصصات والمجاملات في التعيين للمواقع ، فمازالت الخدمة المدنية تعاني من مضاعفات خطيرة اوجدتها الممارسات ذات الصلة بالمجاملات والمحاصصات وهذا عين ما كانت تنتقده المعارضة فلماذا تفعله اليوم. نتخوف من أن تمضي بنا المحاصصة والمزاد المفتوح في التعيينات علي حسب قول الاستاذ محمد عصمت الي تكرار الفشل وتعميق مضاعفات الخدمة المدنية التي مازالت تعاني من اسناد الامر الي غير اهله، هذا ما لم نتوقعه بعد التغيير.

محمد عبدالقادر

صحيفة اليوم التالي