تعقيم الحرم المكي أربع مرات يومياً للوقاية من فيروس كورونا
يقوم عشرات العمال الذين وضعوا كمامات خضراء بتطهير أرضيات المسجد الحرام في مكة المكرمة بلا توقف، في ظل تصاعد المخاوف من وصول فيروس كورونا الجديد إلى أقدس أماكن المسلمين.
وأعلنت السلطات السعودية أنه يتم غسل أرضيات المسجد الحرام الخالية من السجاد أربع مرات يوميًا، ورفع 13 ألفا و500 سجادة من أماكن الصلاة، إذ تستقطب مناسك العمرة ملايين المسلمين سنويا من مختلف بلدان العالم.
في صحن الكعبة، وكذلك في مسعى الصفا والمروى، تنتشر فرق التنظيف التي ارتدى أفرادها ملابس زرقاء، فيما تفوح في المكان رائحة منظف الكلور. ويتكرر المشهد في أماكن تناول الطعام خارج محيط الحرم، في إجراء اعتيادي، لكن زادت وتيرته مؤخرا.
ومنذ مساء الخميس، ازدحم صحن الكعبة كعادته بآلاف القادمين من داخل المملكة لأداء العمرة، بالإضافة إلى عشرات آلاف المعتمرين المتواجدين في المدينة. ووضع كثيرون كمامات وأقنعة، بينما ارتدت بعض المعتمرات الآسيويات، خصوصا المتقدمات بالسن، قفازات في أيديهن.
ولم تسجل حالات بفيروس كورونا داخل السعودية، لكن عددا من السعوديين أعلن عن إصابتهم في البحرين والكويت المجاورتين، وعبرت المملكة عن قلقها من ظهور حالات في الدول المجاورة بعد تسجيل عشرات الإصابات بين أشخاص عادوا من إيران.
وعلّقت السعودية الأربعاء، مؤقّتاً، دخول الراغبين بأداء العمرة إلى أراضيها، كما علقت زيارة المدينة المنورة، في إجراء احترازي غير مسبوق يرمي إلى منع وصول فيروس كورونا، وقررت الرياض الجمعة، تعليق دخول مواطني دول مجلس التعاون الخليجي إلى مكة والمدينة خشية تفشي الفيروس، حسب ما أعلنت وزارة الخارجية.
وغصّ المسجد الحرام الجمعة، بالمصلّين الذين كان يمكن رؤية عدد كبير منهم يضعون أقنعة. وقالت الجزائرية نادية بيطام (50 سنة)، وقد وضعت كمّامة بيضاء: “لا أشعر بأي خوف. نحن في أيدي الله. ما يشغلنا هو العبادة، ونأخذ احتياطاتنا”، مشيرة إلى كمامة وضعتها شقيقتها أيضا.
وجاء القرار بتعليق أداء العمرة مع انتشار فيروس كورونا في الدول المجاورة، قبل شهرين من حلول شهر رمضان الذي تتضاعف مع اقترابه أعداد المعتمرين. والمعتمرون والحجاج في مكة عرضة للعدوى بالفيروسات والأمراض نتيجة للزحام الشديد في أماكن الصلاة، وفي وسائل النقل.
وقالت روبينا محمود التي كانت تقود فوجا يضم 105 معتمرين قادمين من هولندا، إن استخدام الكمامة “مفيد جدا”، مضيفة “الجميع هنا يسعل”. وأوضحت أنها تتأكد طوال الوقت من أن “جميع أعضاء الفوج يضعون الكمامة، ويشربون المياه، ويغسلون أيديهم”.
ونفدت الكمامات في ثلاث صيدليات محاذية للحرم المكيّ الخميس. وقال أحد الصيادلة: “الطلب على الكمامات في اليومين الماضيين غير مسبوق. قمت ببيع 200 صندوق في ثلاثة أيام. كان ذلك مخزوننا للشهر كله”.
وفجر الجمعة، قررت السعودية تعليق إصدار تأشيرات السياحة مؤقتا لسياح سبع دول قالت إنّ فيروس كورونا المستجد ينتشر فيها، بينها الصين وإيطاليا وكوريا الجنوبية. كما قررت منع الحاصلين على تأشيرة سياحية من أداء العمرة أو زيارة المدينة المنورة.
وأدّى 18.3 مليون شخص مناسك العمرة، بينهم 6.76 ملايين أجنبي، في عام 2018، بحسب الأرقام الرسمية في المملكة. وحظرت المملكة في عام 2003 دخول معتمرين من دول آسيوية معينة لدى انتشار فيروس سارس.
وأوضح مسؤولان سعوديان أن الإجراءات الحالية لا تنطبق بعد على الحج المتوقع هذه السنة في يوليو/تموز. واستقطب الحج العام الماضي حوالى 2.5 مليون شخص، فيما كانت السلطات توقعت قبل انتشار الفيروس أن يصل عدد الحجاج إلى 2.7 مليون في عام 2020.
وقال المصري محفوظ الذي يؤجر نحو 40 غرفة يوميا في فنادق عدة في المدينة المقدسة إنّ “مجموعات (أجنبية) كاملة ألغت حجوزاتها بسبب وقف تأشيرات العمرة. لا أزال أحصي خسائري لكنّها كبيرة”.
وأشارت موظفة في فندق قرب الكعبة إلى “إلغاء حجوزات 20 غرفة يوميا على الأقل. للأسف هذا يحدث في موسم العمرة الرئيسي”.
العربي الجديد