الطيب مصطفى

زيارة حمدوك لكاودا والحرب الشيوعية على الإسلام!


لم استغرب البتة ذلك التناغم العجيب، بل تلك الضحكات الودية بين زعيم الحركة الشعبية الشيوعي عبد العزيز الحلو ورئيس الوزراء حمدوك، حين قام الأخير بزيارة كاودا التي استقبل فيها كما يستقبل رئيس وزراء دولة اجنبية، حيث اختفى علم السودان وظهر علم الحركة الشعبية الى جوار صليب كبير، ولم يصحب حمدوك معه والي ولاية جنوب كردفان لأن الحلو لا يعترف به، ولا جنود القوات المسلحة السودانية لأنه يعتبرهم اعداءً يخوض معهم حرباً (لتحرير السودان)، بل لم يأت بطائرة سودانية انما بطائرة تابعة للامم المتحدة ! فأي اهانة تلك التي لحقت بحمدوك الذي يفترض أنه يعبر عن سيادة الدولة السودانية على ارض ينبغي ان يستقبل فيها باعتبارها ارضاً سودانية تحت سلطته؟!
] كان خطاب الحلو امام رئيس وزراء السودان الذي رضي بذلك الهوان محتشداً بالعبارات الاستفزازية مثل اشارته الى المناطق التي يحتلها بعبارة المناطق (المحررة)!
] لم يجرؤ حمدوك الذي كان شيوعياً باعتراف صديق يوسف، على الاحتجاج او على توجيه السؤال التالي لمضيفه: (مناطق محررة من ماذا)؟! لم يفعل ذلك لانه، في ظني، لا يبالي، ذلك ان من يهن يسهل الهوان عليه! هل نسيتم زيارته للشيوعي الآخر عبد الواحد محمد نور في باريس والذي رفض ان يستقبله كرئيس وزراء؟!
] في ذات الوقت مضى الشيوعي محمد يوسف احمد المصطفى القيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان .. قطاع الشمال (جناح الحلو) واحد مؤسسي تجمع المهنيين التابع للحزب الشيوعي باعتراف كبير الشيوعيين صديق يوسف.. مضى في طريق زعيمه الشيوعي عبد العزيز الحلو الذي ظل على غرار زعيمه القديم قرنق، يطالب بعلمانية الدولة، بل إن الرجل طرح مقترحاً مضحكاً يتلخص في تقرير المصير لمنطقة جبال النوبة، ورهن تخليه عن ذلك الشرط الذي قصد به ابعاد الاسلام، اشترط لكي يتخلى عن تقرير المصير تخلي الدولة السودانية عن الشريعة الاسلامية واقامة نظام علماني في السودان!
] اقول مضى محمد يوسف في طريق زعيمه الحلو حول العلمانية لكنه طالب باجراء استفتاء شعبي لاجازة العلمانية!
] وكأنه واثق من ان الشعب السوداني سيخدع بذات الطريقة التي خدع بها اولئك الشباب والصبية الملتفون حول تجمع المهنيين!
] لا اظن الناس نسوا أن محمد يوسف المبغض لما يسمى بالاسلام السياسي كان من اوائل من طرحوا العلمانية بعبارة مستفزة حين طالب بـ (تحرير الدولة من الدين) وكأن الدين وحش كاسر جاثم على صدر الدولة تقتضي ازاحته حتى (تتحرر) الدولة من قبضته الخانقة في تناسٍ لحقيقة ان الدولة الاسلامية كانت سيدة العالم اجمع خلال فترة الحكم العباسي المهتدي بهدي الدين، وكان هارون الرشيد يخاطب قيصر الروم بعبارة (كلب الروم)، بل كان قد خاطب سحابة رحلت عن سماء بغداد بعد ان اوشكت على الهطول بقوله: (امطري حيثما شئت فسيأتيني خراجك).. انه الاسلام الذي يجهله هؤلاء الجهلة، والذي قال فيه الفاروق عمر بن الخطاب لامثال هؤلاء الشيوعيين: (نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فإن ابتغينا العزة في غيره اذلنا الله).
] ذلك هو الاسلام الذي يبغضه هؤلاء الناس الذين انشأوا الحزب الشيوعي وواجهات سياسية تابعة لحزبهم الشيوعي، وحركات مسلحة كلها ما قامت الا للحرب على الاسلام وشريعته، فاي شيطان يسوق هؤلاء الناس نحو جهنم؟ واي جهل ذلك الذي يوردهم موارد الهلاك في بلاد يدين اكثر من 97% من شعبها بالاسلام؟!
] لن انسى كيف انتفض صديق يوسف بمجرد ان اعلن الحلو عن مطالبته بالعلمانية ليعلن موافقته على ذلك!
] بالله عليكم الم تدهشوا لكراهية هؤلاء الناس للاسلام الذي سخروا كل حياتهم من اجل الحرب عليه؟!
] نفس المشهد القديم يتكرر وكأن التاريخ يعيد نفسه.. عدد من الشيوعيين وفيهم عرمان ويوسف كوة والحلو يخرجون من السودان ويلتحقون بجون قرنق في اديس ابابا بعد سنوات قليلة من اعلان تمرده في عام 1983م، وسرعان ما قام قرنق بتقديم ذات الطرح الذي يقدمه الحلو الآن: تقرير المصير مقابل العلمانية!
] في النهاية اضطر قرنق ــ بعد جهاد عظيم من فتية الاسلام وجنود القوات المسلحة ــ الى ان يحتكم الشمال للشريعة ويترك الجنوب ليحتكم الى ما يريد! الآن يعود الشيوعيون لذات المسلسل القديم!
] الحرب على الإسلام، فيا لبئس صنيعهم الذي اضاعوا فيه اعمارهم ويا لبئس مصيرهم في الآخرة!
] ها هو موظفهم الجمهوري القراي التابع للزنديق محمود محمد طه والذي عينه وزير التربية الشيوعي مديراً للمناهج، يفجعنا بتصريح جديد يقول فيه إنهم يعتزمون تعديل المناهج، وان لا تدريس للقرآن في رياض الاطفال الذين سيحفظون بدلاً من القرآن الكريم الأناشيد الثورية!

صحيفة الأنتباهة


‫4 تعليقات

  1. خليك أمين، حمدوك لم يقم بزيارة عبد الةزحد في باريس ة إنتا إلتقاه خلال زيلرته لباريس بدعوة من الحكومة الفرنسية..و ما يضيرك ‘ن كان اللفاء بصفة شخصية.، طريقتك دي سبب الازمة

  2. كل ذلك لازلالكم لنا باسم الاسلام يا كيزان والاسلام برى منكم الى يوم القيامه