زهير السراج

الكورونا والكوزونا !

* دعوني أخرج بكم اليوم من الأجواء المشحونة بالهلع من انتشار مرض (الكورونا) والإجراءات الوقائية الصارمة التي لجأت إليها معظم الدول لمنع انتشار المرض، ومن بينها السودان الذي أغلق أجواءه وحدوده أمام القادمين إليه، حتى السودانيين الذين كانوا في الطريق الى البلاد، مما أدى لحبس الآلاف في المنافذ والمطارات العالمية!
* لعل الكثيرين شاهدوا التسجيل المصور الذي بثته وسائل التواصل الاجتماعي لمجموعة من السودانيين والسودانيات قادمين من عدة دول اوروبية واسيوية عبر مطار استانبول وفوجئوا بالقرار وهم على متن الطائرة التركية التي كانت ستقلهم الى مطار الخرطوم فرفضوا النزول منها، ودخلوا في جدل طويل مع مسؤولي القنصلية السودانية في مدينة استانبول الذين نقلوا إليهم قرار السلطات التركية باستضافتهم لمدة يومين في فندق بالمدينة، الى حين إيجاد حل لهم، ولكنهم طالبوا بترحيلهم الى السودان او التكفل بنفقات إقامتهم وإعاشتهم في تركيا طيلة مدة اغلاق الأجواء السودانية، وإلا فلن يغادروا الطائرة، غير انهم رضخوا أخيراً لأمر السلطات التركية بالنزول بعد وعد قاطع من مسؤولي السفارة السودانية بإيجاد حل عادل لهم!
* وهنا لا بد ان نتساءل: كيف تغلق دولة حدودها أمام مواطنيها مهما كانت المخاطر التي سيجلبونها لها، ولماذا لم تُعطِ السلطات السودانية مهلة معقولة من الوقت ولو 48 ساعة فقط لتنفيذ قرار اغلاق الحدود حتى يتيسر للمواطنين القادمين الوصول او ترتيب أحوالهم في الخارج، أما حبسهم في المنافذ والمطارات وتركهم لمصير مجهول فهو أمر غريب ومرفوض لا يشبه سودان الثورة وحكومة الثورة وانما يشبه النظام البائد الذي اسقطه الشعب في مزبلة التاريخ لجرائمه وفساده وصلفه وأنانيته !

* وعلى ذكر النظام البائد، دعوني أخرج بكم الى هذا المقال الطريف الذي ارسله لي أحد الاصدقاء لعله يهدئ قليلاً من روعكم وينسيكم الكورونا، ويعيد الى أذهانكم مآسي الكوزونا !

* تخيل يا مواطن ان كورونا جاءت قبل سقوط النظام البائد، فكيف كان سيكون رد فعل النظام البائد وأعوانه:
* عمر البشير كان حيطلع في الساحة الخضراء وحيقول ان الكورونا هي جند من اجناد الله، وأنا زمان الكورونا دي لاقتني في جبيت، وخرمت لى فشفاشي لكن انتصرت عليها بفضل الايمان والتمسك بشرع الله. أنا يا جماعة حصل كضبت عليكم. تهلييل!
* هيئة علماء السودان تصدر بياناً يفيد بأن الكورونا غضب من الله بسبب الخروج على الحاكم.
* اسحاق أحمد فضل الله حيقول، وأنا قاعد بعد صلاة الفجر جاني مخلوق غريب وقال لي أنا فيروس كورونا رسلتني ليك الغزالة الجاتكم في الجنوب زمان، وقالت لي أمشي جاهد في القيادة وانزل انتشر بين اعداء الدين والوطن المعتصمين في القيادة!
*عبد الرحيم محمد حسين ونظرية الدفاع بالشم: الكورونا جاتنا بالليل وقت صلاة العشا طافية لمباتها، لكن شميناها بي نخرينا .
* الاتحاد الوطني للشباب السوداني حيعمل نفرة الكورونا ويشتري ناموسيات ويسميها ناموسيات الحق المبين ويبيعها للمواطن بمليون.
* الامدادات الطبية تعلن عن توفير الكمامات الطبية بصيدليات علياء ويستبشرون ويتكممون..!
* جهاز الأمن يعلن عن ضبط خلية ارهابية تتبع لحركة عبد الواحد وهي تحمل حقيبة طالبات مليئة بفيروس كورونا لنشرها في الداخليات، وضياء الدين بلال يكتب: أسرار ضبط جهاز الأمن لخلية الكورونا !
* وزير الداخلية: ضبط مصنع كورونا يديره أجانب بمنطقة الحاج يوسف !
* الشيخ عبد الحي يفتي بجواز اعدام كل من يثبت انه يحمل فيروس كورونا، والمجلس الوطني ينظر في اصدار قانون لوضع الفتوى موضع التنفيذ!
* ربيع عبد العاطي للجزيرة: الكورونا مؤامرة اسرائيلية لإجهاض دولة الشريعة والعدل في السودان!
* الفاتح عز الدين: المجاهدين حينزلوا رب رب رب للكورونا يخلوها مكرونة، وتاني الراجل يقول كورونا عشان نقطع راسو!
* نافع علي نافع: ده ابتلاء من رب العباد، والما عاجباهو الكورونا يلحس كوعو!
* معتز موسى: الكورونا من بشاير العلاج بالصدمة وهو انجاز أتى بالتضرع الى الله وقيام الليل، اعتقد اننا نسير في الطريق الصحيح .
* الحمد لله الذي هدانا الى الكورونا، وأزاح عنا بلاء الكوزونا !

زهير السراج
الجريدة

‫2 تعليقات

  1. مقال عبيط الكيزان فاتو خلينا مع الكيزان الجدد طبعا ماحتقدر تقول حاجة لان إنحيازك اعمى الله يشفيك