منوعات

العلم والنشيد الوطني يظللان أول ذكرى لاستقلال السودان بعد الثورة

احتفى السودانيون بأغانيهم الوطنية في عشية الذكرى الـ64 لاستقلال البلاد عن الحكم البريطاني، وهم يحتفلون برأس السنة الميلادية في الساحات العامة والمسارح، وظلل العلم السوداني أول احتفال للاستقلال بعد الثورة.

وفي ساحة الحرية جنوب وسط الخرطوم، ردد الآلاف نشيد العلم السوداني بزهو مع دخول الدقائق الأولى للسنة الجديدة.

وعمد الفنانون الذين أحيوا حفلات رأس السنة إلى التغني بالأغاني الوطنية، وردد المحتفلون في عدد من المسارح والقاعات أغنيات وشعارات ثورة ديسمبر/كانون الأول 2018، التي أطاحت بـ30 سنة من حكم عمر البشير.

وطغى الاحتفاء بالعلمين -القديم والجديد- على مظاهر احتفالات هذا العام، محمولين على الأيدي أو منقوشين على خدود الشباب والشابات.

بين علمين
يمثل العلم القديم بألوانه الأزرق والأصفر والأخضر رمزا للاستقلال، بعد أن رفعه إسماعيل الأزهري أول رئيس سوداني منتخب بعد الاستقلال في الأول من يناير/كانون الثاني 1956.

لكن الرئيس الأسبق المشير جعفر نميري اعتمد في مايو/أيار 1970 العلم الحالي بألوانه الأحمر والأسود والأخضر والأبيض، تماشيا مع الاتجاه العام لرموز القومية العربية.

ومنذ عيد الاستقلال العام الماضي الذي جاء بعد 12 يوما من اندلاع الاحتجاجات في 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، تزايد احتفاء السودانيين بأعياد الاستقلال التي كان يطغى عليها سابقا الاحتفال برأس السنة الميلادية.

وكان السودانيون قد أحيوا الذكرى الأولى لثورتهم في 19 ديسمبر/كانون الأول الفائت في مدينة عطبرة التي أشعلت فتيل الاحتجاجات التي أنهت حكم البشير.

ويصادف هذا التاريخ يوم إعلان الاستقلال من داخل البرلمان في 19 ديسمبر/كانون الأول 1955، قبل 12 يوما من إعلان استقلال السودان رسميا.

احتفال القصر
وعشية ذكرى الاستقلال نظمت الحكومة الانتقالية احتفالا رسميا في القصر الرئاسي حضره رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، بمشاركة أعضاء مجلسي السيادة والوزراء وقيادات قوى الحرية والتغيير وأعضاء السلك الدبلوماسي.

وأشار البرهان إلى “تزامن ذكرى الاستقلال بالعيد الأول للثورة الشعبية السلمية المجيدة التي قادت لتغيير مهره شهداء بدمائهم، لنقل السودان لعهد ديمقراطي مدني مستقر يمهد لتأسيس الدولة الحديثة على أسس الحرية والسلام والعدالة”.

واكتفى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بتهنئة السودانيين عبر مقطع فيديو بثه على حسابيه في تويتر وفيسبوك.

وقال حمدوك: “المجد والخلود لشهداء الثورة السودانية. تمر علينا الذكرى الأولى للثورة العظيمة، لنعمل معا لتحقيق شعار الثورة العظيم: حرية سلام وعدالة. كل سنة وأنتم طيبون”.

احتفالات الأحزاب
وفي منزل رافع علم الاستقلال الزعيم إسماعيل الأزهري بأم درمان، نظمت أحزاب الاتحادي الديمقراطي التي شاركت في الثورة احتفالا اليوم الأربعاء بالاستقلال، وسط زخم لافت هذا العام.

وحيا القيادي في قوى الحرية والتغيير رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، السودانيين بمناسبة العام الميلادي الجديد وذكرى الاستقلال، قائلا “ندخل عاما جديدا وشعبنا قد كسر بإرادته الموحدة قيود الاستبداد وأجلى ليل الظلم الطويل”.

وأبدى الدقير في بيان موجه للسودانيين أمله في التصدي بالوعي والإرادة الموحدة للتحديات الكبرى التي ظلت شاخصة في فضاء الوطن منذ استقلاله، وفي مقدمتها إيقاف نزيف الدم وإنجاز السلام العادل الشامل.

وخيمت أحداث العنف القبلي التي شهدتها مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور في اليومين الماضيين على احتفالات الاستقلال، وطالب ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي بوقف الأجواء الاحتفالية حزنا على قتلى الأحداث.

الحرس الجمهوري
ولأول مرة هذا العام يتم تأجيل مراسم تغيير الحرس الجمهوري في قصر الرئاسة المطل على النيل الأزرق في الخرطوم، من الأول من يناير/كانون الثاني إلى اليوم الثالث منه.

ودائما ما كانت هذه المراسم تحظى بمتابعة الأسر صباح أول يوم من السنة الميلادية الجديدة، بالتزامن مع احتفالات الاستقلال، لكن على نحو مفاجئ تم تأجيلها إلى يوم الجمعة القادم.

يشار إلى أن الحرس الجمهوري في السودان من الوحدات العريقة في الجيش والتي تتمتع بانضباط عالٍ وأداء قتالي متميز، وتوكل إلى هذه القوة مراسم طوابير الشرف التي تجرى لاستقبال ملوك ورؤساء الدول الزائرة للسودان، ويضطلع لواء الحرس الجمهوري بحماية الرئيس والأماكن الرئاسية.

وكان لافتا حضور الروح الثورية لدى المحتفلين من الشباب بأعياد الاستقلال ورأس السنة الميلادية، بترديد شعارات الثورة.

وشهدت ساحة الحرية بالخرطوم بُعيد دخول السنة الجديدة، مناوشات بين المحتفلين ورجال الشرطة الذين أطلقوا عددا من قنابل الغاز المدمعة.

المصدر : الجزيرة نت