استشارات و فتاوي

تعرف على حكم الكلام في الصلاة وقول “بلى” ردًا على {أليس الله بأحكم الحاكمين}


حول الرأي الشرعي في كلام المصلي أثناء الصلاة سواء بالذكر أو غيره، أوضح فضيلة الشيخ عطية صقر – رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف الأسبق – رحمه الله- في إحدى فتاواه أن ذكر الله في الصلاة لا تبطل به إذا قصد الذكر، لأن الصلاة كلها محل لذكر الله تعالى.

وردًا على السؤال: يحدث أن يقول المأموم “استعنت بالله” عندما يقرأ الإمام {إياك نعبد وإياك نستعين} فهل هذا جائز؟ ويحدث أن يقرأ الإمام سورة التين وفى آخرها {أليس الله بأحكم الحاكمين} فيقول بعض المأمومين “بلى” فهل هذا يبطل الصلاة؟”- استشهد صقر بما روى الترمذي عن أبي هريرة رضى الله عنه قال “من قرأ سورة التين والزيتون فقرأ “أليس اللَّه بأحكم الحاكمين” فليقل: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين. وكان علي وابن عباس يفعلان ذلك.

وأضاف فضيلة الشيخ الراحل: هذا في خارج الصلاة، أما فيها فقد اتفق الفقهاء على أن ذكر الله فى الصلاة لا تبطل به إذا قصد الذكر، لأن الصلاة كلها محل لذكر الله، ومَثلَ الأحناف لذلك بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره، وقول “جل جلاله” عند ذكر اسم اللَّه، وقول “صدق اللَّه العظيم” عند فراغ القارئ من القراءة. ومثله ما لو أخبر بخبر سيئ وهو فى الصلاة فقال “لا حول ولا قوة إلا بالله” ما دام يقصد مجرد الذكر والدعاء، وكذلك قال بقية الفقهاء، وجاء فى أمثلة الشافعية قول المأموم: استعنا باللَّه، عند قراءة الإمام {إياك نعبد وإياك نستعين} ما دام يقصد الدعاء.

وأشار صقر، في فتواه الواردة بالمكتبة الشاملة الحديثة لدار الإفتاء المصرية، إلى أن قول المأموم “بلى” عند قول الإمام “أليس اللَّه بأحكم الحاكمين” لا يبطل الصلاة، وكلمة “بلى” تفيد الإثبات بعد النفى، وهي هنا إثبات أن اللَّه أحكم الحاكمين.

ولفت فضيلة العالم الأزهري الراحل إلى قول الحنفية: إذا تكلم المصلي بتسبيح أو تهليل أو أثنى على اللَّه تعالى عند ذكره، كأن قال: جل جلاله، أو صلى على النبى صلى الله عليه وسلم عند ذكره، أو قال صدق اللَّه العظيم عند فراغ القارئ من القراءة أو قال مثل قول المؤذن ونحو ذلك، فإن قصد به الجواب على أمر من الأمور بطلت صلاته، أما إذا قصد مجرد الثناء والذكر أو التلاوة فإن صلاته لا تبطل.

مصراوي