الفاتح جبرا

يكون غبيان

بداية لا بد للعبدلله أن يشكر كل الذين إتصلوا من الأحباب مستفسرين عن صحة العين التي إستبدلنا عدستها بأخرى حتى تساعدنا على رؤية هذا الواقع (القاتم) والحمدلله فقد سارت الأمور على ما يرام وأصلح العطار بعضا مما أفسده الدهر .
من الأحداث البارزة التي شغلت الرأي العام في بداية هذه الإستراحة القسرية عن الكتابة هو ما حدث يوم الخميس الماضي 20 /2 من قمع وحشي للتظاهرة السلمية التي سيرتها قوى الثورة في لجان المقاومة احتجاجاً علي فصل ضباط الجيش الشرفاء (الوقفوا مع الثورة) وانحازوا للثوار وقاموا بحمايتهم والزود عنهم ابان (اعتصام القيادة) الذي توج بإقتلاع النظام المباد !
حسب بيان وزارة الصحة الاتحادية أن إستخدام السلطات للهراوات والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والحي قد ادى لإصابة 51 شخص وهكذا تعيدنا اللجنة الأمنية للنظام المخلوع إلى المربع الأول وهي تنفذ أجندة النظام البائد والتي على رأسها وأد هذه الثورة العملاقة وإذاقة الثوار الذين قاموا بها شتى صنوف البطش والتنكيل والعذاب !
من المضحك المبكي تماماً أن يخرج لنا رئيس الوزراء ومن بعده النائب العام ببيانات تشجب هذه الجريمة النكراء وتتوعد بتكوين لجان تحقيق ومحاسبة للمسؤولين في الوقت الذي لا زالت لجان التحقيق المختلفه لم تتوصل (لقاتل واحد) من ضمن أكثر من خمسة ألف (مسلح) قاموا بإزهاق مئات الأرواح في (مجزرة القيادة) ومثلهم في العدد من كانوا يقتحمون البيوت ويروعون الأسر ويدهسون الثوار بالعربات (البدون أرقام) على الرغم من وجود هذا الكم الهائل من (الشهود) ومقاطع الفيديو التي تظهر (القتلة) بوضوح علاماتهم العسكرية وتبعية الأزياء التي كانوا يرتدونها وحتى شتائمهم (القذرة) التي كانوا يوجهونها للثوار الذين كانوا لا حول ولا قوة لهم !
ما يحدث الآن هو نوع من مسرح (العبث) اللا معقول فهل يعقل أن تتم إقالة ضابط وقف مع الثورة وقام بحماية أرواح المواطنين بينما لا يساءل من (خذل) المواطنين وإنسحب من ميدان الإعتصام ليتركهم لقمة سائغة للقتلة والمجرمين ليشبعوهم حرقاً وقتلاً وإغتصاباً ؟ أين كان جنرالات هذا الجيش الذين يدعون الآن أن هذا الضابط المقال (غير منضبط) حينما تركوا أولادنا (في السهلة) دون غطاء ؟ هل أخبرنا هؤلاء (الجنرالات) أين كانوا وقتها؟ وماذا فعلوا لحماية أبنائنا الشهداء؟ أي غدر وخيانة إرتكبها هؤلاء الذين (يغيرون) الآن على إنضباط الجيش لوقوف ضابط صغير أبت رجولته أن يترك شعبه دون حماية؟
والله ما أصدق تلك المقولة (إن لم تستح فأصنع ما تشاء) فبدلاً من أن تتم ترقية هذا الضابط ليكون قدوة لزملائه بل أيقونة للشهامة والرجولة والوقوف مع شعبه والزود عنه يبعث به من تركوا الشعب فريسة للقتلة أعداء الشعب والوطن (إلى الشارع) !
لقد قلناها منذ البدء ولا نمل قولها لابد من إعادة هيكلة جميع القوات النظامية وإقالة كل من كانت له مصلحة مع النظام السابق أو يعمل ضد توجهات هذه الثورة العظيمة ، وبالمقابل إعادة الشرفاء الذين أقالهم النظام المدحور إلى الخدمة بأسرع ما تيسر ، كما لابد من تعديل (الوثيقة الدستورية) ليكون تعيين وزيري الداخلية والدفاع وكل من له علاقة بالأمن من اختصاص مجلس الوزراء !
إن كل المؤشرات تدل على أن ما تم ّ من قمع وحشي لموكب 20 فبراير لم يكن ألا امتداداً لفشل لحكومة في تفكيك التمكين، وما يمارسه المكون العسكري من تكريس لسلطته من أجل (الهبوط الناعم) الذي أعاد إنتاج سياسات النظام السابق القمعية والاقتصادية والتحالفات العسكرية الخارجية المعلنة والمخفية !
إن ما جرى من قمع وحشي لهذه التظاهرة السلمية يتطلب رداً حاسماً من الشعب ومقاومة فاعلة ضد هيمنة المكون العسكري والعمل دون يأس من أجل تصحيح مسار هذه الثورة العظيمة حتى تصل لأهدافها (على الأقل الآنية) كالاسراع في تكوين التشريعي والولاة المدنيين، والعمل الجاد لتفكيك التمكين، وتعديل (الوثيقة الدستورية ) لصالح الحكم المدني الديمقراطي وفي هذه الأثناء لابد من العمل على تقوية لجان المقاومة والنقابات باعتبارهما ركيزة الثورة الأساسية ، كما لابد من الإبقاء على جذوة الثورة مشتعلة من أجل المصابين والمفقودين والشهداء الذين فدوا هذا الشعب بأرواحهم الذكية .
إن العبدلله على قناعة تامة بأن هذا الشعب قادر على مواجهة كل التحديات والمؤامرات من أجل تحقيق مطالب ثورته وإستكمال مهامها وجعل شعاراتها واقعاً ملموساً ومن يعتقد بأن هذا الشعب يمكن أن ترهبه الآلة العسكرية أو المؤامرات (الكيزانية) … (يكون غبيان ساكت) !
كسرة :
لن ينسى لك التأريخ أبني ملازم أول (محمد صديق) موقفك البطولي المنحاز للشعب كما لن ينسى موقف المتخاذلين الذين تركوه عرضة للسحل والحرق والقتل والإغتصاب .. وكان شالوك راجل وأكان خلوك راجل !
كسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنو (و)؟
• أخبار ملف هيثرو شنووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ)

الفاتح جبرا
الجريدة

تعليق واحد

  1. يا صحبي أنسى موضوع فض الاعتصام سقطت الانقاذ شهر ابريل ٢٠١٩ و تم فض الاعتصام يونيو ٢٠١٩ أنت و
    أي بليد يعلم من فضه هم من يحكمون الان مدنيين و عسكريين
    أسئلوا أديب و لجنته الخرساء