البشير: أنا ضابط رفيع بالقوات المسلحة لا أستجدي أحدا، ولا أطلب التخفيف حتى لو كان الحكم بالإعدام

والله ما قلت إلا الحق يا الطاهر حسن التوم في وقت يخشى الناس فيه من قول الحق حتى وإن كان لا مراء فيه خوفاً من جماعة القحط والجفاف الذين يصفون كل من خالفهم الرأي بأنه كوز ونفعي وغيرها من الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة.. الحق يا ود التوم قوله صعب في هذه الأيام التي تَزَعَّمَ فيها الشيوعيون المشهد السياسي وأتباعهم من الجمهوريين والبعثيين والناصريين ومن لف لفهم وهؤلاء غير الحقد والكذب والافتراء وتضخيم الاشياء ما عندهم شيء وقريباً جداً سيعرف الشعب السوداني وبالذات الشباب حقيقة هؤلاء المارقين الذين ما جاءوا إلا لهدم الدين الذي يبغضونه منذ المراحل الدراسية – الثانوية والجامعية.
يا ود التوم كلامك صحيح في البشير أسد أفريقيا .. هذا الرجل التقي النقي ود البلد العفيف النظيف الذي يقيم الليل بثلاثة أجزاء من القرآن الكريم .. ونحسبه تقياً ومتديناً، ولا نزكي على الله أحداً.. والبشير بأعتراف كثير من الناس هو أقرب إلى قلوب ومزاج السودانيين من السياسيين الكاذبين محترفي الفهلوة والوعود الكاذبة حتى قيل أيام المفاصلة الشهيرة بين الإسلاميين أنه إذا جرت انتخابات وترشح فيها الترابي رحمه الله والصادق المهدي والبشير لأختار الناس البشير لثقتهم فيه ومعرفتهم بإخلاصه وتواضعه وتدينه وقربه من عامة الناس.
ثم ثانياً ليعلم السودانيين كافة أن البشير قد أقام عليهم الحجة لأنه عندما استلم الحكم لم يقل أنه جاء لتطبيق العلمانية أو الشيوعية أو أي أيدلوجية أخرى وأنما قال بالصوت العالي أنه وصحبه من الإسلاميين جاء لحماية الشريعة وتطبيقها والمحافظة عليها من مخططات الشيوعيين المطالبة بإلغائها خاصة وأنهم كانوا قاب قوسين أو أدنى من الإطاحة بحكومة الصادق المهدي الضعيفة وإلغاء الشريعة.
فالبشير بسعيه للمحافظة على الشريعة الإسلامية التي أعلنها نميري رحمه الله إنما أقام الحجة على السودانيين جميعاً وذلك بوجوب نصرته والوقوف معه على تطبيق الشريعة الإسلامية وعدم محاربته وإن أخطأ في التطبيق فالواجب نصيحته وتبيين التطبيق الصحيح وعدم محاربته إطلاقاً .. ولكن هل كان أعداء الدين لديهم فهم من هذا وإنما حاربوه بمجرد ما علموا حقيقة هوية حكومته وما زالوا يحرضون عليه الغرب وأعداء الاسلام حتى أسقطوا حكومته.. والآن يتباهون بذلك ولكنهم لا يعلمون أن هذا سيكون عليهم وزراً يوم القيامة والله سائلهم عنه.
ونعود لمقال الطاهر حسن التوم ونقول له ما قلت إلا الحق وأن كلمات البشير في المحكمة التي طلبت منه طلب تخفيف الحكم: (أنا ضابط رفيع في القوات المسلحة لا أستجدي أحداً، ولا أطلب التخفيف حتى لو كان الحكم بالإعدام) ستبقى مجلجلة عبر التاريخ وتظهر شجاعة هذا الضرغام الهمام.