تحقيقات وتقارير

“الشيشة” في شارع النيل .. عندما يصبح التدخين “برستيج”..!


بعد أن كانت تعد إحدى المخالفات القانونية والمجتمعية في ذات الوقت أصبحت من الأشياء الطبيعية والتي تتم على مرأى العين خاصة في شارع النيل قبالة برج الاتصالات حيث يكون للمساء حديث مغاير، سحاب من الدخان تحسبه غيمة ستمطر بعد قليل الا انها في حقيقة الامر “دخان” للشيشة تتعاطاها الفتيات وتتباهى بدخانها ظناً منهن انه نوع من “البرستيج” والحرية حيث تلاشت القيم والمبادئ والعادات السودانية الأصيلة في الآونة الأخيرة في الوقت الذي كنا فيه شعب محافظ ومتمسك بكل ماهو جميل، أصبحنا نعاني من الأشياء الدخيلة علينا والتي لا تمت لنا بصلة بل مفروضة في معظم المجتمعات فهناك سلوكيات اخترقت عقول الشباب وسرت بينهم سريان النار في الهشيم وعندما نتحدث عن الشباب هذا يعني مستقبل بلادنا الذي نضع امالنا عليهم سواء كانوا رجالاً او نساءً بحكم مبدأ المساواة والمجالات التي باتت تشترك فيها المرأة والرجل معاً بيد ان هناك سلوكيات لا أخلاقية اجتاحت مجتمعنا السوداني هي ليست بالجديدة بيد انها كانت ومازالت تمارس في الخفاء مع ازدياد نسبها بطريقة مخيفة كما هو الحال في تدخين الفتيات للسجائر والشيشة معاً والتي تعتبر مؤشراً خطيراً نحو الانحراف والانحطاط الأخلاقي وعلى الرغم من انه من المستحيل ان تجد فتاة تدخن السجارة او الشيشة في العلن الا ان ماتمارسنه في الخفاء يدفعك بالتقزز منهن وبالتأكيد الفتاة المدخنة لا تقوم بهذا السلوك “القبيح “بمفردها وإنما عن طريق الشلليات الفاسدة وسط طالبات الجامعة والداخليات والتي تنتقل اليهم عدوى التقليد فالفتاة السودانية لم تعد معزولة عما يدور في المجتمعات الأخرى بل أصبحت ثقافة وعادات المجتمعات الأخرى ماثلة أمام أعينها عبر الفضائيات والانفتاح الكبير الذي بتنا نعيشه وبذلك أصبحت عرضة للتأثر وتبني أنماط سلوكية غريبة لا تتفق مع ثقافة مجتمعنا الذي كان محافظاً قبل وقت قريب من الآن فانتشرت ظاهرة التدخين في أوساط شرائح متعددة من الفتيات على اختلاف أعمارهن ومستوياتهن التعليمية وبغض النظر عن مسببات هذه الظاهرة والتي في كثير من الاحيان تتعلق بالجوانب النفسية الا انه من المقلق حقاً انعكاسه السلبي على المرأة ذاتها وعلى ذريتها مستقبلاً فبعض الفتيات تعتبر ان تدخينهن هذا نوع من البرستيج وانهن فتيات يمتلكن مقومات التطور وان الفتاة التي لا تدخن او حتى تنظر اليهن بعين الاحتقار بالتأكيد هي “متخلفة” و”دقة قديمة” وليست لها علاقة “بالاستايل” او التكنولوجيا بمعنى انها فتاة من العصر الحجري ف”الدلع والحنكشة” التي تصطنعها الفتيات هن لا يعرفن ان عواقبها عليهن وخيمة ابتداءً بنظرة المجتمع لهن وختاماً بحرق وتوليع مستقبلهن وصحتهن حيث ان التكون الجثماني للفتاة يختلف عن الرجل المدخن فالفتاة لها مستقبل وابناء بالتأكيد ستضر بصحتهم جراء هذا الفعل المشين بالاخلاق وبمستقبل فتيات الغد واللاتي أصبحن ينجرفن نحو الانحراف الاخلاقي وهذه الشيشة او السيجارة بامكانها قودهم لى طريق الرذيلة فرغبة الخروج عن المألوف والتحرر من قيود الاسر هذه تقود الفتيات للاقدام على ارتكاب مثل هذه الاخطاء وسلك طريق الفاحشة والرذيلة.

الخرطوم- تهاني النميري
صحيفة الجريدة


تعليق واحد

  1. في غالبية الدول حتي الغربية يكون التدخين محظور في الاماكن العامة لماذا نسمح به نحن رغم انه ضار باجماع خبراء الاجتماع والدين والصحة ؟ هل لحقت حكومتنا بالاضرار بنا وركل قيم المجتمع نكاية بالاسلاميين؟ من ابعد قانون النظام العام عليه بالبدائل التي تحمي قيم المجتمع وتحفظ حقوق غير المدخنين والا فلا نري جدارة بمن يبعدنا كل يوم عن قيمنا الاجتماعية والدينية