تحقيقات وتقارير

يوم النيل ..رؤية شبابية للتغيير القادم


(كل قطرة تمسك بيد الأخرى من المنبع الى المصب).. بهذه العبارات اختتمت المسرحية التى قدمها مجموعة من الصغار شكلوا دول حوض النيل العشر وبحيرات المنبع الخمس ، حكت المسرحية كيف استطاعت تلك القطرات تجاوز السدود والصحارى والجبال والشلالات اوالصعاب التى واجهت دربها والانتصار عليها بالإرادة والمحبة والخيال والفكر والتعاون لتصل لمشروع النيل العظيم الذى نحتفل به اليوم على المستويين الرسمي والشعبي.

مواكب بألوان النيل ( الأبيض والأزرق) انطلقت من المتحف وفندق كورنسيا لتلتقي عند قاعة الصداقة موقع الاحتفال بالخرطوم ، سيرها أطفال وشباب بلادي.. جسدوا فيها مسيرة النيل وعبروا من خلالها عن أحلام وآمال وأمنيات عزيزة يرجون تحقيقها؛ بل يسعون لذلك متمسكين بشعار (الاستثمار المشترك لإحداث التحول الإقليمي ) .

ولعل ما يلفت الانتباه أن الاحتفال كان شبابيا؛ أي أن الفئة الأكثر حضورا وحماسا سواء من السودان او الدول المشاركة كانت شبابية، مما يشير الى استيعاب هذه الفئة المهمة للتحديات المتعلقة بالمياه وتأُثيرها في كل مناحي الحياة، كما يؤكد أنهم يطرحون أنفسهم كفئة قادرة على قيادة التغيير في هذ الملف الحيوى .

هذا ما أكدته الأستاذة آمنة عمر مؤسسة برلمان الشباب السوداني للمياه ، وهو جزء من شبكة برلمان الشباب العالمي للمياه ، وقالت إننا نريد أن نحدث تغييرا في كل المجالات بما لدينا من قدرات وطاقات نحتاج لتحويلها لطاقة بناءة لبناء هذا الوطن، وأن الشباب محتاجين فقط لأن نتيح لهم الفرص حتى يبدعوا كل في مجاله وتخصصه ، وأضافت أن الرسالة التي يحملها هؤلاء الشباب (وهم متطوعون يتجاوز عددهم 1753 من كافة الولايات) هي تطبيق هدف التنمية المستدامة السادس المتعلق بضمان توفيرالمياه وخدمات الصرف الصحي لجميع المواطنين وإدارتها بصورة متكاملة وفقا لرؤية تتخذ من الشفافية والمساواة والتعاون والإبداع والمثابرة أساسا لانطلاقها.

التعاون والاستثمار المشترك مثل رغبة وخيار جميع المشاركين من الرسميين والشركاء والمانحين من البنك الدولي والاتحاد الأوربي واعتبروه الوسيلة الأنجح لتعزيز الأمن والسلم الإقليميين، ولتحقيق التنمية المستدامة ، معتمدين على التنوع الذي يميز دول حوض النيل والذي يشكل أرضية خصبة لاستدامة الموارد ، كما جددوا التزامهم بدعم مشاريع مبادرة حوض النيل واستعرضوا التحديات التى تواجه دول المبادرة .

الاحتفال الشعبي شمل ايضا – بجانب سباق الزوارق و العروض المائية التى قدمها شباب نادي الزوارق بجزيرة توتي – شمل معرضا متنوعا احتوى على أقسام للتعريف بالثقافة السودانية والسياحة والمعالم التاريخية؛ بجانب الفن التشكيلي والتراث السوداني والفنون الشعبية ( رقص وغناء شعبي ) والمحاصيل والمنتجات السودانية؛ فضلا عن الأقسام المتخصصة في إدارة المياه والتي رصدت المشاريع والبحوث في مجال إدارة وحصاد المياه للمراكز الإقليمية والمحلية .

الاحتفالات ستستمر حتى غد الأحد بفعالية تنظمها لجان المقاومة ببري ضمن حملة حنبنيهو بـ(بيتش بري) سيتم خلالها عرض ما أنجزته لجان المقاومة في الفترة السابقة بجانب استعراض مشاكل المياه والتشبيك مع الجهات المختصة من الهيئات والوزارات للوصول الأهداف المنشودة .

تقرير : حنان حسن
الخرطوم 22-2-2020 (سونا)