رأي ومقالات

جامعة افريقيا العالمية ام الدبلوماسية الشعبية !! ..


? لم تكن جامعة افريقيا العالمية مؤسسة تعليمية اعتيادية شانها شان الجامعات والمعاهد العليا والمراكز البحثية التي تنكفئ في تخريج طلاب وطالبات من اجل الدفع بهم الى سوق العمل .. انما اسست الجامعة بمنهجية لم يسبق لها مثيل بمؤسسات التعليم العالي في كافة انحاء المعمورة وجسدت نوع فريد من العلاقات بين الشعوب وتقديم السودان وشعبه .. عاداتهم، تقاليدهم، اعرافهم وثقافاتهم في وقت لم تطل القنوات الفضائية ولا الشبكة العنكبوتية وقبل ان يصبح العالم قرية صغيرة كان السودان حاضرا من خلال الطلاب الوافدين من حوالي ٧٥ دولة منذ ان تاسست في العام ١٩٦٦م باسم “المعهد الاسلامي الافريقي” حيث كان يضم طلابا من مجاهل قارة افريقية من المرحلتين المتوسطة والثانوية ثم تغيير اسمها ليحمل الاسم الشهير “المركز الاسلامي الأفريقي” في العام ١٩٧٧م الى ان واكب مجلس امنائها تطورات ثورة التعليم العالي في السودان ليتم ترفيعها الى “جامعة افريقيا العالمية” في العام ١٩٩١م ..
? لم تحصر جامعة افريقية نفسها في تخصصات علمية بعينها ولكنها ركزت في المقام الاول على نشر اللغة العربية وثقافاتها وعلومها للناطقين بغيرها وشملت تخصصات علمية وحياتية اعانت الطلاب على رفعة وتقدم مجتمعاتهم المحلية في بلدانهم وكان شاهدا على ذلك عدد من الكليات العلمية من طب وصيدلة وتمريض وطب الاسنان
والهندسة في تخصصات الحاسوب والاتصالات والنظم والتحكم وهندسة القدرة الكهربائية اضافة الى الاقتصاد والعلوم الاارية والسياسية والشريعة والقانون والإعلام وعلوم ودراسات الحاسوب ونظم وتقنية المعلومات والتربية والآداب .. بجانب معهد اللغة العربية الذي يعد من اقوى المعاهد في تعليم اللغة العربية للناطقين بها وبغيرها هذا غير كلية العلوم البحتة والتطبيقية وقسم الكيمياء والفيزياء والجيولوجيا والرياضيات والاحياء الدقيقة ..
? في زياراتي المتعددة الى دولة جزر القمر استوقفني العديد من المسنين الذين تجاوزت اعمارهم بين الخمسين والستين وهم يسالونني عن السودان والخرطوم وامدرمان ويذكرون تفاصيل حياتهم التي قضوها ايام دراستهم بالمركز الاسلامي الافريقي .. احدهم يعرف ب”امباي السوداني” سالني عن الفتيحاب مربع ١٥ حيث كان يسكن في العام ١٩٧٢م وذكر لي كل تفاصيل حياته وسط الاسر السودانية التي يكن لهم كل الاحترام والتقدير وهو يعمل حاليا في العاصمة القمرية “موروني” مديرا عاما للتعليم .. وعرفت منه ان فضل الجامعة على جزر القمر يعرفه حتى الاطفال بقريته وذكر لي العديد من الشخصيات بينهم رؤساء حكموا جزر القمر الاربعة ووزراء سابقين وحاليين ومدراء بالخدمة المدنية والتعليم هم من خريجي المركز الاسلامي وجامعة افريقيا العالمية .. وفي لقاء مع السيد/ محمد عبدالوهاب حاكم جزيرة القمر الكبرى “العاصمة القمرية” قال لي ان احدى امانيه تعلم اللغة العربية في جامعة افريقيا العالمية وقد كان له ذلك بعد انقضاء فترة رئاسته لحكومة الجزيرة وحضر طالبا بمعهد اللغة العربية لمدة تجاوزت العام رجع بعدها ممتنا لتحقيق امنيته .. ما شهد عليه شعب جزر القمر شهد عليه كثر التقيتهم في كينيا وتنزانيا وماليزيا واندونيسيا وجزر المالديف بل من امريكا وبريطانيا ودول اوربية وعربية .. ففي حج ١٤٣٦ه التقاني في سوح الحرم المدني الشريف الدكتور/ احمد شمس مدهو من دولة اندونيسيا وهو احد علماء المسجد النبوي وزرف الدموع حين قال لي انا تخرجت من جامعة افريقيا العالمية ولم ولن انسى سنوات دراستي فيها واكن لها وللسودانيين كل الود والتقدير عرفانا مني لما انا فيه من خير ونعم مجاورا للمصطفى عليه افضل الصلاة واتم التسليم ..
? جامعة افريقية منارة علمية حققت للسودان مكاسب واضحة كالشمس في رابعة النهار وجلبت له الاحترام من الدارسين الذين يحتفظون بكل ماهو جميل للشعب السوداني في دولهم ومجتمعاتهم المحلية علما بانها جهد عربي واسلامي جمع بين الاصالة والمعاصرة والحداثة .. ومن هذا المقام اناشد الفريق اول ركن/ عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة ان يكون حلقة وصل مع قومه لتصحيح مفاهيم خاطئة عن الجامعة لا تعود على سمعة البلاد بالخير خاصة ان للجامعة امتدادات من الدبلوماسية الشعبية في اكثر من مائة دولة بمختلف انحاء العالم يحملون السودان في حدقات عيونهم ويمثلون بذلك سفارات تقوم بما لم تستطع وزارة الخارجية القيام به ففي كثير من الاحيان شاهدت استعانة السفراء المعتمدين بالخارج بخريجي الجامعة في الاتصال الافقي والراسي البيني في بلدانهم ..

د. عصام بطران