زهير السراج

حدث في مستشفى الذرة !


* كتبت قبل عامين عدة مقالات تحت عنوان (حدث في مستشفى الذرة) عن الأزمة الحادة التي يواجهها مرضى السرطان في الحصول على العلاج بسبب تعطل الأجهزة في المستشفى وفشل الشركة التي كُلفت بالصيانة في أداء المهمة بالشكل المطلوب.. ونسمع الآن عن تكليف نفس الشركة بهذه المهمة وإعادة انتاج الأزمة مرة أخرى، وهو أمر غريب يحتاج الى وقفة، ولكن دعوني قبل ذلك أنعش ذاكرتكم بإعادة نشر بعض ما نُشر من قبل:

* يتاجرون حتى بمعاناة وعذاب مرضى السرطان، ودموع أسرهم .. من منكم يمكن أن يتخيل أو يصدق ذلك ؟!

* تحت يدي مستندات .. تكشف مدى السوء الذي وصلنا إليه والأنانية وتحقيق الارباح على حساب المرضى!

* كلنا أو غالبيتنا تابع مسلسل تعطل أجهزة العلاج الإشعاعي بمستشفى الخرطوم للأورام في العامين السابقين (2016 ، 2017 )، الذي كان سبباً في تكدس آلاف المرضى في المستشفى بدون علاج، أو تأخير العلاج فترات طويلة، وتحويل المحظوظين الى مستشفى مدني، وكانت حجة المسؤولين أن السبب هو كثافة المرضى، وهو ليس كذلك وإنما جشع البعض!

* كان النظام المتبع أن يتولى توريد الإسبيرات وعمليات التركيب والصيانة، جهات لها خبرة ودراية وعلاقة بالأجهزة المستخدمة في المستشفى، وذلك إما بقيام وكيل الشركة التي استوردت الأجهزة بتحمل أعباء توريد الاسبيرات والتركيب والصيانة، أو طرح الموضوع في عطاءات، وترسية العطاء على صاحب الخبرة والإمكانيات والمقدرة على إنجاز العمل بكفاءة، خاصة مع حساسية الأجهزة والعمل الذي تؤديه!

*غير أن الوضع تغير في يوليو 2016 ، وهو تاريخ بداية الأزمة ومعاناة المرضى، فلقد تفتقت حيلة البعض عن توريد الأجهزة والتركيب والقيام بالصيانة لتحقيق ارباح بدون أن تكون لهم أدنى خبرة في هذا العمل الحساس، وأقصى ما كان لديهم من خبرة وإمكانيات أن أحدهم عمل في المستشفى لبضعة أعوام كتقني أشعة، ومن هنا جاءت الفكرة التي أنهكت وأهلكت وعذبت المرضى وعطلت العمل، بالحصول على امتياز توريد الاسبيرات وتركيبها والقيام بأعمال الصيانة بمساعدة نافذين، بدون إتباع الإجراءات الإدارية والمالية والقانونية المعروفة !

* وهو ما حدث بالفعل، فلم تخضع المناقصة للإجراءات المعروفة، أو لمعايير الخبرة والكفاءة المطلوبة، وحصل أولئك النفر على الامتياز تحت مسمى شركة (بايولاين) ــ وهو اسم لشركة معدات طبية بدولة فلسطين، قد لا يكون لهم علاقة بها، كما أنه اسم تجاري لأحد منتجات التجميل يستخدم لتقوية الشعر، وقد لا يكون لهم به علاقة أيضاً، أو بالشركة التي تنتجه!

* وقَّع مساعد مدير المستشفى عقداً مع هذه الشركة جاء في مقدمته، ان العطاء رسا على (بايولاين) بعد قيام المستشفى بعمل مناقصة محدودة للحصول على أفضل العروض (وهو ما لم يحدث) .. ونص العقد على أن قيمة العطاء عشرة مليارات جنيه (10 مليون بالقديم) .. تخيلوا مبلغ بهذا الحجم الضخم، لعمل في غاية الحساسية، وهو استيراد معدات لأجهزة علاج إشعاعي لعلاج مرضى السرطان، يُرمى هكذا لشركة عديمة الخبرة في هذا المجال وبدون إتباع الإجراءات الصحيحة، فما الدافع لذلك إن لم يكن الثراء غير المشروع؟!

* كان من الطبيعي أن تعجز الشركة عديمة الخبرة عن القيام بالمهمة التي أوكلت إليها، وظلت الأجهزة بلا صيانة تذكر، مع معانة المرضى وتكدسهم في المستشفى بالآلاف، وحتى اليوم !!

* كان هذا بعض ما سردته قبل عامين على الموقع الإلكتروني للصحيفة بسبب منعي بواسطة جهاز الامن (خلال العهد البائد) من الكتابة على النسخة الورقية، أعيد نشره اليوم مرة أخرى تمهيداً لفتح هذا الموضوع الخطير في الأيام القليلة القادمة، إن شاء الله. انتظروني.

زهير السراج
الجريدة


تعليق واحد

  1. افتح فيهم بلاغ اذا عندك مستندات من سنة 2016 ولغاية ابريل 2019
    ومن ابريل 2019 ونحن هسه على أبواب ابريل 2020
    مافتحته فيهم بلاغ مالك بدل جاى تردح لينا هنا …