تحقيقات وتقارير

أخطر تقرير .. أزمة الخبز هل تطيح حكومة حمدوك كما أطاحت نظام البشير؟


أكد خبراء ومتخصصون وجود ضعف إداري في حزمة قرارات وزير المالية وإتباعه لمنهجية تطبيق سياسات البنك الدولي، وحذروا الحكومة الانتقالية من مغبة الفشل الذريع في توفير الحد الأدنى للمعيشة، بعد فشل وزارة المالية من الاتفاق مع المطاحن حول تكلفة انتاج الدقيق.

واستهجن الأكاديمي والأستاذ الجامعي البروفيسور عصام عبد الوهاب بوب تلك القرارات التي تأتي في شكل تصريحات من وزير المالية وتخلق فوضي الأسعار مبينا انها لا تسمن ولا تغني من جوع ، وعاب علي الحكومة اطلاق ادعاءات بوجود حلول آنية سريعة، و اللعب بعقول المواطنين لأن ذلك يتعلق بالحالة الاقتصادية والتمويل للاستيراد ومراكز البحوث والعقلية الإدارية الحكومية. وأشار بوب إلى أن أزمة الخبز هي أزمة مزمنة ظلت تتراوح على مدى سنوات ماضية وبدأت منذ حدث التحول في العادات الغذائية لأبناء الشعب السوداني ومع بداية الهجرة الكثيفة للمدن في سبعينات القرن الماضي وذلك نتيجة لسهولة استهلاك خبز القمح، وتم إدخال المحصول الغذائي السوداني الأول الذرة بجانب القمح لتخفيف الاعتماد علي استيراد القمح من الخارج، ويضيف بوب أنه ما زالت تطبيقات تلك التجارب في إنتاج الدقيق تسير بصورة عملية علي مدي السنوات الماضية.

وقال بوب ان الاعتماد علي الاستيراد في حالة تصاعد مع زيادة الطلب علي رغيف القمح وارتفاع نسبة الاستهلاك وانتقاله الي الأقاليم خاصة مع زيادة الهجرة للمدن. ويرى بوب أن هناك سلع لها أهمية استراتيجية واقتصادية واجتماعية ورغيف الخبز في مقدمتها. وطالب بوب الحكومة الانتقالية باحتكار استيراد القمح و تترك مضاربات السوق ، وجزم بوب بضرورة ان تولي الحكومة القمح أهمية أمنية قصوي وكذلك ضرورة ان تكون تحت هيمنة ومسئولية الدولة ولا ننسي ان الرغيفة هي التي أطاحت بحكم البشير نسبة لفشله في توفير الخبز فكيف لا تطيح ذات الرغيفة بحكومة حمدوك. واقر بوب بوجود مشاكل في تمويل الاستيراد ولكن تحت وجود إدارة حكومية وأمنية مسئولة يمكن حل هذه المشكلة.

وقال بوب ان هذه الأزمة تأتي مع احتدام الجدل حول رفع الدعم او الإبقاء علي أسعار الخبز كما هي، واعتبرها لعبة خطيرة جدا وتضع السلطة الحالية في مواجهة مع الشعب ، ويرى بوب أن رفع الدعم كما يقال او زيادة أسعار الرغيف مرتبطة بزيادة موارد الحكومة وأنها سوف تصبح نمط للزيادة في ظل رغبت الحكومة في زيادة مواردها. ويضيف بوب ان هذا المنحى يتفق مع المنهجية التي يلمسها البنك الدولي في تطبيق سياساته ولا تنجح تطبيق سياسات البنك في إصلاح البلدان . وتساءل بوب عما أوردته الصحف من اخبار عن الدعم الخارجي لشراء القمح وهل تم صرفه علي تمويل استيراد مواد بترولية وقمح وقال أن حجم المبلغ الوارد كبير. وهل توفير التمويل يعمل علي حل الازمة الآنية ام يضع حلول طويلة المدي ، ودعا بوب لضرورة وجود إدارة حكومية وأمنية واستراتيجية حقيقية بعيدا عن الحلول التي تأتي في شكل تصريحات.

صحيفة الأنتباهة


تعليق واحد