خطبة الجمعة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وصحبه، وسلَّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أَمَّا بَعْدُ أَيُّها المُسلِمُونَ:
تسمعونَ كثيراً هذه الأيام عن العصابات المتفلتة التي تقوم بمهاجمة المواطنين وترويعهم وسلب ممتلكاتهم والاعتداء على المنازل والسَّياراتِ والمحلاتِ التجاريةِ وغيرها مما جعل المواطن يتساءل يا ترى مَنْ هم هؤلاءِ القوم؟ ما دوافعُ سرقاتِهم واعتداءاتِهم؟ ألا يخافونَ اللهَ تعالى؟ ألا يخافونَ من الشُّرطةِ والقضاءِ؟ أسئلةٌ تحتاجُ إلى وقفاتٍ وتأمُّلاتِ وإجاباتٍ!
ما أن أقرأ أو أستمع إلى مثل هذه الاعتداءات التي ترقى إلى (الحرابة وقطع الطريق) حتى أتأمَّلُ كثيراً قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ): وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيم)، ومن المعلوم أن الحكمةُ في قطعِ اليدِ في السَّرقَةِ، أنَّ ذلك حفظٌ للأموالِ، واحتياطٌ لها، تنكيلاً وترهيباً للسَّارقِ ولغيره، لِيرتدعَ السُّرَّاقُ إذا علموا أنَّهم سَيُقطعونَ. واللهُ تعالى يُوفِّرُ في هذه الآيةِ للمجتمعِ بِأسرِهِ ضماناتِ العيش والأمانِ ويقرِّرُ الْمِلكِيَّةَ الخاصَّةَ للأفرادِ ويدفعُ عنهم مخاطرَ السَّرقةِ ويشدِّدُ في عقوبةِ السُّراقِ والمعتدينَ لأنَّ من حقِّ كلِّ فردٍ أنْ يعيش في أمان كما أن من واجباتِ الدَّولةِ أن يَحصُلَ أفرادُها على الضَّرورياتِ التي تعينهم على ذلك العيش الكريم وأنَ تقومَ برعايتِهِم وحمايَتِهم فالإسلامُ يربي النَّاسَ على الكسبِ والعمل؛لا السَّرقَةِ والخيانةِ والدَّجل، واللهُ سبحانهُ يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ) فمطالبةُ الإنسانِ بمالِهِ حقٌّ لا لومَ عليه فيه، ودفعُ من اعتدى عليه شهامةٌ وشهادةٌ (ومن قتل دونَ مالِهِ فهو شهيدٌ)
أيُّها الكرامُ:
مَنْ أَمِنَ العُقُوبَةَ أساءَ الأدبَ؟! وحين تضاءلت هيبةُ من بيدهم سلطة إنفاذ القانون اختلَّ الأمنُ والأمانُ؟! وأعظمُ ما تخلفهُ مثل هذه العصابات إشاعةُ الرُّعبِ والذُّعرِ، والخوفِ والقلقِ في القلوبِ فتخيَّل نفسَكَ في بيتٍ لا تأمنُ فيهِ؟ وتصوَّر رجلاً يخرجُ لسيارتهِ كلَّ يومٍ قَلِقَاً هل يَسْعَدُ برؤيتها مجدداً أم لا؟ فما أصعبَ حياةَ غيرِ الآمنينَ !
عباد الله:
أمنُ الناسِ واستقرارُهم مطلبٌ تَهدف إليه المجتمعاتُ البشريَّةُ، وتعطيه كل الدول والجماعات الأولوية القصوى فَلِمَا التَّقَاعُسُ والتهاون؟ فالبلدُ الآمنُ حقَّاً هو الذي يأمنُ الناسُ فيه على دينِهم وأنفسِهم وعقولِهم وأموالِهم وأعراضهم، فالأمنُ مُقدَّمٌ على الغذاء، لأنَّ الخائفَ لا يتلذَّذُ بطعامٍ ولا يهنأُ بنومٍ ولا يطمئِنُّ في مَكانٍ ألم يَقُلِ الخليلُ عليهٍ السَّلامُ: رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ فأينَ المسؤولونَ عن أمنِ البلدِ واستقرارهِ؟ ألا يخافونَ اللهَ في رعاياهم؟ أينَ هم عن أداءِ الأمانةِ وحقِّ الرِّعايةِ؟! واللهُ تعالى يقول: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) ورسولُنا يقولُ: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).
فَيا وُلاتَنَا الأَكَارِمُ إن الآمَالُ مَعقُودَةٌ عَليكُمْ بَعدَ عَونِ اللهِ وَتسدِيدِهِ أنْ تَسعَوا بِكُلِّ مَا أُوتِيتُمْ مِنْ إمكَانَاتٍ وَقُدُرَاتٍ وَصَلاحِيَّاتٍ وأنْ تُحَقِّقُوا أمْنَ النَّاسِ على دِينِهمْ وَأَعْرَاضِهمْ وَأَمْوالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَعَقُولِهمْ, فَاللهُ – تَعَالى – يَقُولُ: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) [النساء: 58[، وَرَسُولُنا – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ: “كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ”.
إنَّ على كل منسوبي الأجهزة النظامية أنْ يُحَافِظُوا على أَمْنِ النَّاسِ وَحِمَايَتِهم وأن يتفقدوا أحوال الناس ويبْحَثُوا عَنْ أَوْكَارِ المُجرِمِينَ، ويكثفوا تمشيط الأماكن المشبوهة ويسْهَرُوا وَيتْعَبُوا مِنْ أَجْلِ اسْتِتْبَابِ الأَمْنِ، من أجل أمن وحماية ها البلد فَالآمَالُ بَعْدَ اللهِ مَعْقُودَةٌ عَليهم ،وليحْذَرُوا الخِيَانَةَ وَالتَّراخِيَ فِي العَمَلِ فَهي بِئسَ البِضَاعةُ, فَرَسُولُنا – صلى الله عليه وسلم – قَدْ قَالَ: “مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ”.
اللهم إنا ننَسْتَودِعُك دِينَنَا وَأَمَانَتِنَا وَأَعرَاضِنَا وَأَهلِينا وَالمُسْلِمينَ أَجمَعِينَ، هَذا؛ وَصَلُّوا وسَلِّمُوا على رَسُولِ اللهِ فَقَدْ أمَرَنا اللهُ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]. ،
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب؛ إنه هو الغفور الرحيم .. وأقم الصلاة
صحيفة الجريدة
و الفاتح كسرة ده جايبين صورتو علاقتو شنو.. بقى يؤلف خطب جمعة ولا شنو
بس ما شايف الهوهوة بتاعتو ديك هووو هووو.
لاباللي يالفاتح بقيت تتريق على خطبة الجمعة ياحقير